شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-06-07
 

ماذا قال لي أحد أعضاء شبكة داعش الألمانية عام 2015؟

نضال حمادة - البناء

أعلنت النيابة العام الألمانية عن اعتقال خلية تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية داعش» كانت تسعى للقيام بعمليات انتحارية في بعض المدن في ألمانيا، وصدر عن الادّعاء العام الألماني بيان قال فيه إنّ خلية من أربعة أشخاص بينهم ثلاثة سوريين اعتقلوا وكانوا يحضّرون للقيام بعمليات إرهابية في المانيا، ونشرت الصحف الألمانية والعالمية أسماء الأشخاص الأربعة، وما لفتني وجود شخص سوري الجنسية بينهم كنت قد أجريت معه مقابلة في تقريرين نشرتها في العام 2015 وتحديداً يوم 27 شباط في موقع تلفزيون «المنار»، وهذا الرجل الذي وصلت إليه كان في ألمانيا حينها، واسمه عبد الرحمن الخلف كما عرفت حينها.

في بداية شهر شباط 2015 كان العالم مشغولاً بكارثة الأيزيديات اللواتي خطفهن تنظيم داعش من جبل سنجار، وكنت متابعاً للموضوع مع بعض الأيزيديين، ولكن بصراحة لم يكن التواصل منتجاً ولم أحصل على أية معلومات مفيدة منهم، كانت الاتصالات معهم عبارة عن تقديم مشترك للتعازي الحارّة حينها. توجّهت إلى أصدقاء الزمن السالف من السلفيين الذين دافعت عنهم في غوانتانامو وفي خلية غرناطة، وعبرهم توصلت إلى مجموعة من الذين أتت بهم الحكومة الألمانية إلى ألمانيا للشهادة أمام محكمة خاصة بما سمّي قضية ايزيديات داعش، ويومها كنت أول مَن كتب وكشف عن وجود هذه المحكمة السرية في ألمانيا وعن وجود هذه المجموعة من الشهود الذين كانوا مسؤولين في «النصرة» و «داعش».

في الرواية الألمانية ما يثير الشكوك، كما أنّ اعتقال هذا الرجل غريب بسبب ارتباطه بالأجهزة الألمانية التي أتت به إلى ألمانيا من سورية عبر تركيا، كما ذكر لي حينها. وأنا في مقالتي هذه سوف أكرّر ما قاله لي الرجل في مقالتي التي نشرت في موقع «المنار»، الأولى بعنوان شهادات قيادي منشق من «داعش»: أبو ماريا القحطاني خطب بنا في العام 2011 قائلاً: سنسقط النظام وسنتوجّه إلى لبنان لقتال حزب الله ، بينما الثانية بعنوان أيزيديات داعش… شهادة مسؤول سابق في التنظيم .

الرجل المسؤول في داعش قال بوضوح إنّ الألمان أتوا به إلى بلادهم، وأنهم يعرفون مسؤوليته عن مجزرة الأمن العسكري في الرقة، ويعرفون أشياء كثيرة عن الجماعات السلفية كلها… بما فيها النصرة وداعش وأحرار الشام والجيش الحر وكلّ ما يتعلق بالمجاميع المسلحة في المعارضة السورية، كان هاتف الرجل مليئاً بالصور والفيديوات، وكان من بين الذين أراني صوره معهم أبو ماريا القحطاني، وقد شرحت ذلك في مقالاتي يومها، وقد أكد الرجل لي أنه سلّم الألمان كلّ ما في حوزته من معلومات وصور عن النصرة وداعش.

هو كان مع النصرة في الرقة، ثم انشق إلى داعش عند دخولها إلى المدينة، وشارك أيضاً بمعارك مهين في جبال القلمون، وأخبرني عن السلاح الذي باعه بعض العراسلة في لبنان والذي نقل من مستودعات مهين، كما شارك في معارك حلب في حمص أيضاً.

قال عبد الرحمن الخلف إنّ القحطاني كان في سجن بوكا الأميركي في العراق، وإنه تولى التفاوض مع الأميركيين لإطلاق سراح التكفيريين مقابل تعهّدهم بقتال إيران وحلفائها، وهكذا تمّ الاتفاق وأطلق سراح مئات عناصر تنظيم القاعدة من سجن بوكا الأميركي في العراق.

وقال أيضاً إنه حضر أول خطبة ألقاها القحطاني في ريف إدلب عام 2011 قال فيها إنهم سوف يسقطون النظام في سورية ومن بعد سوف يتوجهون إلى لبنان لقتال حزب الله.

في كتابي «أسرار وخفايا داعش» الصادر عن دار بيسان، كتبت عن الاتفاق الأميركي مع كلّ من السعودية وقطر الذي مهّد لتأسيس داعش، تحدث الشاب الثلاثيني عن أيزيديات داعش وقال يومها إنه تمّ نقل غالبيتهن إلى الطبقة، وقال أيضاً إنّ الأميركي كان بإمكانه منع الكارثة كلها لو أراد، وتحدّث عن مسؤولية كبيرة يتحمّلها المسؤولون الأكراد في العراق في حصول هذه الكارثة، وأشار تحديداً إلى البارزاني

الذي كان بإمكانه منع المذبحة ولم يفعل، وقال أيضاً إنّ الأميركي يدعم داعش، لكن هناك أجنحة ظهرت جعلت الأمر يفلت من الجميع، قال إنّ داعش مجموعة مصالح وإنّ البغدادي صورة إعلامية فقط، وتحدث عن الاستعداد لمعركة سورية منذ العام 2007.

وقال إنهم عملوا في العام 2007 على منع المزارعين في الرقة ودير الزور من زراعة الشعير والقطن عبر دفع المال، وكشف أنّ بندر بن سلطان قدّم المال للكثير من المزارعين، وكادت سورية لا تزرع القطن والقمح والشعير لولا تدخل الأمن السوري بأوامر عليا لإجبار من قبض المال على زراعة أرضه تحدث أيضاً عن أزمة المازوت بعد العام 2005 وقال إنّ السعوديين كانوا خلفها.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه