شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-09-21 |
دراسة بريطانية: الفارون من داعش قد يساعدون في محاربة التنظيم المتطرف |
وطنية - حدد باحثون من لندن هوية زهاء 60 شخصا فروا من تنظيم "داعش" منذ عام قد تشكل شهاداتهم وسيلة مثيرة للاهتمام تستخدم لمحاربة التنظيم. واطلع المعهد الدولي لدراسة التطرف في كينغز كوليدج في لندن على شهادات 58 فارا بينهم سبع نساء من 17 جنسية مختلفة اتوا من سوريا وتركيا واوروبا وأوستراليا، شارحين الاسباب التي دفعتهم للانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية وتلك التي حملتهم على الفرار. وقال المركز ان "وجود هؤلاء الفارين يضرب صورة الوحدة والتصميم التي يحاول تنظيم الدولة الاسلامية اظهارها"، داعيا الحكومات الى "الاعتراف بقيمة هذه الشهادات وصدقيتها" وحتى ضمان سلامة اصحابها والافادة من تجربتهم لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية على الارض وفي حملاته الدعائية. والسبب الاول للفرار من صفوف التنظيم المتطرف كان ميله لمحاربة المسلمين السنة الاخرين اكثر من نظام الرئيس السوري بشار الاسد.ثم هناك الفظاعات التي ترتكب في حق السكان". وجاء في التقرير: "ان نصف هؤلاء على الاقل يشعر بالاستياء حيال الوحشية القصوى والعنف الذي يرتكب في حق اشخاص يزعم التنظيم انه يريد الدفاع عنهم، هم المسلمون السنة في سوريا والعراق". والاسباب الاخرى هي الفساد داخل المؤسسات والحياة الصعبة والمخيبة. كل هذه العوامل تتناقض مع الوعود التي حملت الفارين على الانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية لمحاربة نظام الاسد وقيام دولة اسلامية مثالية وعيش حياة رفاه تحفل بالاعمال البطولية. واضاف التقرير ان "الغربيين يجدون خصوصا صعوبة في التعايش مع انقطاع التيار الكهربائي وعدم توافر المواد الاساسية". وبحسب المعهد ستزداد هذه الظاهرة، مشيرا الى ان 17 مقاتلا فروا رسميا بين حزيران وآب 2015. وهذا الرقم "محدود" بالنسبة الى مجمل المقاتلين السابقين الفارين من "داعش" لانهم يخشون كشف هذا الامر لتجنب تعرضهم لأعمال انتقامية او ملاحقات قضائية. وهذا هو المقال الحاوي على خلاصة التقرير: جاء في تقرير أصدره مركز دراسات التطرف في كلية كينغز التابعة لجامعة لندن أن عددا متزايدا من المنشقين عن التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الاسلامية" يتحدثون علنا عن قرارهم التخلي عن التنظيم والعودة الى بلدانهم. ويقول التقرير إن المنشقين معرضون للانتقام من جانب التنظيم من جهة والى السجن من جانب دولهم الأصلية من جهة أخرى، ولذا فإن معظمهم يؤثر الاختفاء. ولكن الباحثين الذين اعدوا التقرير توصلوا الى ان 58 من هؤلاء المنشقين قد ادلوا فعلا بشهاداتهم، ثلثان منهم هذه السنة. ويخلص التقرير الى ان شهادات هؤلاء قد تثني آخرين عن الحذو حذوهم. وبحسب تقديرات المركز الدولي لدراسة التطرف الذي نشر التقرير، فقد انشق - او حاول الانشقاق - المئات من عناصر التنظيم السابقين. وقد نجح عشرات منهم في مغادرة تركيا، فيما تمكن التنظيم من الامساك بأخرين واعدمهم. ويقول المركز الدولي إن الحالات الـ 58 التي تشملها دراسته "لا تمثل الا نسبة ضئيلة من اولئك الذين خاب ظنهم وقرروا الانشقاق و/أو عبروا عن استعدادهم للادلاء بشهاداتهم علنا. "تصرفات لا إسلامية" وتعرف الباحثون على عدد من الأسباب التي تدفع هؤلاء الى الانشقاق، فمعظم المنشقين قالوا إنهم شعروا بالقلق ازاء العنف الذي يمارسه التنظيم بحق المسلمين الآخرين، اضافة الى تصرفات عناصر التنظيم "اللا إسلامية" بما فيها الفساد. واعترف بعض منهم بأن أملهم خاب بنوعية الحياة تحت حكم داعش. ويقول التقرير "إن هذه المشاعر وجدت بالدرجة الرئيسية عند اولئك الذين التحقوا بالتنظيم لدوافع مادية وأنانية، ولكنهم اكتشفوا بسرعة أن السلع والسيارات الفاخرة التي وعدوا بها لن تقع في أياديهم." وقال اثنان من المنشقين إنهما قررا ترك التنظيم بعد أن علما أنهما سيصبحان انتحاريين. وكان منشق قد قال لبي بي سي العام الماضي - شريطة عدم ذكر اسمه - إن "وحشية داعش تخيف الجميع." وأضاف "يحرمون أي شيء يخالف عقيدتهم، وأي أحد يتبع ما يحرمونه يعتبر مرتدا ويقتل." وقال منشق غربي آخر لشبكة سي بي أس "الكثير من الذين يلتحقون بداعش يشعرون بحماس نتيجة ما رأوه في الانترنت، ولكن سرعان ما يكتشفون أن الأمر يتعدى كثيرا الاستعراضات العسكرية والانتصارات المستمرة." ويقول التقرير إن نشر شهادات خيبة الأمل هذه قد يساعد في ثني الشباب عن الالتحاق بداعش. وجاء فيه "يوفر هؤلاء المنشقون نظرة فريدة للحياة داخل تنظيم الدولة الاسلامية، ويمكن استخدام القصص التي يدلون بها كأداة فعالة في التصدي للتنظيم. إن مجرد وجود المنشقين يحطم انطباع التوحد والتصميم الذي يسعى التنظيم للترويج له." وتشن الولايات المتحدة فعلا حربا اعلامية ضد التنظيم، من أدواتها حساب خاص في تويتر تديره وزارة الخارجية الأمريكية تحت عنوان "فكر ثانية وأدر وجهك" مكرس لنشر الرسائل المناوئة للتنظيم. ولكن المركز الدولي لدراسة التطرف يحث الحكومات المختلفة على بذل المزيد من الجهد لتشجيع العناصر المنشقة عن التنظيم على الادلاء بشهاداتهم، بما في ذلك ازالة العوائق القانونية كاتهامهم بالارهاب. ويعترف التقرير بأن العديد من المنشقين يشعرون أن من مصلحتهم "قول ما يعتقدون أنه يجنبهم الملاحقة." ولكنه يقول إن الشهادات التي جمعها المركز "من القوة والتوافق" مع غيرها من الشهادات بحيث يمكن اعتبارها ذات مصداقية. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |