إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

في عيدهم.. «الثورة» تحيّي أطفالنا بمجزرة!

نظام مارديني - البناء

نسخة للطباعة 2016-11-21

إقرأ ايضاً


هل هي صدفة أن يتزامن قصف الجماعات الإرهابية مدرسة الأطفال في غرب حلب مع الذكرى السنوية ليوم الطفل العالمي، وهو اليوم الوحيد الذي يتفق على تاريخه العالم أجمع؟

الغارة على مدرسة الأطفال لم يُثِر أي ردود فعل من قبل العالم «الحر» ولا حتى الكثير من «الاستنكار» من قبل ما يُسمّى «مثقفو الثورة». الإرهابيون أكدوا أن قصفهم ليس شيكاً على بياض، ولكن «الحلبيين» ينصحون القتلة بأن الرهان على يأسهم هو رهان على السراب الذي طالما خدع مموّليهم من عرب البادية.

الأهم أن القصف أثبت أن الحرب الدائرة على سورية والعراق وفلسطين، هي حرب من أجل الدم ليس أكثر.. ولا مناص هنا من رؤية أخرى للمسرح في «سوراقيا»، فالكل منهَكُون.. بل الكل محطمون!

هي لغة الخناجر، والأقنعة، والظهور المقوّسة، تتناهى إلينا منذ سنوات خمس.. بربرية أخرى ولكن بصناعة محلية ـ تُضاف إلى البربريات التي تحيط بنا من كل حدب وصوب. إذاً، يا «مثقفي الثورة» وشعراءها، ماذا نقول للأنين، وماذا نقول للتراب المعجون بدماء أطفالنا، وماذا نقول للبقية الباقية من… وقاحتكم؟

ول ديورانت في «قصة الحضارة» قال «لقد أفاقت التربة التي روتها دماء البشر» لتصنع دولاً عظمى ومجتمعات عظمى.. حسناً فهل ستستفيق التربة عندنا، رغم كل هذه الدماء؟

الغريب أن سيّد الانحطاط «دي مستورا» يحطّ فجأة مع «إدارته الذاتية» في دمشق.. ومن دون أي تعليق على المجزرة، بل يريد تقديم جائزة ترضية للأميركيين وحلفائهم من السعودية وقطر وتركيا!

إنه، وبكل أبهته، يريد أن يشاركنا… عقر دارنا.. هو من الذين يبيعون أطفالنا حيناً على رصيف «أورشليم» وحيناً على أرصفة «الفرقان».. هو من الذين يغتسلون بالعفن لأن نجمة الصباح، عنده، هي نجمة داوود..

مَن لديه كمية إضافية من الخجل، يا «مثقفي الثورة» ليقدّمها هدية لسيد الانحطاط دي مستورا؟

لعل الحقائق التي أضحت تحت أشعة الشمس، أكبر من أن يتّسع لها بطن النعامة، أيضاً بطن الببغاء التي لا تزال تعمل رغم كل هذا الدم الذي يزدردنا، منذ فلسطين ووصولاً إلى لبنان والعراق وسورية، طفلاً طفلاً.. صرخة صرخة. هنا المرض الكبير الذي في العقل الخياني والذي يُفترض اجتثاثه.. هنا جدار أقامه هذا العقل المرصّع بالدولارات والذهب الأسود مع أطفال حلب المرصّعين بالدم! فهل يريدوننا أن نصرخ مع مايكل مور: «إنهم يحاولون إقناعنا بأن الله صنع كل هذه الوحول؟». أم يريدوننا أن نكرّر ما قاله شيشرون 106 – 43 ق.م : «القتلة لا يبحثون عن فلسفة، بل عن أجورهم».. عن ماذا يبحث «مثقفو الثورة» غير المال الأسود؟

ثمة عبارة لستانلي هوفمان، الأستاذ البارز في هارفارد: «الشياطين تملأ الوقت الضائع في أميركا». الوقت الضائع عندنا شاسع ويكاد يكون لا نهائياً «وهذه خطيئتنا الكبرى»، فلماذا نملأه بالشياطين؟

هذه ليست عودة الى كارل ماركس الذي قال إن «التاريخ يتقيّأ نفسه» بقدر ما هي عودة إلى أنطون سعاده الذي قال «ما الذي جلب على شعبي هذا الويل»؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024