إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تحولات خطاب ترامب.. عودة إلى السياسة التقليدية

يوسف الصايغ - البناء

نسخة للطباعة 2017-03-02

إقرأ ايضاً


بعد العواصف الكلامية التي أثارتها تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ دخوله عتبة الأبيض، بدأت غبار مواقفه التصعيدية تنجلي وتنحو باتجاه الواقعية السياسية، وهذا ما ظهر جلياً في خطاب ترامب عن حالة الاتحاد، حيث قدّم صورة مغايرة تماماً عن خطاب تنصيبه عندما أكد ضرورة «الوحدة الداخلية».

الصحافة الأميركية أشارت الى أن «ترامب في خطابه الأخير كان يسير على نهج الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان»، كما أشارت الى ما قاله بأن حلفاء أميركا سيجدونها «مستعدّة للعب الدور القيادي»، كما لفتت الى «أن ما قاله ترامب هو أقرب الى «احتضان الاستثنائية» الأميركية. وفي إشارة الى «التحولات الكبرى» بخطاب ترامب، لاحظ الإعلام الأميركي بأن روسيا لم تُذكَر بشكل مباشر طوال الخطاب، وكذلك لم يتمّ التطرق الى ما أسمته «التحالف ضد الإسلام».

وفي سياق التحول في خطابه لفت الإعلام الأميركي الى أن ترامب لم يتحدث عن إيجابيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولا عن الخلل في الاتحاد الأوروبي، كما أنه لم يعلن بأن المكسيك ستتحمل نفقة بناء الجدار على الحدود الأميركية – المكسيكية».

وفي الإطار عينه نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً اعتبرت فيه أن «ما قاله الرئيس الأميركي في خطابه يمثل عودة الى السياسات التقليدية الأميركية»، مشيرة الى «أن ترامب لم يقل عبارة «أميركا أولاً» طوال خطابه بعد أن كانت هذه العبارة الشعار الأساس لحملته الانتخابية.

كما أشارت الصحيفة الى أن ترامب تعهّد بالعمل مع «الحلفاء» القدماء والجدد، وبما فيهم الحلفاء في العالم الاسلامي من أجل جلب الاستقرار وتجنّب حروب مستقبلية، ولفت كذلك الى تأكيده على أهمية حلف «الناتو»، حيث تحدّث عن «دعم قوي» لهذا الحلف، وقال: «إنه حلف تمّ إنشاؤه بعد حربين عالميتين اثنتين «أطاحتا بالفاشية وهزمت الشيوعية»، على حد تعبيره.

واعتبر التقرير أن الخطاب شكّل عودة الى السياسات التقليدية في ملفات مختلفة، من بينها الدعم للحلفاء في أوروبا وآسيا، ومعارضة أنشطة الاستيطان «الإسرائيلية» في الضفة الغربية، وكذلك الالتزام بسياسة «الصين الواحدة»، مشيراً أيضاً الى أنّ ترامب لم يقدّم الكثير من التفاصيل على صعيد السياسة الخارجية ولم يقدّم كذلك أية مفاجآت بهذا المجال، إذ قال إن إدارته جدّدت تأكيد «التحالف غير القابل للكسر» مع الكيان الصهيوني وفرضت عقوبات جديدة على إيران على خلفية برنامج طهران للصواريخ البالستية.

غير أن التقرير لاحظ بأن ترامب لم يذهب أبعد من ذلك بالحديث عن إيران، وأنه كرّر مطالبته ايضاً شركاء أميركا في أوروبا وآسيا والشرق الاوسط بتحمّل المزيد من العبء المالي في الشراكات الاستراتيجية والعسكرية، قائلاً: «إن الحلفاء هؤلاء بدأوا بالفعل تعزيز نفقاتهم المالية بهذا الإطار».

كذلك أشار التقرير إلى أن إشارة ترامب الوحيدة الى روسيا كانت إشارة غير مباشرة، وذلك عندما قال: «إن الولايات المتحدة مستعدّة لإيجاد أصدقاء جدد وإنشاء شراكات جديدة عندما تكون هناك مصالح مشتركة».

كما لفتت الصحيفة الى كلام ترامب الذي تعهّد فيه بوقف التدخلات الخارجية على غرار ما فعلته إدارة جورج بوش الابن، حيث قال: «إن أميركا تدعم حق كل الدول بأن ترسم مسارها وحدها وأن على واشنطن أن تتعلّم من أخطاء الماضي».

ولاحظ التقرير أيضاً بـ«أن ترامب لم يتطرّق الى الصين سوى مرة واحدة وانه لم يتطرق اطلاقاً الى كوريا الشمالية، وذلك بعد إشارته الى أن الصين لا تقوم بما يكفي لضبط نشاطات الحكومة الكورية الشمالية».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024