إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لقاء تحضيري لماكينة الحزب الانتخابية في دائرة الجنوب الثانية

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2018-02-19

عقد رئيس المجلس الأعلى لقاء تحضيرياً لماكينة الحزب الانتخابية في دائرة الجنوب الثانية، بحضور نائب رئيس الحزب وعدد من العمد ومسؤولي الحزب في المنفذيات الواقعة ضمن الدائرة الانتخابية وفاعليات.

وفي كلمة له خلال اللقاء أكد رئيس المجلس الأعلى أن استحقاق الانتخابات النيابية في 6 ايار 2018، يرسم ملامح المرحلة المقبلة، ومن هنا تكمن أهمية دورنا لحماية عناصر قوة لبنان وتعزيز مفهوم المواطنة وتحصين الوحدة الداخلية على اساس الخيارات الوطنية، بما يجعل لبنان أمنع وأقوى بمواجهة أي عدوان "اسرائيلي"، وهذا يحتّم علينا العمل الدؤوب وبذل كل الجهود للاتيان بمجلس نيابي جديد يتبنى بغالبية أعضائه الخيارات الوطنية.

أضاف: إن الوصول الى مجلس نيابي جديد، تلتزم غالبية أعضائه بالخيارات الوطنية والسياسية الجامعة، هو في رأس سلم اولوياتنا، وذلك لأننا حريصون على مشروع الدولة، وبنائها على أسس وطنية خالصة بوصفها دولة مؤسسات، بدلاً من هذا النظام الطائفي المحكوم بالمحاصصة الطائفية والمذهبية، والذي يهتزّ وتظهر مساوئه وهشاشته عند كل مفصل أو استحقاق.

رئيس المجلس الأعلى الذي عاد وأكد أن أولوية الحزب السوري القومي الاجتماعي هي تعزيز منعة لبنان وعناصر قوته، شدّد على ضرورة العمل من أجل تخطي الحالة المذهبية والطائفية التي تتقاسم النفوذ داخل مؤسسات الدولة، والخروج من هذه الدوامة الطائفية، وتقويض المفهوم الطائفي السائد والذي يشكّل عائقاً أمام قيام دولة المؤسسات.

ولفت رئيس المجلس الأعلى الى أننا متمسكون بوثيقة الوفاق الوطني (دستور الطائف) التي أسّست ورسّخت السلم الأهلي في لبنان، وسنعمل جاهدين مع الحلفاء من أجل تحقيق مندرجات الطائف الإصلاحية التي اصطدمت سابقاً بالبنية الطائفية التي حالت دون تحقيقها.

وتابع: لقد حرص حزبنا على الدفع دائماً باتجاه تحقيق الاصلاحات التي نصّ عليها اتفاق الطائف، وحزبنا تفرّد بإطلاق محاولتين على مستوى إصلاح النظام السياسي، الأولى تتعلق بالزواج المدني الاختياري وقد تمكنا من كسب هذه المعركة الإصلاحية من خلال إجراء تعديل دستوري بشأنه، لكن هذه المحاولة وئدت وتمّ وضع مشروع القانون في الأدراج لاعتبارات طائفية بحتة.

أما المحاولة الثانية، فهي الجهود التي بذلناها من أجل إلغاء الطائفية وفق ما نصّت عليه مقدّمة الدستور، وبناء على هذه الجهود أرسل رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي كتاباً إلى مجلس النواب لتأليف لجنة لإلغاء الطائفية، واستتبعت بمحاولة أولى وثانية وثالثة من رئيس المجلس النيابي في هذا الاتجاه، لكن ذلك لم يتحقق لأسباب طائفية.

وتابع: عندما جلسنا إلى طاولة الحوار، تمترست بعض القوى خلف فلسفة الدستور، لكن في الحقيقة لم تقارب المصلحة الوطنية من خلال قانون الانتخاب، بل شهدنا ما شهدناه من مقترحات انتخابية طائفية ومذهبية، تنسف مندرجات الطائف والمفاهيم الإصلاحية، والمفارقة أن البعض يطالب بإصلاح النظام السياسي وتطبيق دستور الطائف من جهة، ومن جهة أخرى يضع مقترحات انتخابية تقسم اللبنانيين ولا توحّدهم.

مشروعنا للانتخابات لبنان دائرة واحدة وبالنسبية لم يناقش

وأكد رئيس المجلس الأعلى أن "القانون الانتخابي العصري هو الذي يضمن المساواة بين المواطنين، ونحن تقدّمنا بمشروع قانون للانتخابات النيابية يرتكز على جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة، وقائم على أساس النسبية، ومن خارج القيد الطائفي، وبهذا القانون تتكرّس العدالة والإنصاف في التمثيل، ويتمثل كل اللبنانيين، لكن للأسف، اقتراحنا لم يُناقَش ولم يُقرّ، كما لم يؤخذ بكل المندرجات الإصلاحية في لبنان".

وقال خلال اللقاء، العقبات التي حالت دون تحقيق الخطوات الإصلاحية، يجب أن تذلل، ونحن تتطلع إلى أن يحسم اللبنانيون في هذا الاتجاه، فيختارون ممثليهم الى الندوة البرلمانية، على هذه القاعدة، لأننا إذا لم نصل الى دولة حقيقية عمادها المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية، سيبقى البلد محكوماً بالفساد والطائفية.

وتوجه رئيس المجلس الأعلى الى الحضور قائلاً: الانتخابات في مناطق الجنوب اللبناني، لها أهمية مضافة، لأن الجنوب منطقة تماس مع العدو الصهيوني، وخيار الإنماء محمي بخيار المقاومة، وأمن الناس وأمانهم مرتبطان بمعادلة الردع بمواجهة العدوانية الصهيونية، ومسؤولية القوميين والمواطنين والأصدقاء في ماكينة حزبنا الانتخابية، أن عليهم العمل بكل جهد وفعالية لتأتي نتائج الاستحقاق الانتخابي على صورة الجنوب وأهله.

وأكد أن الأولوية دائماً هي تحصين صمود أهلنا في مناطق الجنوب اللبناني، وندرك أن هذا التحصين يتطلب انماءً وخدمات، وهذه مسؤولية نتحمّلها ومستمرون في تحملها.

وتطرّق خلال اللقاء إلى الأوضاع في سورية، ورأى أن ما يستهدف سورية منذ سبع سنوات، هو عدوان يرمي إلى إسقاط الدولة السورية الحاضنة للمقاومة في المنطقة، معتبراً أن صمود الدولة السورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً، والتطوّرات الميدانية التي نشهدها والتي يحقق فيها الجيش السوري وحلفاؤه إنجازات كبيرة، وآخرها التصدي للطائرات "الإسرائيلية" التي رسمت معادلة ردع جديدة، كل هذا يؤكد أن سورية تجاوزت مرحلة الخطر واسقطت أهداف المشروع المعادي.

وتابع: "إن استعادة الجيش السوري للجغرافيا الواسعة، والإنجازات التي حققها، فرضت نفسها ليس على المسارات السياسية وحسب، بل على تفكيك ما يُسمّى معارضات وارتباك الدول المشغلة لها، وسقوط مخطط "داعش" الإرهابي وانحسار "النصرة" الإرهابية في مناطق محددة كإدلب".

أضاف: إن ما يُسمى معارضة تراجعت في المواجهة السياسية بصورة دراماتيكية، فبعد أن كانت تريد الإمساك بالبلد والسيطرة على زمام الأمور والقضاء على الدولة، ها هي اليوم عاجزة، وبالكاد تستطيع تنفيذ إملاءات مشغليها، لذلك نحن نرى أن سورية الدولة تمكّنت بعد سبع سنوات من الحرب الضروس من استعادة أوسع مدى جغرافي إلى كنف الدولة، وتحقيق الاستقرار والأمن ودورة الحياة الطبيعية على المستوى الاجتماعي والتربوي والعملي. وهذا أمر أساسي وممتاز".

وفي السياق لفت رئيس المجلس الأعلى الى أن الولايات المتحدة الأميركية باتت مدركة أن ورقة الأدوات قد سقطت من يدها، لذلك نراها تنتقل الى التدخل المباشر والكشف عن مخططاتها لإقامة قواعد لها على الارض السورية. وهذا ما ترفضه سورية وستواجهه كما تواجه الأطماع العدوانية والتركية.

وتابع:" ان مؤتمر سوتشي الذي رعته روسيا، وبصرف النظر عن حجم الإنتاجية الإيجابية التي تمخضت عنه، شكل انتصاراً لسورية بحيث كرّس مفهوم الحوار بين السوريين أنفسهم، بعيداً عن إملاءات الخارج. ومن هنا فإن النقطة الإيجابية التي سجلها مؤتمر سوتشي هي التأكيد بأن سورية هي التي تُمسك بزمام المبادرة لطرح المواضيع وتحديد طبيعة الخطوات الإصلاحية، وسبل التطوير والتحديث وشكل التسوية السياسية، ورسم ملامح المرحلة المستقبلية، وأن مَن يعرقل الحلّ السياسي هي الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها".

وحذّر من خطورة المشروع الأميركي في سورية والعراق والمنطقة ككل، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من الحديث عن انسحاب اميركا عسكرياً من العراق إلا أنها عادت بصورة أو بأخرى تحت شعار تدريب أو مساعدة الجيش العراقي، أو ضمن ما سُمّي بالتحالف الدولي لضرب "داعش"، لكن الأخطر أنها تسيطر على مناطق سورية مهمة بهدف قطع الطريق بين سورية والعراق، ووضع اليد على أهم الموارد الاقتصادية في سورية النفط والغاز، ما يعني أننا أمام استمرار مخطط استنزاف سورية.

وعلى صعيد التطورات الأخيرة في الغوطة الشرقية، لفت رئيس المجلس الأعلى الى أن الدولة السورية مصمّمة من خلال جيشها والقوات الحليفة على بسط كامل سيطرتها على الميدان، لا سيما في الخاصرة الشرقية. وهي تسعى الى تجنب وقوع خسائر في الأرواح داخل الغوطة الشرقية، بينما نرى الجماعات الإرهابية تقوم باستهداف المدنيين والمناطق المأهولة في محيط العاصمة دمشق بالقذائف والصواريخ، ما يؤدي الى سقوط الشهداء والجرحى من المدنيين لا سيما من الأطفال والنساء.

وتابع: "إن الإرادة السورية التي تمثلت بالصمود لهذه السنوات كلها هي نفسها الإرادة التي مكنت سورية من استعادة الجغرافية الواسعة، وهي ذاتها الإرادة التي تصدت للعدوان "الإسرائيلي" بشكل مباشر وأسقطت إحدى طائراته، ونحن نعلم ماذا يعني إسقاط طائرة أف – 16 ، التي تعتبرها إسرائيل مفخرة جيشها رأيناها كيف تتهاوى وتسقط، ما يعني أن الأجواء أو الأراضي السورية لم تعد نزهة بالنسبة للعدو الإسرائيلي، والكل شاهد وسمع كيف تراجع الإسرائيلي عن تهديداته التي أطلقها، لأنه راجع حساباته وفهم الرسالة السورية البالغة الأهمية والدقة في هذا التوقيت".

وختم رئيس المجلس الأعلى مشيراً الى أن العدو يلجأ الى تهديد لبنان تارة من خلال النفط وتارة أخرى من خلال بناء الجدار العازل، لافتاً لى أن العدو يقوم ببناء الجدار ليفاوض على النفط، وهو يرسل المفاوضين الأميركيين، وغداً سنشهد زيارات أخرى لمسؤولين غربيين وأجانب من غير الأميركيين، لكن موقف لبنان الرسمي حاسم بالتمسك بالسيادة الوطنية وبالثروة النفطية الموجودة في مياه لبنان الإقليمية، ويرفض التهديدات "الاسرائيلية" والإملاءات الأميركية والعدو "الإسرائيلي" يدرك جيداً أن لبنان قوي بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وأن المقاومة قادرة على ترجمة معادلة الردع في مسألة النفط، على غرار حالة الردع التي أوجدتها في البر، وأن المناورات "الإسرائيلية" باتت مكشوفة وفاشلة وعديمة الجدوى".

بعد كلمة رئيس المجلس الأعلى عرض عميد التنمية المحلية وإدارة الشؤون البلدية والانتخابية عرضاً حول القانون الانتخابي وآلية الاقتراع، وردّ على أسئلة واستفسارات أعضاء الماكينة الانتخابية، وسيُصار الى عقد اجتماعات متتالية تناقش نقاطاً وموضوعات مختلفة.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024