إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«الصقر» ريفي... نسخة جديدة عن خالد الضاهر

يوسف الصايغ - البناء

نسخة للطباعة 2015-06-22

إقرأ ايضاً


يبدو أنّ نموذج خالد الضاهر لن يكون الأخير في مسلسل الخروج عن مسار سياسة تيار المستقبل الذي بات واضحاً أنه يعيش أزمة داخلية تعكسها التصريحات المتضاربة التي تصدر عن نوابه ومسؤوليه وسياسيّيه، والتي تصبّ في غير ما تشتهي قيادته برئاسة النائب سعد الحريري الذي يعيش وضعاً مأزوماً على خلفية الأزمة المتفاقمة في شركة «سعودي أوجيه»، خاصة بعد العدوان السعودي على اليمن.

ولعلّ المواقف التي أطلقها أخيراً وزير العدل أشرف ريفي تعبّر بوضوح عن حجم تضارب المواقف الحاصل داخل «البيت المستقبلي»، فوزير العدل الذي يُعدّ أحد صقور التيار الأزرق يثبت مجدّداً أنه يعمل وفق أجندته السياسية الخاصة، دون الالتزام بتوجيهات رئيس «المستقبل» الذي يبدو أنه بات غير عالِم بكلّ ما يدور على الساحة المحلية.

وبينما يسعى الحريري الى ترتيب العلاقة مع رئيس التيار الوطني الحرّ العماد ميشال عون عبر وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يشكل الجناح الثاني لـ«الصقور الزرق» داخل الحكومة، خرج وزير العدل بهجوم واضح على عون لا يعكس أبداً أيّ تبادل للأدوار داخل تيار المستقبل، بقدر ما يشير الى حجم الهوة التي باتت تتسع يوماً بعد يوم تحت سقف تيار المستقبل، وهو ما دفع بمصادر من داخل هذا التيار الى التبرّؤ من موقف ريفي وهجومه على عون، واصفة هذا الموقف بأنه «شخصي».

كما تشير المصادر الى أنّ هجوم ريفي الأخير على الجنرال ما هو إلا موقف جديد يضيفه وزير العدل الى رصيده السياسي المناوئ للمشنوق بعد مواقفه في قضية الموقوفين الإسلاميين في رومية، حيث وصل به الأمر حدّ تحريض أهالي السجناء للمطالبة باستقالة المشنوق من وزارة الداخلية، نظراً إلى الدور الذي لعبه الأخير في كبح جماح القوى المتطرفة داخل سجن رومية وإعادة الهيبة إلى القوى الأمنية، وردّ الاعتبار لها بعد ما تعرّضت له من إهانات.

وفي سياق متصل هناك من ينظر الى مواقف ريفي بوصفها نسخة جديدة عن مواقف نائب التيار «المُبعد» خالد الضاهر لجهة الخروج عن الحدود المرسومة للخطاب السياسي لنواب وشخصيات تيار المستقبل، الذي تتجاذبه أصوات يُفترض أنها تمثل خط الاعتدال الذي يمثله المشنوق، مقابل الخط المتطرف الذي يتولى قيادته ريفي بالدرجة الأولى، من دون أن ننسى مواقف النائب محمد كبارة التي تصبّ في الخانة عينها.

إذاً… والى جانب أحلام الرئاسة الثالثة التي تدغدغ مشاعر ريفي والمشنوق، لا يمكن النظر الى الشرخ الحاصل داخل «البيت المستقبلي» بمعزل عن الصراع الحاصل داخل أروقة حكم أسرة آل سعود، فالوزير ريفي من المحسوبين على الأمير بندر بن سلطان الذي تراجع نفوذه بعد وصول الأمير سلمان بن عبد العزيز الى سدة الحكم، وفي البلاط السعودي الجديد من يؤيد مساعي المشنوق وخطواته لتظهير تيار المستقبل بمظهر الممثل لـ«الاعتدال السني» في لبنان.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024