إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مديرية مشغرة تحيي ذكرى استشهاد سعاده

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2018-07-13

بمناسبة الثامن من تمّوز، ذكرى استشهاد أنطون سعاده، أقامت مديرية مشغرة التابعة لمنفذية البقاع الغربي إحتفالا خطابيا في قاعة الأمين عبدالله محسن في مكتب المديرية بحضور ناموس المنفذية، ناظر المالية، ناظر الإذاعة، ناظر العمل والشؤون الاجتماعية وهيئة مديرية مشغرة وحشد من القوميين والطلبة والمواطنون والأشبال.

البداية كانت مع النشيد الرسمي للحزب، تلتها دقيقة صمت عن روح الرئيس السابق للحزب الأمين علي قانصو.

من ثم تم عرض فيديو من وحي الثامن من تموز.

عرفت الاحتفال الرفيقة هدايا رضا بكلمة من وحي المناسبة، ثم كانت كلمة طلبة المديرية، ألقتها الرفيقة رؤى قاسم، ذكرت فيها محطات من تاريخ الحزب، مضيئة بشكل أساسي على مرحلة إستشهاد أنطون سعاده، و ألأمل الذي زرعه في أجيال لم تكن قد ولدت بعد وعلى ثقافة الأجساد المتفجرة فوق رؤوس العدو الذي لاحقته وستلاحقه حتى التحرير الكامل للأمة.

والقى ناظر اﻹذاعة كلمة المنفذية ومما جاء فيها:

"كلنا نموت، لكن قليلين منا من يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة." قال أنطون سعاده هذه الكلمات قبل أن يمشي نحو الموت مرفوع الرأس، عالي الجبين. قال أنطون سعاده هذه الكلمات التي تختصر الكثير الكثير من المعاني والمفاهيم.

فالموت الذي يخيف معظم البشر، لا يخيف أصحاب العقائد العظيمة. فعقيدة الحزب السوري الإجتماعي العظيمة، تستحق منا كل بذل وكل تضحية وكل فداء. هذه العقيدة العظيمة التي تعمل لحياة أمة عظيمة لها تاريخ عظيم زاخر بالأعمال والإنجازات العظيمة في المجالات كافة. من الإنجازات الأدبية، الى الإنجازات العلمية، الى الإنجازات الفلسفية، الى الإنجازات العسكرية والفنية والعمرانية والحقوقية القانونية والثقافية. هذه العقيدة العظيمة التي تعمل لخير ورفعة وعزة وقوة ووحدة المجتمع السوري، تستحق أن نحيا لأجلها كما تستحق أن نموت لأجلها ولأجلها مات زعيمنا القائد ومعلمنا الفادي وهادينا البطل.

إن الثامن من تموز، تاريخ يحمل في طياته أريج الشهادة الذي ضاع مع ساعات الفجر الأولى والثامن من تموز هو يوم تعطر بعبق الانتصار، الانتصار الذي تجلى باستمرار وانتشار العقيدة القومية الاجتماعية رغم استشهاد مطلقها، العقيدة القومية الاجتماعية التي كانت هي الهدف الاساسي من عملية الاغتيال ولكنه قد فات المتآمرين بأن العقائد العظيمة أقوى بكثير من رصاصات الغدر والموت التي أطلقوها على جسد أنطون سعاده وبأن هذه العقيدة العظيمة خالدة خلود الزمن وباقية ما بقي صنين وحرمون طوروس وزاغروس.

إن الثامن من تموز هو مدرسة نتعلم فيها الكثير الكثير من علوم الحياة. نتعلم فيها أن تديّن الإنسان يقاس بمقدار الخير الذي يقدمه للإنسان، ونتعلم فيها القوة ورباطة الجأش، نتعلم الأخلاق العالية والمناقبية، نتعلم أن تنسجم أقولنا والأفعال، نتعلم بأن الحياة كلها مجرد وقفة عز وبأن الحياة لا معنى لها إذا اقترنت بالذل وبأن حياة الإنسان تقاس بما يفعل وما ينجز، وبأن الموت ليس النهاية وبأن الموت ليس الأقوى وبأن هزيمته أمرممكن وليس بمستحيل.

من مدرسة الثامن من تموز، تخرج شهداء واستشهاديو الحزب السوري القومي الإجتماعي واكتسبوا شهاداتهم. فعملوا من أجل الحياة ولم يتخلوا عنها، ومن أجل حياة عزيزة كريمة لأبناء مجتمعهم وأمتهم قدموا دماءهم الزكية قرابين على مذبح الوطن. فجاهدوا وقاوموا واستشهدوا وانتصروا لينصروا الحق وينتصر الوطن.

ومن مدرسة الثامن من تموز، تخرج رفقاء كثر ساروا على درب النهضة وثبتوا على عقيدتهم وأدوا واجبهم على أكمل وجه وها نحن اليوم نكرم ثلة منهم، هنا في مديرية مشغرة مقدمين لهم أوسمة الواجب وأوسمة الثبات.

بعد حوالي السبعين سنة على استشهاد سعاده، ما زالت شعلة الجهاد مرفوعة تتناقلها الأيدي والأجيال. من فلسطين الى الشام ومن العراق الى لبنان وعلى الجبهات كافة. واليوم، ما يحصل في الكيان اللبناني يؤكد أن لا خلاص الا بالعقيدة القومية الاجتماعية التي استشهد سعاده من أجلها. فبعد مرور شهرين على الانتخابات النيابية، ما زال تشكيل الحكومة متعثرا وذلك لأن الدول لا يمكن أن تبنى على المحاصصات الطائفية والمذهبية. وبأن قانون الانتخاب الصحيح يجب أن يكون خارج القيد الطائفي وعلى أساس الدائرة الواحدة الكبرى. إن مصلحة الوطن الكبرى لا تتحقق بتحقيق مصالح الأفراد أو العائلات أو المذاهب أو الطوائف بل إن العكس هو الصحيح. وبات من الضروري أن ندرك بأن المواقع السياسية يجب أن تكون في خدمة ومصلحة الوطن والمواطن لا أن يقدم الوطن والمواطن أضحية من أجل المواقع السياسية، ولا بد للسياسة أن تتحول الى فن يستعمل لتحقيق المصالح القومية. لذلك علينا أن نعمل جاهدين لتحقيق مصالح أمتنا، كل أمتنا ومجتمعنا كل مجتمعنا من أجل أن تحيا بلادنا حياة كريمة عزيزة.

وختاما، نستذكر حضرة الأمين المناضل رئيس الحزب السابق الوزير علي قانصو الذي رحل عنا قبل أيام. رحل وكانت كلماته الأخيرة "تحيا سورية." رحل ووصيته الأخيرة لرفقائه، "إن الحزب أمانة في أعناقكم، فحافظوا عليها." وأضاف، "لا تتركوا الحزب فريسة لأعداء النهضة ولا تركنوا لأطماع عدونا."الأمين علي قانصو الذى ولد فقيرا وكانت الثروة الوحيدة التي اكتنزها هي فكر وعقيدة أنطون سعاده. حضرة الأمين العزيز، سنعمل دوما لقوة حزبنا وسنقدم من أجله الدماء والأرواح. حضرة الأمين، لروحك ألف سلام وسلام ولك منا ألف تحية وتحية.

وبعد قصيدة ألقاها مذيع المديرية من وحي المناسبة، تم تسليم "وسام الثبات" لكل من الرفقاء نظير مهدي، عارف صادر وفاطمة قاسم، و "وسام الواجب" للرفيق علي فضة.

إختتم الاحتفال بكلمة وجدانية ألقاها المكرّم الرفيق نظير مهدي تحدث فيها عن مراحل نضالية من التاريخ الحزبي وأكد ثباته على نهج الحزب و مبادئه.

و شكر قيادة الحزب خاصا بالذكر حضرة الرئيس الأمين حنا الناشف، على هذا التكريم المعنوي للرفقاء. و جاء في كلمته: "شهادة سعاده ليست شهادة قدرية، بل كانت اختيارا وتصميما، لأنه أدرك أن موته شرط لانتصار قضيته. وقد راهن قسم كبير من شعبنا على نهاية القضية بانتهاء حياة صاحبها. فماذا كانت النتيجة؟ لقد خسر المشككون رهانهم لأن طلائع الحركة السورية القومية الإجتماعية المتوغلة في وجدان الشعب في الوطن و عبر الحدود، وجنود النهضة على خطوط النار يدافعون عن كرامة الشعب ويبذلون الغالي والرخيص لحماية أمتهم."

زهور على أضرح شهداء الحزب في مشغرة

من جهة أخرى، أحيت مديرية مشغرة التابعة لمنفذية البقاع الغربي ذكرى شهداء مشغرة، حيث قام وفد منها بزيارة أضرحة الشهداء ووضع الزهور والقاء التحية الحزبية بمشاركة ناظر الاذاعة في منفذية البقاع الغربي ومدير مديرية مشغرة وهيئة المديرية وعدد من الرفقاء.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024