إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الادارة الأميركية تدخل نفق الارتباكات والاختلافات في أعقاب العدوان على سوريا

بيير عازار

نسخة للطباعة 2018-04-22

إقرأ ايضاً


الادارة الأميركية تدخل نفق الارتباكات والاختلافات في أعقاب العدوان على سوريا والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي ( اف . بي . اَي ) جيمس كومي يؤكد ان دونالد ترامب غير مؤهل اخلاقيا ليكون رئيسا للولايات المتحدة في ظل سياسة الادارة الأميركية التي تتميز بضعف استراتيجي في سوريا منذ عدة سنوات ؛

وفي ظل ارتفاع منسوب التوحش الاستعماري لدى كل من فرنسا وبريطانيا ، جاء العدوان الثلاثي/ السداسي على المرافق العسكرية والمدنية في سورية ، في وقت عثرت فيه القوات الروسية على مصانع بدائية لتصنيع أسلحة كيميائية داخل احد مخابئ الإرهابيين في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق .

الأوساط السياسية والإعلامية في واشنطن وباريس ولندن ، أكدت ان هذا العدوان لن يغير في ميزان القوى العسكرية في المنطقة ، لا بل ذهبت الى ابعد من ذلك عندما حذرت من ان هذه العمليات العسكرية ( العدوانية ) قد تضع الولايات المتحدة وفرنسا في وضعية صعبة على المستوى العسكري؛ ومن الممكن ان تستهدف القوات الأميركية والفرنسية في المنطقة ، كما قد تستهدف في شمال سورية وفِي لبنان ... اذ من المتوقع ان يسعى حزب الله الى الثار لشهدائه ( على جاري العادة ) ، كما ان الإيرانيين قد يجندون حلفاءهم على الارض لطرد الأميركيين والفرنسيين .

واللافت في هذا العدوان - الذي خرجت سوريا الشام منه اكثر قوة ومنعة- هو الموقف الفرنسي من " مسرحية الكيميائي " ... فقد سعت فرنسا عبر تقييم اجرته حول الهجوم الكيميائي المزعوم على مدينة دوما الى إقناع العالم الحر بمشروعية الاعتداءات على سورية . والمضحك المبكي ان تقييم فرنسا ( وهي الدولة العظمى ) "استند حصرا الى صور ومقاطع تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي ؛ ثم قامت الأجهزة الأمنية الفرنسية "د. س . ت. " بتحليلها ، واكتشفت ان الدولة السورية هي التي شنت تلك الهجمات الكيميائية ، وهي على ثقة تامة مما تقول خصوصا انها التقطت إشارات مصورة تدل على انبعاث روائح الكلور ووجود دخان اخضر " وفق ما نقلت الحكومة الفرنسية عن المصادر المشبوهة .

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ادعى في بيان صدر عن قصر الاليزيه ان الضربات الجوية ( الاعتداءات ) التي شاركت فيها بلاده مع الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الرابع عشر من شهر نيسان/افريل الجاري ، اقتصرت على تدمير قدرات الدولة السورية في انتاج واستخدام الأسلحة الكيميائية على حد تعبيره ( طبعا لم نسمع باختناق اَي مواطن سوري بعد عملية التدمير المزعومة )؛ في حين زعم وزير دفاعه جان-ايف لودريان ان جزءا كبيرا من الترسانة الكيميائية السورية تم تدميره ، مع علم المسؤول الفرنسي ان سورية تخلو تماما من اَي سلاح كيميائي ( باستثناء السلاح الذي كان موجودا بحوزة بعض المجاميع الارهابية والذي وصل اليها عن طريق السعودية وتركيا ، وهذا ما تعرفه الحكومة الفرنسية معرفة تامة وايضاً هيئة الامم المتحدة .

وفِي تناقض مكشوف داخل الادارة الفرنسية - التي تكثر ، ونظيرتها بريطانيا ، من التشدق بمبادئ حقوق الانسان ، دافع المتحدث باسم الحكومة الفرنسية "بنجامين غريفو " عن صفقات السلاح التي أبرمتها وتبرمها فرنسا مع المملكة العربية السعودية ( وهي من استخدمت القنابل العنقودية في اليمن )؛ معتبرا - دون خجل ودون اَي وازع اخلاقي - انها تصب في مصلحة الصناعة الفرنسية ، التي تحتاج الى إيجاد منافذ على مثل هذه الاسواق ، رغم الانتقادات الموجهة للحكومة الفرنسية حول التعاون مع " مملكة الاٍرهاب " في هذا المجال ، والخشية من استخدام هذه الأسلحة في حربها على اليمن التي دمرت البشر والشجر والحجر.

بالمقابل ... قال النائب عن حزب " فرنسا الابية " جان لوك ميلانشون ان الضربات (الاعتداءات ) الغربية على سورية هي تصرفات غير مسؤولة ولن تحل أية مشكلة ؛ فيما أكدت رئيسة " الجبهة الوطنية " مارين لوبين انه كان يجب الحصول على دلائل تقود الى التأكد من استخدام الدولة السورية للسلاح الكيميائي ؛ وأما حزب " الجمهوريون " فقد حذّر بعض أعضائه من المواجهة العسكرية مع روسيا .

وفِي لندن ، شكك زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين في الأساس القانوني لمشاركة بريطانيا في الهجمات ( الاعتداءات ) على سوريا/الشام . وتساءل كوربين ، خلال جلسة طارئة عقدت في البرلمان ، قائلا : لماذا سورية وليس السعودية التي ثبت انها تستخدم القنابل الفوسفورية والذخائر المحظورة في حربها على اليمن ؟ ولفت الى ان الأزمة اليمنية هي أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، فلماذا تواصل الحكومة البريطانية دعم السعودية ( مملكة الاٍرهاب ) ؟؟

وفِي واشنطن ، أكد عضو مجلس الشيوخ الأميركي ريتشارد بلاك ان الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق ، مثلته " منظمة الخوذ البيضاء " المتصلة بتنظيم القاعدة والتي تمولها الاستخبارات البريطانية والسعودية .

وشكك " بلاك " - وهو سيناتور عن ولاية فيرجينيا في مجلس الشيوخ وينتمي الى الحزب الجمهوري - شكك في صحة مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما مؤخرا ، لافتا الى ان شن هجوم كيميائي في الغوطة الشرقية لدمشق عديم الجدوى بالنسبة للحكومة السورية ، اذ ان القوات الحكومية كانت في المرحلة النهائية لإتمام اخراج إرهابيي جيش الاسلام - التنظيم المسلح الوحيد المتبقي حينذاك في الغوطة - من المنطقة وتمشيطها .

وبدوره ، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي " اف . بي . اَي " جيمس كومي ، اعتبر في مقابلة متلفزة ان الرئيس دونالد ترامب غير مؤهل من الوجهة الاخلاقية ليكون رئيسا للولايات المتحدة ، واصفا إياه بانه رجل قاس ومتكبر ودون اَي رادع اخلاقي ، ولا يهمه سوى نفسه .

وهكذا تكون جمهورية سورية ( العربية ) كمن يسير بحذر موصوف بين الألغام :

رئيس متعجرف وجاهل يقبع في البيت الأبيض ، وآخر ضعيف وكاذب يقطن في قصر الاليزيه ، وسيدة بالغة التعقيد على عجلة من امرها، استغلت غياب "قانون سلطات الحرب" في بلادها فكان الاعتداء الكبير على سوريا/الشام.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024