إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بارنييه يعلن عن توصل الأوروبيين والبريطانيين لاتفاق حول الانسحاب

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2018-11-15

آكي - أعلن رئيس الوفد الأوروبي لمفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست)، عن توصل بروكسل ولندن إلى اتفاق على انسحاب منظم وكذلك على مشروع لتنظيم العلاقات المستقبلية بينهما على أساس الشراكة المتكافئة.

وجاء اعلان ميشيل بارنييه مساء أمس بعد أن وافقت الحكومة البريطانية في لندن، وسفراء الدول الأعضاء في الاتحاد، في بروكسل، على مشروع اتفاق تم التوصل إليه قبل أمس وبقي مضمونه طي الكتمان.

وأوضح بارنبيه في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل أن الاتفاق يحتوي على 185 مادة وثلاثة بروتوكولات والعديد من الملحقات، قائلا إنه “اتفاق محدد وواضح كما هي الحال في كل المعاهدات الدولية”، وأن “هذا الاتفاق يعطي الأمان القانوني في كل المجالات ولكل الأطراف من أجل إدارة نتائج بريكست”، وفق تعبيره.

ويتحدث الاتفاق عن حقوق المواطنين الأوروبيين المقيمين والذين سيقيمون في بريطانيا حتى نهاية المرحلة الانتقالية، أي نهاية عام 2020، وأمثالهم من البريطانيين الذين يقيمون في دول الاتحاد الـ27، فيضمن لهم حرية الإقامة والعمل والحصول على التعويضات الاجتماعية ولم شمل العائلات مدى الحياة في مكان تواجدهم.

كما تضمّن الاتفاق التزاماً من قبل بريطانيا بالاستمرار بدفع مستحقاتها المالية حتى غاية المرحلة الانتقالية، أي احترام الموازنة المتفقة عليها بين الدول الـ28 والتي غطت الفترة ما بين 2014-2020.

وتضمّن النص، الواقع في أكثر من 400 صفحة، حلولاً للعديد من القضايا مثل الملكية الفكرية والعلامات التجارية والمعطيات الشخصية التي المتبادلة ما قبل نهاية 2020.

أما بخصوص حل النزاعات، فسيتم تشكيل هيئة تحكيم متساوية الأعضاء، ولكن محكمة العدل الأوروبية تبقى صاحبة الاختصاص للنظر في القضايا التي تتعلق بتأويل تطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي.

وتوافق الطرفان كذلك على مرحلة انتقالية تنتهي بنهاية عام 2020، على أن يتم تمديدها بعد توافق بين بروكسل ولندن لو لزم الأمر، ولكن لمرة واحدة ولفترة قصيرة، لم يتم تحديدها بعد.

أما المسألة الشائكة المتعلقة بضرورة تلافي إعادة إقامة حدود بين جمهورية يرلندا، عضو في الاتحاد، وايرلندا الشمالية، جزء من بريطانيا، فقد توافق الطرفان، كما جاء في بروتوكول خاص، على أن تبقى بريطانيا كاملة عضواً في الاتحاد الجمركي حتى غاية الفترة الانتقالية، وأن يتم تفعيل ما يُسمى بشبكة الأمان، فقط في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مغاير في إطار الشراكة المستقبلية.

وحول هذه النقطة أكد بارنييه ألا نية للاتحاد اللجوء إلى شبكة الأمان إلا كملاذ أخير، فقد “تم تعديل مفهوم شبكة الأمان بشكل يخلق أرضية جمركية مشتركة لضمان دخول البضائع إلى أراضي الطرفين وفق المعايير نفسها”، حسب كلامه.

أما بخصوص العلاقات المستقبلية، فيريد الاتحاد الأوروبي إقامة شراكة طموحة متكافئة مع بريطانيا، مبينا أن “بريطانيا ستبقى حليفنا وصديقنا وشريكنا”، على حد تعبير بارنييه.

ويريد الأوروبيون أيضاً أن يضمن اتفاق الشراكة المستقبلي تحرك البضائع بين الطرفين بدون رسوم جمركية أو حصص.

وينص مشروع الإعلان السياسي بشأن العلاقات المستقبلية على ضرورة ابرام اتفاقيات تعاون قطاعي في مجالات مثل الشرطة والأمن والسياسة الخارجية والنقل والدفاع.

هذا وجاء هذا الاتفاق بعد أسابيع من العمل المكثف سادت خلالها أجواء الشك بشأن إمكانية خروج بريطانيا بشكل قاس من الاتحاد، ما يعني أضراراً كبيرة للطرفين.

هذا ومن المنتظر أن يلتقي بارنييه برئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك صباح اليوم، ربما للإعلان عن قمة استثنائية لتوثيق الاتفاق.

ويتعين على رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عرض الاتفاق على مجلس العموم قبل نهاية العام، للمصادقة عليه، ولكن الأمر لن يكون سهلاً بسبب وجود معارضة قوية لها من قبل بعض أجنحة حزبها وكذلك أحزاب المعارضة.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024