شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-12-12
 

من سوتشي إلى حميميم... مشهدية الانتصار ترتسم

يوسف الصايغ - البناء

في وقت لا تزال تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تُرخي بظلالها على المشهد السياسي العالمي، وبينما لا تزال العواصم العربية والعالمية تنتفض شعبياً رفضاً للقرار الأميركي وتأكيداً على هوية القدس الفلسطينية، جاءت الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم واللقاء الذي جمعه بنظيره السوري الدكتور بشار الأسد، لتحمل ملامح المرحلة السياسية المقبلة بعد الانتصار الذي حققه محور المقاومة في الشام والعراق على التنظيمات الإرهابية.

زيارة تحمل أكثر من دلالة، فهي بمثابة إعلان رسمي بانتصار سورية في حربها على الإرهاب، وبالتالي امتلاك دمشق زمام المبادرة السياسية بعدما فرضت كلمتها في الميدان. وهذا ما عبّر عنه الرئيس الأسد الذي أكد أنّ «نتائج الانتصارات في الحرب على الإرهاب لا تنعكس على سورية فحسب، بل على دول الجوار أيضاً»، منوّها في الوقت ذاته بأنّ «الانتصار على الإرهاب في سورية مهمّ جداً»، كذلك أعلن الرئيس الأسد أنّ روسيا هي شريك أساسي في انتصار دمشق، معرباً عن تقدير سورية قيادة وشعباً للتضحيات التي بذلها العسكريون الروس، بعد أن امتزجت دماء شهدائهم الجيش الروسي بدماء شهداء الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهابيين، ليثبت هذا الدم الذي روى تراب سورية أنه أقوى من الإرهاب ومرتزقته».

وفي تأكيد الانتصار الذي تحقق في سورية جاء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قاعدة حميميم عن بدء التحضير لسحب القوات الروسية من سورية، بعدما أنهت مهامها بنجاح، مؤكداً في الوقت عينه «إذا رفع الإرهابيون رؤوسهم في سورية فستلاحقهم روسيا بضربات قوية»، موضحاً أنّ روسيا ستحتفظ بقاعدتَيْ حميميم وطرطوس، ما يعني عملياً ترسيخ الحلف الروسي السوري وتثبيت وجود روسيا في المياه الدافئة في أهمّ إنجاز جيو – سياسي تحققه موسكو، منذ قيام الاتحاد الروسي على أنقاض الاتحاد السوفياتي.

ولعلّ النقطة الأهمّ التي حملتها زيارة الرئيس الروسي الأولى من نوعها إلى سورية منذ اندلاع الحرب السورية قبل سبع سنوات، هو الإعلان السوري الروسي المشترك عن تمكّن الجيشين الروسي والسوري من تدمير واحدة من أقوى الجماعات الإرهابية بالعالم، والذي يعني عملياً أنّ الحرب باتت قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى خواتيمها، حاملة معها مشهدية الانتصار النهائي الذي نجحت دمشق في تحقيقه بالتنسيق والتعاون مع حلفائها الدوليين وعلى رأسهم موسكو، الى جانب حلفائها الإقليميين، وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية في إيران وقوى المقاومة في لبنان وسورية».

في المحصلة يمكن القول إنّ زيارة القيصر الروسي إلى حميميم والتي تأتي على مسافة أقلّ من شهر على الزيارة التي قام بها الرئيس الأسد الى سوتشي، واللقاء الذي جمعه بالرئيس بوتين آنذاك، وما اكتسبه من دلالات خرجت عن الإطار الرسمي، لتؤكد مدى العلاقة القوية التي تربط الرئيسين بوتين والأسد التي ترجمت مجدّداً بلقاء حميميم الذي يحمل في طياته مشهدية الانتصار على الإرهاب، الذي يبقى خطره قائماً في عدد من دول العالم.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه