إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حفل تأبين بذكرى أربعين الأمين زياد الزير في السويداء

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-08-02

أحيت منفذية السويداء ذكرى اربعين الأمين زياد الزير (أبو طارق)، حيث تمّت إزاحة الستارة عن نصب تذكاري له. وشارك في الذكرى وفد مركزي ضم عميد الإذاعة، عميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس، عميد الاقتصاد، عميدة البيئة، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء وعدد من أعضاء الهيئة الادارية في المؤسسة، إلى جانب منفذ عام السويداء، وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من مسؤولي الوحدات الحزبية من مدراء ومفوضين، وأعضاء هيئات إدارية وحشد من القوميين الاجتماعيين وأبناء المنطقة.

كما حضر شيخا العقل في طائفة الموحدين الدروز أبو أسامة يوسف جربوع، وابو وائل حمود الحناوي ووفد من مشايخ جرمانا يمثل الشيخ أبو حمود كاتبه، الخوري عطالله الجبيل المسؤول عن دير مار زيتون بدمشق، لفيف من رجال الدين، عضو قيادة فرع الجبهة الوطنية التقدمية واللجنة المناطقية في الحزب الشيوعي فضل الله العك، وعدد من ممثلي أحزاب الجبهة في المناطق.

وشارك رئيس مجلس محافظة السويداء عصام الحسين وأعضاء مجلس الشعب العميد موعد ناصر، الدكتور رفعت حسين عماشه، وصعب الحلبي، اللواء المتقاعد نسيب ابو محمود، العميد المتقاعد جواد الاطرش والد الشهيد الرفيق فيصل الأطرش، عدد من ضباط الجيش السوري، نقيب صيادلة سورية السابق الدكتور فارس الشعار، عضو المكتب التنفيذي لنقابة مقاولي السويداء حسن هلال.

استهلّ الحفل بالوقوف دقيقة صمت تحية للراحل ولشهداء الحزب والأمة، ثم نشيد الجمهورية ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، فكلمة تعريف ألقاها ناظر الإذاعة رحّب فيها بالحضور، وكان قصيدة وطنية بالمناسبة للشاعر باسم عمر.

كلمة منفذية السويداء ألقاها المنفذ العام تحدّث فيها عن مسيرة حياة الراحل الأمين زياد الزير ومناقبيته جاء فيها:

أحييكم بتحية بلادي تحية الوحدة الاجتماعية، تحية التضامن والإخاء القومي التي لطالما أحبها الامين الراحل ابو طارق زياد نسيب الزير، وظل يرددها حتى الرمق الأخير محيياً أمته بأسرها أحيبكم بـ: تحيا سورية.

عندما تكون للحياة رسالة تعنى بالوجود وتساويه يكون الموت لحاملها وهو يناضل لتحقيقها حياة جديدة، تستمر في الآخرين وعبرهم لتبقى على الدهر في المجتمع الذي لا يموت قيماً خالدة تشعّ بكل عظيم وجميل، لان الرسالة في الحياة أن يتّحد الإنسان بقيم ومثل مجتمعه وهدف وطنه. والرسالة في الحياة أن يذوب اﻻنسان في خدمة أهله ومجتمعه وأن يسعى للبذل والعطاء.

وتابع: "لقد ولد فقيدنا الراحل المناضل اﻷمين ابو طارق زياد نسيب ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ السويداء ببلدته الصورة الصغيرة عام 1957، وغادرها فتى صغيراً إلى لبنان. وهناك انتمى للحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1977، فتربّى وشب ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ التي بها آمن وانطلق عاملاً نشيطاً في خدمتها".

وأضاف: "التحق بجبهة المقاومة الوطنية لمواجهة العدوان الصهيوني على لبنان وشارك في العديد من المعارك البطولية في الكورة والغرفة الفرنسية وبيروت والجنوب، كما شارك في العديد من المهام خارج الوطن، فكان مقاتلاً باسلاً وأصيب مرات عدة، كانت بعضها قاتلة، لكنه كان الشهيد الحي الذي جسّد مبادئ الحزب نضالاً وبطولة مؤيدة بصحة العقيدة".

ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻊ حضرة الامين ابو طارق ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﻋﺪﻳدةٍ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﻭﺷﺠﺎعة ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭع لحقّ ﺍﻷﻣﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺁﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﺃﻣﺔ ﻣﻌﻠﻤﺔ ﻫﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﻤﺮّﺱ ﺑﻘﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮﺓ ﺑﻜﻞ ﺣﻖ ﻭﺧﻴﺮ ﻭﺟﻤﺎﻝ.

وأضاف: "ﺁﻣﻦ ﺑﺎلعز مقتدياً بزعيمه انطون سعاده ﺃﻣﺜﻮﻟﺔ ﻭﻣﻨﺎﺭﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﺑﻌﺪﻳﻦ ﻓﻜﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗًﺎ ووفياً، وﻣﺤﺒاً لرفقائه وأصدقائه الذين ﺯﺭﻉ ﻓﻴﻬم ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ. ﺟﺎﻫﺪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ أبو طارق زياد الزير ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻨﺎﺿﻼً ﻃﻠﻴﻌﻴًﺎ ﻭﻣﻘﺪﺍﻣًﺎ ﻻ ﻳﺨﺸﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖّ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ".

وتابع المنفذ العام قائلاً: "ﺗﺮﻙ ﺑﺼﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮﺓ في كل ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ، ولم ﻳﺘﺮﻙ ساح النضال ﻣﻦ تاريخ انتمائه ﺣﺘﻰ وفاته، ﻓﻠﻢ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻣﺼﺎﻋﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺃﻭ ﺗﻘﺪّﻡ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻭﻗﻨﺎﻋﺘﻪ، ﻓكان ﻳﻜﺘﺐ ﻭﻳﻘﺘﺮﺡ ﻭﻳﺘﻔﺎﻋﻞ، فنال على ذلك ثناء وتنويه القيادة الحزبية ومنح وسام الواجب ورتبة اﻷمانة على عطاءاته ونضاﻻته".

إن تاريخ أميننا الراحل أبو طارق الزاخر بالعطاءات والتضحيات هو جزء من تاريخ النضال القومي الاجتماعي، وبرحيله خسر حزبنا مناضلاً كبيراً ورجلاً من رجالات النهضة التي وهبها حياته، لكن عزاءنا الكبير أن الراحل ترك في النهضة ارثاً نضالياً وقدوة جليلة للاجيال الجديدة. وأميننا الراحل ابو طارق الذي غادرنا جسداً سيبقى خالدﺍً ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻥ رفقائه وأهله ومجتمعه. هكذا ﻫﻮ ﻗﺪﺭ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻳﺴﻘﻄﻮﻥ جسداً، ولكنهم يرﺗﻔﻌﻮﻥ ﻧﻔﻮﺳﺎً. فكنت وستبقى سنديانة من سنديانات الحزب السوري القومي الاجتماعي، جذورها متشبثة في هذه الأمة لتنبت فروعاً جديدة مبشرة بحياة الأمة السورية وعزتها".

كلمة أسر الشهداء

ثم  ألقت رئيسة مؤسسة أسر شهداء كلمة جاء فيها:

رفيقي أبا طارق، يا ايّها الامين الذي كنت بصدق وشفافيه مؤتمن على قضيتك، يا ايها الامين الحامل التاريخ المشرف في حياتك، يا ايها الامين الذي لم يترجل عن صهوة عطائه الا حين دفن. وتابعت بالقول: "غريبة ارادتك كانت وأنت الحاضر في المناسبات كلها، والمبتسم لكل الظروف والعظيم بكل فخر والمنتصر على كل عاتب وتائه".

وأضافت: "رفيقي أحب أن اناديك رفيقي. ففيها قيم البداية والنهاية. وفيها مصداقية الانتماء والايمان الكبير بالحزب. يا رفيقي سأفتقدك كلما اتجهت الى السويداء. وفي هذه الفترة ما ان اذكر اسمك حتى ترسمك مخيلتي أمامي، كيف كنت تجلس في احتفال تدشين نصب الشهداء مقاوماً حرارة الشمس رغم مرضك، وكان همك فقط المشاركة تقف تستقبل وتستقبل المشاركين".

وتابعت: أمثالك لا يفنيهم الموت بل في كل ذكرى تتجدد حياتك بنا حضرة الناظر الملتزم، حضرة الرفيق المقاتل الشرس، حضرة الأمين الذي استحق رتبته، حضرة الصديق الصدوق الوفي، أنت كتاب نقرأ فيك وقفات العز والوفاء والالتزام، نقرأ فيك تاريخ حزب قرّر وشارك فانتصر، ونقرأ فيك أن الحياة الغنية بالعطاء لا يلغيها الموت بل تتجدد بحياة رفقائه.

وختمت قائلة: "لم أستطع ان أودعك وأرثيك يوم وفاتك، بسبب ظروف أكثر من قاهرة، ولكن انا اليوم أقول لك أنت الحاضر دائماً فينا بعطائك وتاريخك الحزبي وأخلاقك المميزة، لذا فأنت رمز نهتدي به وتشكل قدوة للأجيال القادمة".

وألقى عميد الإذاعة كلمة ال مركز، نقل في مستهلها إشادة من رئيس الحزب بنضال الأمين الراحل زياد الزير الذي كان واحداً من المناضلين القوميين الشجعان.

وتحدّث عن الأمين الراحل، معدداً المواقع النضالية التي شارك فيها، وقال، إن رحيل الأمين زياد، خسارة كبيرة، لكن ميزة حزبنا أنه كلما خسر مناضلاً انضم إليه عشرات آخرون.

وأشار الى أن المناضلين أمثال الأمين زياد الزير يرحلون جسداً، لكنهم حفروا وجودهم في صخرة العقيدة القومية الإجتماعية مناضلين مقاومين أشداء لا تقوى عليهم العواصف والأنواء. وأضاف: "الأمين ابو طارق هو إحدى الصفحات المشرقة في تاريخ حزبنا المليء بالبطولات والنضالات والتضحيات التي قلّ نظيرها، فكان ورفقاءه المقاومين السد المنيع بوجه احتلال لبنان، حيث سطّروا ملاحم العز والبطولة وكتبوا بدمائهم حكايات النصر المتواصل".

وتابع: "في حضرة المناضلين لا نجد الكلمات التي تعبر عن حجم الموقف ولا شيء يملأ فراغ الراحلين سوى أعمالهم ووقفات العز التي سطروها. فالحديث عن تاريخ الابطال هو الذي يعوّض غيابهم، ويؤكد وجودهم الدائم بيننا بالفعل والقول. وها هم نسور الزوبعة يسطرون البطولات على روابي الشام وسفوحها من أجل أن تبقى عزيزة وعصية على كل إرهابي وغازٍ، من أجل أن تنبت دماء الشهداء عزاً ونصراً الذي سبق وجسّده الأمين زياد الزير في مراحل حياته، وهكذا تستمر فصول النصر مع الأبطال ولا تتوقف لأنها إرادة الحياة".

وحيّا أهل مدينة السويداء وأبناءها وأحزابها وفاعلياتها، الذين حافظوا على وحدتها الاجتماعية رغم كلّ الصعاب، ما جعل المدينة عصية على الارهاب، وتستقبل المهجّرين بسبب هذا الإرهاب، لافتاً إلى أن هذا الدور الوطني المقاوم ليس جديداً، فمن هذه المنطقة كان سلطان باشا الأطرش الذي قاد ثورة سورية حقيقية ضدّ الاحتلال الفرنسي. ومن هذه المدينة كان الشهيد فضل والاستشهادية زهر أبو عساف والشهيدان فيصل جواد الأطرش ورشوان مشرف.

وأضاء على محطات مهمة ومفصلية من محطات المقاومة ضد العدو اليهودي، لافتاً إلى أن عملية إسقاط شعار "سلامة الجليل" التي تولاها حزبنا، شكلت إيذاناً بانطلاق زمن الانتصارات وانتهاء زمن العصر "الإسرائيلي". وهذه حقيقة تؤكدها مراكز الأبحاث والدراسات العالمية رغم تحيّزها ضدّ أمّتنا وشعبنا.

وقال رعدية: إن المؤامرة مستمرة في استهداف قوى المقاومة في أمتنا. وهذا الاستهداف لن يتوقف، لأن الاعداء يدركون أن مقاومتنا لن تتوقف إلّا بإنجاز التحرير الكامل لأرضنا وتحرير فلسطين وفرض حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم.

واشار إلى أن سورية تتعرّض لأعتى وأشرس هجمة دولية يشترك فيها الأميركي والصهيوني والأوروبي والتركي، ومعهم للأسف الأعراب وليسوا العرب، وذلك بسبب احتضان سورية للمقاومة ودعمها.

وأكد أنّ الحرب الكونية الإرهابية على سورية لن تستطيع النيل من صمود سورية ومواقفها وثوابتها، فهي القلعةُ القومية الحصينة والمنيعة، وقيادتها أصيلة ويلتف حولها كلّ السوريين.

وشدد على أنّ المعركة واضحة، هي بين طرفين؛ محور أميركا – والعدو الصهيوني ومن معهما من الغرب والعربان وقوى التطرّف، ومن جهةٍ أخرى محور المقاومة والصمود. ونحن كسوريين قوميين اجتماعيين لن نكون على الحياد، بل رأس حربة في مواجهة محور الأعداء والمشروع المعادي، وسننتصر.

واعتبر رعدية أن الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفائه في العديد من المناطق، وانتصار الجيش العراقي والحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل، وانتصار المقاومة في لبنان في معركة تحرير جرود عرسال من المجموعات الإرهابية، كل ذلك يؤكد وحدة المعركة القومية وانتصار المشروع المقاوم على امتداد امتنا.

ووجّه باسم رئيس الحزب تهنئة الى الرئيس بشار الأسد بمناسبة عيد الجيش السوري، معتبراً أن هذا الجيش بفضل حكمة قائده العام يحقق الانتصار تلو الانتصار في الحرب ضد الارهاب.

وختم عميد الإذاعة كلمته محيياً شهداء نسور الزوبعة والجيش السوري والمقاومة، ومشيداً ببطولات وتضحيات الجيش السوري ونسور الزوبعة والحلفاء الذين يسطرون ملاحم عز ويحققون الانتصارات في مواجهة الارهاب.

واختتم حفل التأبين بإزاحة الستار عن النصب التذكاري للأمين زياد الزير وتدشين المدفن الذي أقيم له، وكانت أسرة الفقيد قد أولمت للمؤبنين على شرف الوفد الحزبي المركزي والقوميين الاجتماعيين.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024