شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-10-11
 

الرياض... تفجير اليمن وتفجير لبنان

هتاف دهام - البناء

بدأت الأبواب تُقفل أمام السعوديين بأيّ إنجاز يمني يُعتدّ به. هامش المؤامرة أمام المملكة المتخبّطة بالوحل اليمني يضيق أكثر فأكثر. لن يكون قانون «جاستا« الضربة الغربية الوحيدة عليها. قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه لا بدّ من المحاسبة على الإدارة المروعة للحرب في اليمن. نصح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسرة المالكة أن تتوقف هذه الحرب بأسرع وقت ممكن.

يؤشر الكلام الأميركي والأممي إلى أنّ غطاءَي واشنطن ونيويورك سُحبا عن حرب يمنية كانت تتمّ شكلاً بقرار خليجي ومضموناً بدعم أميركي «إسرائيلي». تعيش الرياض وضعاً صعباً جداً على مستوى الإقليم. تتحطم خياراتها في دمشق وبغداد وصنعاء.

يدرك ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان «بطل» المجازر اليمنية أنّ أيّ تسليم بالهزيمة قد يكون مقدمة للهزيمة على صعيد الصراع على العرش وإنْ كان وزير الحرس الوطني السعودي متعب بن عبد الله في واجهة عاصفة الحزم ضمن خطة لإبعاده عن الحكم.

لكن ماذا عن خيارات المملكة في لبنان؟ هل لا تزال قادرة على تمرير كلمة سرّ؟ ما حقيقة الواقع بين السعوديين والرئيس سعد الحريري؟ هل يملك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدرة التوسط بين الرياض ورئيس التيار الأزرق؟ أم أنّ هناك مَن يجب أن يتوسّط بين أردوغان والسعودية رغم زيارة محمد بن سلمان لأنقرة؟

بدأ الموقف السعودي يخرج من حالة رمادية سادت الأسبوعين الماضيين. يتّجه اللون الحقيقي الذي تنتظره المكوّنات السياسية لينجلي بوضوح ما دام الدخان الأزرق لم يخرج حتى الساعة من بيت الوسط بترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، علماً أنّ طائرة الحريري ستقله في الساعات المقبلة إلى جولة خارجية جديدة تشمل باريس وأنقرة والقاهرة والرياض، علّ العواصم الثلاث الأولى تساعده في حلّ أزمته مع الأخيرة وتسوّق مبادرته.

ما نقل عن حقيقة الموقف السلبي الذي حمله وزير الصحة وائل بو فاعور أمس من الرياض، واستذكار القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري في تغريدة له كلاماً لوزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل جاء فيه: «جان عبيد حكيمنا جميعاً وحكيم وزراء الخارجية العرب»، يوحي أنّ الأجواء الرئاسية تتجه نحو السوداوية حتى يثبت الشيخ سعد العكس.

اقتباس البخاري لكلام الفيصل، يحمل معاني كثيرة ورسائل من كلّ حدب وصوب، تجاه بيت الوسط وتجاه الرابية. رفض الفيصل نفسه السير بانتخاب الجنرال آخذاً عليه أنه يغطي «جرائم حزب الله وإيران ضدّ الشعب السوري»، على حدّ قوله، وراهن على تمرير مرشحين معنيين لسدة الرئاسة، بغضّ النظر عن أنّ محاولاته باءت بالفشل.

يؤكد قطب سياسي بارز لـ«البناء» أنّ السعودية لا تريد العماد عون رئيساً، ولم تكن تريد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية أيضاً. في الدوائر الملكية، لم يحِن بعد أوان الانتخابات الرئاسية اللبنانية. لن تُسلّف الرياض حزب الله المزيد من الانتصارات في لبنان راهناً بينما تتخبّط في اليمن.

زار أبو فاعور الرياض قبل جولة رئيس التيار الأزرق الروسية والسعودية وعاد ضائعاً، ما أدخل الأفرقاء المعنيين بارتباك. عندما التقى الحريري ولي ولي العهد، سمع كلاماً مفاده «تمهّل قليلاً وتصرّف بما يحفظ مصالحك». فهمت الأوساط المطلعة على القرار السعودي عدم الموافقة على انتخاب الجنرال. دفعت السياسة «الرياضية» رئيس «المستقبل» إلى التمهّل في تبني ترشيح «العماد» والتزام أعضاء كتلته الصمت البليغ.

لم تستقِل الرياض من دورها اللبناني. ليست تغريدة القائم بالأعمال السعودي سوى رسالة مفادها أنّ الكلمة الفصل الرئاسية لا تزال في أروقتها. لن يدخل «بيت الشعب» إلا من يحظى بتأييد آل سعود.

المؤكد، أنّ جذب المملكة الأنظار نحو الوزير جان عبيد، بغضّ النظر عن أنه المرشح الحقيقي للرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، يوحي بأن لا رئاسة في المدى المنظور. يكاد القطب نفسه، يجزم باستمرار الفراغ حتى العام 2017 وتحديداً إلى حين اتضاح مسار الحلّ في سورية، جلاء صورة الصراع الأميركي الروسي، مآل الأوضاع في السعودية على ضوء الأزمة اليمنية، والانتخابات الرئاسية الأميركية.

كانت تغريدة تويترية سعودية أمس، كفيلة بتطيير موجات التفاؤل التي لفحت القصر الجمهوري، رغم أنّ حذفها من قبل البخاري لا يلغي الضجة التي أحدثتها معانيها ومفاعيلها، فالرسالة وصلت إلى من يجب…

أقدمت الرياض على تفجير ساحتي اليمن ولبنان.

تناثرت السبت الماضي في صنعاء أشلاء المدنيين. وتناثرت أمس في بيروت أشلاء التفاهمات.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه