شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-10-23
 

تحية للمقاوم البطل حبيب الشرتوني

د. جمال شهاب المحسن - البناء

منذ أيام قليلة صدر في لبنان حكم ظالم على من نَفّذ حُكم الشعب بمن ارتكب فعل الخيانة.

صدر الحكم على المقاوم حبيب الشرتوني، لأنّه أسقط بفعله المقاوم مفاعيل وأهدافَ الاجتياح «الإسرائيلي» للبنان.

بشير الجميّل، لم يكن عميلاً وحسب، بل كان شريكاً للعدوّ «الإسرائيلي» في اجتياح لبنان وفي ارتكاب المجازر بحقّ آلاف اللبنانيين.

في العام 1982، كان وصول بشير الجميّل إلى الرئاسة على ظهر الدبابة «الإسرائيلية» فرصة العدو الذهبيّة لجعل لبنان أحد مستوطناته الرئيسيّة، لكنّ هذا الحلم سقط مع سقوط الجميّل صريع خيانته.

في كُتيّبٍ صدر عام 2005 تحت عنوان «في ذكرى التاريخ»، قال حبيب الشرتوني حرفياً: «لا تعودوا أيّها الضّالون إلى نبش القبور… ولا تدّعوا أنّكم تحمّلتم دونَ سواكم عناءَ الأموات والأحياء.. فأنتم الذين بدأتُم وأنتم الذين انتهيتم حيثُ بدأتُم.. فاطووا الصفحةَ ولا تحاولوا الكَرّةَ حتى لا تَفشَلوا ثانيةً.. وتضعوا أنفسَكم خارجَ دائرة الحياء.. ولا تَنعتونا أبداً بالقَتَلة.. لأنّنا قاتلناكم بكبرياء.. حتى نُوقفَ مُسلسلَ سفكِكُم للدماء البريئة.. ونَحُدّ من مشاريعكم الإجراميّة والشخصية».

بهذا الموقف وبجرأته وحروفه المشعّة، اختصر المناضل حبيب الشرتوني ما يحصل اليوم من مشهديّة احتفالية يقيمها ورثة الخيانة.

في عصر الادّعاءات والمزاعم الطائفيّة والمذهبيّة التي يُصوّرونها كانتماءات وهُويّات، نذكُرُ مُكرَهين أنّ حبيب الشرتوني مسيحيّ مارونيّ وطني قوميّ اجتماعيّ نفّذ حكم الشعب بعميل خان الوطن.

لِمَن لا يعرف، فإنّ ورثة بشير الجميّل، قتلوا والدة حبيب الشرتوني وشقيقته، وعدداً من أفراد عائلته والكثير من اللبنانيين.

بعد الذي حصل، لا بدّ من فتح ملفّات الماضي، ملف شهداء وضحايا المجازر وملف المفقودين، وملف الذين جرت تصفيتهم على الهويّة، وكلّ ملفات الخيانة والعمالة.

حبيب الشرتوني هو وسام على صدر الوطن، وفي وجدان كلّ مواطن شريف وكلّ وطني مقاوم… فهو الذي أبطلَ مع المقاومين الأشاوس مفاعيلَ الاجتياح الإسرائيلي الأميركي للبنان عام 1982، والذي عانى ويلاته ومآسيه ومجازره اللبنانيّون على امتداد الوطن من جنوبه إلى شماله، ومن عاصمته بيروت إلى بقاعه مروراً بالساحل والجبل.

وعندما يُحاكَم البطل حبيب الشرتوني ويُحكم عليه بالإعدام، فإنّ الحكم هو ضدّ المقاومة خياراً ونهجاً وثقافة… وهذا حكم غير مقبول.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه