إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أعراب الخليج يسابقون الدولة اليهودية في السعي الى تدمير البلاد السورية

د. بيير عازار

نسخة للطباعة 2018-05-17

إقرأ ايضاً


أعراب الخليج يسابقون الدولة اليهودية في السعي الى تدمير البلاد السورية / ومملكة بني سعود تعرض تشكيل جيش موحّد مع اسرائيل لإعادة احتلال سوريا

" ... ليست فكرة التوسع العربي خيالاً بل حقيقة تدعمها الحاجة المادية الى موارد العيش ؛ وابن سعود يرى أنّ مملكته تحتاج الى موارد تثبّتها ويليق بها الملْك . فإذا لم تحصل على موارد جديدة لم تستطع الثبات في الأزمات السياسية والاقتصادية ، واَذنتْ في التفكك والانهيار ... وكما وجدت القبائل العربية لعهد النبي أغراضها المادية في الاتحاد بالإسلام ، كذلك تجد القبائل العربية الْيَوْمَ أغراضها المادية في العصبية الدينية الوهابية ، فترمي الى فتح جديد والاستيلاء على الأمصار المجاورة باسم الرسالة الوهابية المعادية للسُنَّة والشيعة والتمدّن المسيحي-الاسلامي العام .

وبديهي أيضاً ، أنّ فكرة فتح عربي سعودي جديد لسوريا لا يمكن انْ تتولّد من نظرة فاهمة في الحاجة الاقتصادية والاستعمار ؛ لان العقل

العربي ( الصحراوي ) لا يزال على حال من الفطرة بعيدة عن فهم العوامل النظامية المركّبة . وهو امر عرض له ابن خلدون في دراسته " احوال العرب وشؤونهم " في مقدمته المشهورة ؛ وهو يؤكد في الفصل السابع والعشرين " أنّ العرب لا يقوم لهم مُلْك أو سلطة إِلَّا بدعوة دينية من نبوّة وغيرها ".

هذا الكلام كتبه انطون سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي ، ونشره في جريدة " النهضة " بتاريخ 1937/10/15 ، اَي قبل

حوالى ثمانين عاماً ، حيث استشرف ما ستكون عليه احوال العرب في الموقف من القضية القومية السورية ، كما استشرف الموقف الخياني "لممالك الرمال " ، اذ يكتب في مقالة اخرى نُشرت أيضاً في جريدة "النهضة " : " سينقسم العالم العربي الى جبهتين ، جبهة تقدمية تقودها سوريا (الطبيعية )، وجبهة رجعية تقودها السعودية ومصر ".

وفِي إسقاط تحليلي لما يجري الْيَوْمَ في سوريا وفِي فلسطين وفِي العراق ، تبدو المملكة الوهابية غارقة في دعمها اللامحدود للاسرائيليين

والأميركيين ... فدماء السوريين الأبرياء تطرش وجوه بني سعود بالعار والمسخ ، وتكشف عن مستوى العمالة المرتفع ...

وفِي غزة يواصل السعوديون شرب انخاب جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يزال ، حتى كتابة هذه السطور ، يتفنّن في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين العزّل ( اكثر من ستين شهيداً فلسطينياً وحوالى ألفي جريح ) ؛ اما في العراق ، فيواصل السعوديون تمويلهم لبعض المجاميع الارهابية ، رغم ما آلت اليه الانتخابات التي جرت قبل ايّام في البلاد .

والى الذي تقدم ، فقد نقلت صحيفة الرياض السعودية مؤخراً تصريحات للملك سلمان بن عبد العزيز ، أكد فيها أنّ بلاده تتضامن مع دولة اسرائيل ضدّ هجوم جيش العدو السوري عليها ... كما نقلت تصريحات مماثلة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، ندد فيها بالاعتداء

السوري الغاشم على دولة اسرائيل الصديقة ، وأعلن تضامنه ووقوفه الى جانب الدولة العبرية ، معنوياً ومادياً وعسكرياً ، لافتاً الى كبير

استعداده لتشكيل جيش موحد مع اسرائيل للهجوم على العدو السوري .

وفِي البحرين ، نشر وزير الخارجية البحراني خالد بن احمد تغريدة على حسابه على موقع " تويتر " يقول فيها : " انه طالما أنّ ايران اخلّتْ بالوضع القائم في المنطقة ، واستباحت الدول المجاورة بقواتها وصواريخها، فانه يحق لأية دولة في المنطقة ، ومنها اسرائيل ، انْ تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر ".

وفِي عُمان ، سرّب مسؤولون عمانيون أنّ عُمان تتفهم الدواعي الأمنية لإسرائيل ، وبالتالي لها الحق في الدفاع عن نفسها امام تنامي خطر ايران في المنطقة .

بالمقابل ، دعا رئيس تحرير جريدة " السياسة " الكويتية احمد الجارالله " السوريين الى العودة لبلادهم ، مؤكداً أنّ دول الخليج ومعها الدول الغربية فشلت في إسقاط الرئيس السوري بشار الاسد ، كما كَذَبنا عليكم وما كنّا سنعطيكم أفضل ممّا أنتم عليه ؛ ونعترف انه تمّ توريطُنا من قِبَلْ الأطراف التي دعمت الاٍرهاب ، والتي ظنّت أنّ الشام مثل ليبيا سهل سقوطها " .

وأضاف احمد الجارالله ، " يا أهل الشام ، نعم ، لقد كَذَبنا عليكم ، والأنكى من ذلك أنّ البعض منا ظنّ ان ّ سوريا يمكن انْ تسقط عبر برنامج

وثائقي في قناة " الجزيرة" القطرية ، أو عبر برنامج ممسرح / تمثيلي في قناة "العربية " ... يا أهل الشام ، عودوا الى بلادكم ، لقد خدعناكم " .

وهكذا ، تنكشف عورات "مملكة الاٍرهاب " مجدداً امام انتصار الدم السوري، في معركته ضد الاٍرهاب ، على مؤامرات بني سعود الخبيثة ؛ في حين يعرّي الفلسطينيون ، عبر مسيرات العودة الكبرى ، سلالات النفط والغاز حتى من " ورقة التوت " ، التي طالما تستّروا بها سنوات

وسنوات ، وهم يغزلون علاقات سرية مع الدولة اليهودية الجاثمة منذ سبعين عاماً على ارض سوريا الجنوب .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024