شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-09-07 |
أورنينا.. تستعدّ لاحتفالية إدلب! |
عشية قمة طهران الثلاثية، التي تجمع إيران وروسيا وتركيا، التي ستقرر مصير إدلب، بين استعادتها بالمصالحة أو بمعركة حاسمة للجيش السوري وحلفائه.. عشية هذه القمة، تتهيّأ «أورنينا» 3500 ق.م ، المغنّية والموسيقيّة والراقصة في معبد عشتار في مدينة ماري الواقعة في جنوب مدينة دير الزور للاحتفال بعودتها إلى مداها الحضاري.. إلى إدلب. ومع امتداد لسان الصباح ستعزف «أورنينا» على أوتار قيثارتها على ضوء الشموع، لتغنّي للسلام والمحبة بدلاً من رصاص الحرب والقتل والدم. هو احتفال كبير هذا الذي ستُقيمه «أورنينا»على شرف أبطال الجيش السوريّ، الذين سيشكّل انتصارهم الاستراتيجي الكبير في إدلب، لحظة تحوّل في مواجهة الإرهاب التكفيريّ المدعوم إقليميّاً ودوليّاً. وأهميّة هذا الانتصار المؤكد، أنّه يأتي بعد مرور عامٍ على إعادة دير الزور إلى الدولة بعد اختطافها من قبل الأميركيين وبيادقهم من داعش وعشائر عميلة.. كما أنه سيأتي بعد عامين على العدوان الأميركي على مواقع الجيش السوريّ في جبل الثردة المطلّ على دير الزور منتصف أيلول 2016 ، ما أدّى إلى استشهاد أكثر من 200 جندي سوريّ، وذلك بهدف تسهيل مرور عناصر «داعش» لاحتلال الجبل، ووضع عروس الفرات تحت مرمى إجرامهم. وعلى وقع أنغام «أورنينا»، يكون الجيش السوريّ وحلفه الممتدّ من طهران وبغداد وبيروت ودمشق وبدعم روسيّ كامل، كسر حلم واشنطن وحلفها العدوانيّ في إقامة حزامٍ أمنيّ في الشمال السوري كما كان في الشرق السوريّ بهدف استخدامه للضغط على دمشق ميدانياً وفي أيّة مفاوضات مستقبليّة، ولمنع محور المقاومة من تثمير صموده الميدانيّ والحيلولة دون فتح طريق دمشق بغداد البرّي، ومن خلفها طريق بيروت طهران.. وهو أي أميركا ما تحاول فعله الآن في شمال شرق سورية، عبر توريط أحزاب كردية في هذه اللعبة القذرة. يقول توماس كارليل: «يمكنني القول، إنّ أعظم الأخطاء هو أن يكون المرء غير مدركٍ الأخطاء التي يرتكبها». وفي هذا الصدد، ليس غريباً التذكير كيف حشد ترامب قادة المسلمين، عرباناً وعجماً، لأخذ تبريكاته والتقاط الصور معه بابتسامات عريضة لعلّه يحجز لهم مكاناً بجانب حوريات أميركا، وبعيداً من حوريات الجنة اللواتي لم يتبقَّ منهنّ أحداً بعدما رسيت المناقصة عليهنّ من قِبل تنظيمَيْ «النصرة» و»داعش». ولهذا، لم تكن نكتة ما قاله الداعية السعوديّ سعد بن غنيم، من أنّ ترامب «خادم لله، جنّده لخدمة مصالح المسلمين»، ولـ»إنهاء الظلم الواقع ضدّهم يقصد السنّة ». ولكن صدق الأديب سعيد تقيّ الدين عندما قال: «من كانت نفسه نفس عبد، لا تلمع الشمس فوق جبينه». لا شكّ في أنّ سيرة وسلوك وإيديولوجية الدول الداعمة للجماعات الإرهابية في إدلب تعطينا، إذا ما قرأناها جيداً، خطوطاً من المحاذير الخطيرة في الإدارة والسياسة، يمكن تلخيصها بعنوان عريض هو: «الحكم الكيفيّ ينتج موظّفين من جنسه»، ما يذكّرنا بقول بريخت «حقا أنّني أعيش في زمن أسود.. الكلمة الطيّبة لا تجد من يسمعها، والذي ما زال يضحك.. لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب.. أيّ زمن هذا؟» الذي يعيشه الأميركي الأوروبي بريطانيا وفرنسا وبيادقهم الخليجية، للنحيب على إدلب التي ستقصف بالكيماوي، بعدما شكلوا وبالاً عليها عبر دعم النصرة ودفعها للقيام بمسرحة الفضاء الإدلبي بالتمثيل الكيماوي، وبغطاء من عربان الخليج الذين لطالما «أدمنوا السَّوق بالعصا»، كما كان يقول الحجاج. مَن سيتابع قمة طهران اليوم الجمعة سيتأكّد من عودة سورية لدورها الإقليميّ والعالميّ، خصوصاً وقد تحدّدت سياسة الدولة وتصميمها على استعادة حدودها كاملة، شمالاً وشرقاً وجنوباً، في الفترة المقبلة. والسؤال الذي يتبادر إلى أذهان المراقبين عمّا إذا كانت دمشق تهيّأت لإعلان انتصار سورية الكبير على المشروع التقسيميّ المدعوم أميركياً و»إسرائيلياً» وخليجياً، بالتزامن مع تمدّد الجيش السوري في الشمال الغربي لاستعادة محافظة إدلب بالكامل؟ ها هي «أورنينا» تستعدّ لإقامة قداسها الفني في ساحة إدلب حتى الصباح، وسنشربَ معها نبيذ النصر مع كسرة خبز من قمح الأرض المباركة، وهي تعلن نخب سورية، من ساحة معرض دمشق الدولي. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |