إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أدونيس نصر شهيداً: «وديعة» الدم... لأجل سوريا

جريدة الاخبار

نسخة للطباعة 2016-02-20

إقرأ ايضاً


لم يكن المواظب على الدوام في «دار فكر» ينتظر همسة بالموافقة لـ«يستعير» كتاباً إلى الأبد. سكنته الكتب وأوراقها... يَنصح صديق/ة برواية ويهدي أخرى لصديقة أو حبيبة. الشغوف الجالس بين رفوف «المثقفين» أسكن عقله وقلبه في بلاده... في «سوريانا»، من اللواء السليب إلى فلسطين. صديق الإعلاميين ومُخاصم معظمهم، فرضت طيبته وصراحته احتراماً لا يناله مَن هو في نَظَر «الآخرين» خصم لدود في السياسة. لم يعرف أدونيس نصر حياةً خارج حزبه السوري القومي الاجتماعي: «شبل» كَبُر فيه، ومنه خرّج «أشبالاً». في الحرب السورية، التصق كالحبيب في فراش معشوقته: وين «أدو»؟ في صيدنايا، في حمص، في الغوطة... تعرّض لإصابة خطرة في بلدة المليحة، فأضافت عناداً اشتهر فيه، والتصاقاً بخياراته.

في كنسبّا، حيث أعيد النور إلى اللاذقية من ظَلام الجاهلية، استراحت دماؤه مع ثلّة من رفاقه: جمال كمال، عبد الرحمن طه، أدونيس خوري وخالد غزال.

«نار ونور» ــ كما اعتاد الهتاف ــ سيحميان تلك الجبال التي منها رمى بصره نحو لواء الإسكندرون، وفيها وضع «وديعته». المسؤول الإعلامي في «نسور الزوبعة» استشهد بصاروخ أطلقه أعداؤه. لم يرد غيرها نهاية. بحث عنها بين كتبه وأفكاره وحزبه... ولاقى حبيبته. لم يرحل، دماؤه «وديعة الأمة» لتحيا.

نستعير من الشهيد كمال خير بك الذي أحبّ، جملتين من «موت فصيح» جاهر بكلّ الحق والخير والجمال:

ماذا نقول لهم، وموتهم الفصيح شهادة

ماذا نقول، وموتهم نفق من الضوء.

(يُصلّى على جثمان الشهيد أدونيس نصر، يوم غد الأحد الساعة 2 ظهراً في كنيسة مار الياس، حارة القبّة، الشويفات، ويشيّع في روضة سيدة الشويفات)


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024