شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-08-20
 

قوميو سوريـا: «مجهولون» في الأرض.. والإعلام أيضاً

أدونيس اليازجي - الحدث نيوز

يشارك بزخم مقاتلو الحزب السوري القومي الإجتماعي على جبهات أساسية وهامة في سوريا منذ بداية شرارة الأزمة العسكرية في ” الشام ” كما يحبون تسميتها من منطلقاتهم العقائدية.

على عكس سائر المقاتلين الذين يخوضون غمار الحرب في سوريا، ينفرد القوميون برؤيتهم الخاصة للحرب. فهؤلاء لم يخرجوا من منطلقات دينية ابداً، ولا من حقدٍ دفين عمره مئات الأعوام، بل إنطلقوا من حقيقة جغرافية يسعى “الإستعمار” القديم – الجديد لإستكمال ما هدّمه في مشروع ” سايكس – بيكو “. هو “سايكس – بيكو” جديد، هكذا يراه القوميون الذين يعتبرون ان ” داعش ” وأمثالها أدوات تنفيذية، من حيث الشكل والمضمون، للحركات الصهيونية – اليهودية التي مزّقت وحدة الأرض وقسّمتها وأنشأت كياناً على أنقاد التاريخ والجغرافيا.

خاض القوميون غمار الحرب في سوريا منذ بداية الأزمة العسكرية وكان لهم بصمتهم متميّزين عن غيرهم بما يحملوه من عقيدة تختلف كلياً عن ما هو موجود في البيئة ويحرك المقاتلين الآخرين. كان لهم صولات وجولات في القتال ولعلّ قرى ريف حمص وأحيائها القديمة وأرياف دمشق ودرعا والساحل السوري هي أبرز الجبهات التي شاركوا في معاركها إلى جانب الجيش_السوري و حزب_الله . في ريف_حمص كانت الذروة فهناك قدّموا الشهداء وساهموا بشكلٍ كبير في تحرير القرى. لم يقتصر الشهداء على السوريين او (الشوام) وفق المصطلحات القومية، بل تعداه إلى مقاتلين فلسطينيين سقطوا على أرض الشام نصرةً لها ولبنانيان الأول يدعى محمد عواد سقط على أرض حمص، أما الثاني فيدعى أدهم نجم أبن جنوب لبنان الذي إستشهد خلال مشاركته في ريف دمشق. ذهبا إلى سوريا يحملان عقيدةً قومية لا تفرّق بين أرض سوريا أو لبنان أو فلسطين وترى ان الدماء مشتركة والخطر يستهدف الجميع، فلا مشكلة ان يشارك اللبناني او الفلسطيني في معركة تدور في سوريا كون الأرض بالنسبة إليهم هي واحدة. إستشهاد أظهر العمق العقائدي في الحزب_القومي الذي ثبّت مقولة “الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا” بالواقع مقدماً دماء شباب سوريين إيمانياً كيانيون على الهوية.

بلدة صدّد بريف حمص كاتت أحدى “ساحات الوغى القومية” من هناك برز القومي أكثر مقدماً الشهداء ومستطيعاً دحر الإرهابيين عن القرية بمعارك قادها بنفسه. بدأت إشراقة قوميو سوريا تظهر من هناك، تبعها مشاركات هامة في معارك ريف حمص حتى منطقة القلمون الشرقي في “مهين” ونحو الأسفل إلى قرى القلمون الغربي حيث شارك القوميون بزخم. لا شك ان معارك ريف اللاذقية الشمالي عام 2013 كانت الذورة في الحراك العسكري وأظهرت مشهدية واضحة تدل على ثقل “أحفاد سعادة” في الميدان. معارك المرصد 45 وبلدة كسب وتلال الريف الشمالي حتى قرية السمرا ماثلة إلى اليوم، يومها رفرفت “الزوبعة” تخوم لواء الإسكندرون ورابط “أبناء سعادة” على حدوده التي يروها جزاءً لا يتجزأ من أرضهم المغتصبة، معطيةً المعركة بعداً آخر تجاوز البعد الديني إلى البعد القومي التي تحركه عصبية قومية تدفع المؤمنين بها.

لم ينحسر نشاط القوميين لاحقاً على ريف اللاذقية الشمالي الذي لا زال يشهد رباطهم. قاتلوا على جبهات الغوطة الشرقية والغربية لاسيما مدينة “المليحة” حيث كان لهم محور كامل تحت امرتهم، كما انهم قاتلوا في جنوب دمشق وعلى حدود مخيم اليرموك وفي داخله لكن مع فصائل المقاومة الفلسطينية متمتعين بإستقلالية قتالية. لم تكد جبهة ساخنة أساسية تمر دون ان يكون “السعاديون” فيها، آخرها معارك الزبداني حيث قدّم القومي لغاية الان هناك شهيدان، وهو يشارك إلى جانب حزب الله وقوات الجيش السوري في عمليات الإشتباك.

مشاركة ابناء حزب سعادة تفرح القلوب، لكن ما يحزنها هو الظلم والإجحاف اللاحق بهم حيث أضحى حقهم ضائع، فهم وكأنهم يقاتلون في الخفاء لا يسمع بهم أو عنهم وعن بشهدائهم إلا من هو مناصر أو محب أو عنصر، ويكاد الأمر يبدو معدوم المعرفة لدى شرائح الشعب. ان حق القوميين في إظهار ما يقومون به ضائع، ضائع بين قيادة لم تعرف لغاية الان كيفية تظهير إنجازات محازبيها ولا شهدائهم، لا على وسائل إعلام حليفة ولا على وسائل إعلام إلكترونية، وبين تغييب واضح لما يقومون به والدماء التي يقومون بتقديمها على وسائل الاعلام كافة.

يقول قومي عتيق لـ ” الحدث_نيوز” ان “المشكلة هي في حزب لم يعرف لغاية الآن ان يؤسس وسيلة إعلامية تعمّم نشاطه، ولا في إستثمار معارفه وعلاقاته مع المؤسسات الإعلامية الأخرى التي تعتبر قريبة منه بحكم التحالف والمصالح ولم يقم بإدارة تنسيق إعلامي مثمر معها، لا بل أن المشكلة الأكبر هي في وسائل الإعلام الصديقة أساساً التي ربما “تخاف” من إبراز دور القوميين او لا تجد مصلحة في تعويم ما يقومون به لأنها لا تريد التسويق لحزب يمكن ان يمتصه جسد الشرائح الشعبية بسهولة، وهي تسعى فقط لتعويم بعدها النظري للازمة دون غيره”.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه