إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عمدة الثقافة: لأوسع حملة ضد التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي والأمني والتربوي والفني

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2018-02-01

أصدرت عمدة الثقافة والفنون الجميلة البيان التالي:

يهم عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي التأكيد أن مسألة التطبيع مع الكيان الاستيطاني الصهيوني هي مسألة في غاية الخطورة، وتأتي في سياق مشاريع الالغاء والتهميش والتشويه للحقائق التاريخية والاجتماعية، كما في سياق الأهداف "الاسرائيلية" الرامية الى تصفية المسألة الفلسطينية، واختراق مجتمعنا سياسياً وثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً، كما الى اختزال الذاكرة التاريخية لشعبنا، والمضي قدماً في محاولات ترسيخ وجود الكيان الاستيطاني اليهودي الغاصب في عمق بنية الوعي الشعبي لانساننا ومحاولات اضفاء الشرعية على هذا الوجود الاحتلالي الذي يتناقض مع كل مفاهيم الحق القومي التاريخي والانساني والحضاري.

ان التطبيع مع هذا العدو الذي اغتصب الأرض وشرّد الانسان، ومارس أبشع الأعمال الاجرامية بحق شعبنا كله في فلسطين ومحيطها القومي في لبنان والشام والأردن والعراق، مرفوضٌ جملةً وتفصيلاً، وهو الى ذلك، يعتبر اساءة الى الكرامة الوطنية والقومية والانسانية، ومحاولة لقلب الحقائق ومحاولة تلميع صورة هذا العدو التاريخي الذي يشكل وجوده - بحد ذاته - خطراً على كامل البنية القومية لمجتمعنا بأبعادها المختلفة.

ان دعوات التطبيع تأتي في سياق حملات غسل الأدمغة واعطاء العدو صك براءة في وجوده وعنصريته وعدوانيته التي يندى لها الجبين، والتي أدت الى كم هائل من مآسي دخلت السجل الأسود للانسانية جمعاء.

كما تندرج هذه الدعوات في اطار مخططات التغريب والتهجين، والسلخ عن "الهوية القومية " و"الانتماء القومي"، وبالتالي هي محاولات ضرب لمنظومة القيم والمبادئ والمفاهيم التي تعطي للحياة الانسانية أبعادها القيمية في رفض الظلم والعدوان بأشكاله المختلفة.

ان التطبيع مع كيانٍ استيطانيٍ عدوانيٍ غاصب لا يمكن أن يمثّل مسار حداثة وانفتاح كما يحاول البعض تسويقه، اذ أن الحداثة لا تعني التخلي عن منظومة القيم الانسانية الأساسية المرتبطة بالحق والخير والجمال، ولغة الحداثة ترفض كل هذا الاستبداد الفكري "الناعم" الذي يريد السيطرة على عقولنا عبر ايهامنا أن فكرة الحداثة هي نقيض فكرة الانتماء، ونقيض فكرة الهوية، ونقيض فكرة المقاومة للاحتلال ورفض الظلم والعدوان.

لذا نحن نرفض كل ما يُراد تسويقه اليوم حول أن "التطبيع" مع هذا العدو ذي الطبيعة العدوانية، هو مسار حضاري وثقافي يندرج في اطار تفاعل الثقافات، وذلك من خلال عرض الأفلام السينمائية وغيرها، أو من خلال تسويق أعمال فنية لأشخاص داعمين للحركة الصهيونية وكيانها الغاصب، أو من خلال أي شكل من أشكال التطبيع سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو فنياً أو ثقافياً أو رياضياً أوغير ذلك، لأنه –في الواقع- يشكل أخطر عملية تشويه للحقائق السياسية والتاريخية والاجتماعية والثقافية، تهدف الى "التهجين الثقافي والأخلاقي" والتماهي مع الظلم والعنصرية التي يمثلها هذا العدو الحاقد تاريخياً.

ويدعو الحزب السوري القومي الاجتماعي الى أوسع وأعمق وأشمل حملة مواجهة للتطبيع بكل أشكاله سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الأمنية والتربوية والفنية، كما يدعو الى تنظيم الفعاليات والنشاطات على أنواعها رفضاً لفكرة التطبيع، والاضاءة على جوهر ومضامين الصراع الوجودي مع هذا الكيان الذي نشأ نشأة غير طبيعية من خلال العدوان والاغتصاب ويستمر من خلال التوسع والقتل وارتكاب الجرائم بحق الانسان في فلسطين ولبنان والشام والأردن والعراق وكل الأمة.

ان الحزب السوري القومي الاجتماعي يدعو كل القوى الحية في مجتمعنا وخاصةً المثقفين الملتصقين بقضية الأمة أن ينخرطوا في عملية مواجهة شاملة وعميقة لمحاولات التطبيع هذه، وافشال أهدافها في اختزال الذاكرة وتشويه التاريخ، ومصادرة الحاضر والمستقبل لأجيالنا الراهنة، ولأجيالنا التي لم تولد بعد..


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024