إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

نص الكلمة التي القاها الأمين مروان فارس في مجلس النواب باسم كتلة نواب الحزب السوري القومي الاجتماعي

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-12-08

دولة الرئيس

السادة الزملاء

باسم الكتلة القوميّة الاجتماعيّة، أشكر دولة الرئيس على الدعوة لعقد جلسة عامة للمجلس النيابي لبحث قضيّة القدس، وكلّي ثقة بأن الموقف اليوم، تحت قبة هذا الصرح التشريعي الكبير، في عاصمة المقاومة بيروت، سيكون له الأثر الكبير والصدى الأوسع في تسفيه شريعة الغاب والاحتلال التي بموجبها اعترف رئيس أميركا بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال.

دولة الرئيس

نحن لا نرى في اعتراف رئيس الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال أية مفاعيل قانونيّة، لكنّه ضرب عُرض الحائط بالقانون الدولي والمواثيق والأعراف الدولية، وأكد للعالم أجمع أن دولة أميركا العظمى، دولة ترعى الاحتلال وتدعم الارهاب، وتقف ضد القضايا العادلة والمحقة وضد الشعوب المحتلة أراضيها.

وصفتم يا دولة الرئيس قرار ترامب بأنه وعد بلفور جديد، وهذا وصف دقيق. فالدول الاستعمارية والاستبدادية الاحتلالية، تعتبر كل فلسطين "مشاعات" دوليّة وأنها تستطيع منحها لمن تشاء، وللأسف الشديد، هناك أنظمة عربية معروفة، متواطئة ومتآمرة في هذا الخصوص، وبعض هذه الأنظمة متورط في ما بات يُعرف بـ"صفقة العصر"، التي تقضي بتصفية المسألة الفلسطينية لمصلحة العدو العنصري الاستيطاني الذي نشأ على غريزة القتل والارهاب.

ان الرد على القرار الاميركي، لا يجب أن يقتصر على المواقف المنددة والمستنكرة وعلى التحركات الشعبية الرافضة. فعلى اهمية هذه الخطوات، وهي مطلوبة ونشدّد عليها، لا بدّ من حراك سياسي وقانوني وحقوقي، يؤكد رفض كل ما يمسّ بالحقوق المشروعة، والتمسك بمبادئ القانون الدولي، في مواجهة القوى التي تجوف هذه المبادئ من مضامينها، وتفرض شريعة الغاب، الأمر الذي يشكل تهديداً صارخاً للسلم والأمن الدوليين.

لا أخفي عليكم، دولة الرئيس، أن السبب الرئيس الذي دفع بالرئيس الأميركي الى هذا الإعلان الخطير أن معظم العرب قد نأوا بأنفسهم عن فلسطين، فاستحال النأي خيانة لأعدل قضيّة في التاريخ. لذلك أطلب اليوم باسم حزبي وكتلته النيابية، أن لا ينأى لبنان بنفسه، عن قضية فلسطين العادلة، وأن يكون في طليعة الدول التي تُعيد توجيه البوصلة باتجاه فلسطين، وتعزيز فكرة المقاومة والحضّ عليها من اجل حق التحرير والعودة.

دولة الرئيس،

نحن في لبنان قاومنا الاحتلال وانتصرنا، لكن لبنان لا يزال المتضرر الأول من الاحتلال "الاسرائيلي" لفلسطين، لذا، يجب أن تكون لنا الكلمة الفصل، لإسقاط شريعة الغاب والانتصار لشريعة الحق. وهذا يستوجب أن لا نقول كلمتنا ونمشي، بل أن نجسّد القول فعلاً.

وإني أقترح باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي وكتلته النيابية، أن تصدر عن هذه الجلسة مذكرة للبرلمانات العربية والعالمية تتضمن النقاط الأتية:

ـ إدانة قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس، واعتباره قراراً باطلاً لكونه يناقض مبدأ الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، ومبادئ القانون الدولي.

ـ التوجّه الى مؤسسات الأمم المتحدة، وممارسة كل اشكال الضغط لاصدار قرارات تؤكد حق شعبنا في مقاومة الاحتلال حتى زوال هذا الاحتلال عن القدس وكل فلسطين.

ـ عقد اجتماع طارئ للبرلمانات في العالم العربي، واصدار قرار يؤكد القدس عاصمة لفلسطين، ويضع آليات واضحة ويحدد الإجراءات والخطوات لترجمة هذا القرار. بموازاة ممارسة كل أشكال الضغط على الهيئات الدولية من أجل إعادة الاعتبار للقرار 3379 الذي يساوي الصهيونية بالعنصرية.

ـ إطلاق أكبر حملة للتعريف بفلسطين حضارة وتاريخاً وانتماء، وتأكيد حق أهلها في ممارسة كل اشكال المقاومة، واعلان موقف حازم برفض كل مفاعيل الاتفاقات والمسارات التفاوضية التي حصلت منذ كمب ديفيد إلى أوسلو إلى ودادي عربة، على قاعدة أن فلسطين كل فلسطين، هي للفلسطينيين وليس للصهاينة الغزاة والمحتلين فيها أدنى حق.

في الختام دولة الرئيس

إن الاستسلام لمنطق حق القوة، يفقدنا أرضنا وهويتنا وكرامتنا وعزتنا، لذلك يجدر بنا أن نتمسك بقوة الحق، وهل من قوة تضاهي قوة حقنا في فلسطين.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024