إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

احتفال في مديرية المنية بذكرى التأسيس

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2018-11-25

احتفلت مديرية المنية التابعة بمنفذية طرابلس بذكرى تأسيس الحزب بحضور عميد الاذاعة الرفيقة داليدا المولى وكيل العميد الرفيق شادي بركات، عضو هيئة منح رتبة الامانة الامين الياس عشي، منفذ عام منفذية طرابلس الامين فادي الشامي، مدير مديرية المنية الرفيق سمير زريقة، رئيس "لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف" جمال سكاف، اعضاء هيئة المنفذية وأمناء ورفقاء ومواطنين من متحد المنية.

عرف الاحتفال الرفيق فراس صبحية الذي افتتح بالنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي ورحب بعدها بالحضور وقدم للحفل في كلمة جاء فيها "في 10 كانون الأول عام 1935 خاطبَ أنطون سعاده العالمَ من سجنِ الرَّمل. حينها شرحَ برسالةٍ مُقتضبةٍ الأسبابَ التي دفعتهُ إلى إنشاءِ الحزبِ السوريِّ القوميِّ الاجتماعيِّ، وبفعلِ صوتِ الحقِّ والحقيقةِ تبدّلتِ الأدوارُ: أصبحَ هو سجّانَ الجهلِ، كبّلَه بأصفادِ المعرفةِ وألقى المفتاحَ في بئرِ التاريخِ السّحيق.

قبل ذلك بثلاثة أعوامٍ تأسّس الحزب بشكل سريّ وحجزَ السادسُ عشر من تشرين الثاني مكانًا مضيئاً على روزنامة حياتنا. فهل نمرُّ عليه على أنه مجرّدُ رقمٍ تالٍ لما قبلَهُ وسابقٍ لما بعده؟! أم نتجدَّدُ معه ونولد فيه في كل سنةٍ ولادةً جديدة وبزخمٍ كبيرٍ يستند إلى أن الحياةَ وقفةُ عزٍّ فقط؟"

وتابع "اليوم وبعد ستةٍ وثمانينَ عاماً على تأسيسِ الحزب، وعلى الرَّغمِ من كلِّ ما مرَّ ويمرُّ على الأمةِ السوريّة، ما زلنا نحن ذلك الشبابَ الذي تحدّثَ عنه سعاده، الشبابَ النزيهَ البعيدَ عن مفاسدِ السياسةِ المنحطّةِ، الُموَحَّدَ العقيدة. إذ لم يكن السوريون يوماً أذلاءَ خائفين وما ارتضَوا قط الاملاءاتِ من أحد لا في مغاربِ الأرضِ ولا في مشارقِها.

إذا عقدتِ الشبيةُ السوريةُ عزيمتَها على بذلِ كلِّ قُواها لإنقاذِ وطنِها، أتمّت ذلك فعلاً.. بهذه الروحيّةِ العاليةِ الثقةِ بالنفسِ نقومُ هنا في مديريّةِ المنية بعملِنا الحزبيِّ غيرَ آبهينَ بنقيقِ الضفادِعِ فلن تُقعدَنا عن استمرارِنا في مسيرةِ النّهضةِ أيُّ صعوباتٍ وذبذبات. فمعلّمُنا القائلُ "ما عقدَت شبيبةُ بلادٍ ما عزيمتَها على أمرٍ إلّا وفعلَته. إنَّ الشبيبةَ العزومةَ تتغلّبُ على كلِّ المصاعبِ التي يحجُمُ الشيوخُ عن مواجهتِها بحكمتِهِم".

بعدها ألقت كلمة الطلبة المواطنة هديل علم الدين وقالت:

"تشرين، من نبض روحك كانت البداية.. بداية امل، بداية حياة.. بداية عاصفة هزت عرش البلاد.. يوم تشارك الجميع تفاصيل الفرح، و وقفوا وقفات عزٍّ ارهبت الاعداء و نشرت الارق.

نعم، انه السادس عشر من تشرين الثاني يعود ككل سنة كما عهدناه شامخاً، جباراً، مناضلاً، يحمل كل معاني الانتصار و الالق

زعيمي،

86 عاماً و نسرك السوري يحلق في الفضاء، فضاء قضية، تساوي وجودنا، نسر ينشر رسالتك السرمدية، رسالتك الإيمانية باننا قوة عظيمة، لو فعلت لغيرت وجه التاريخ.

رفقائي،

يطل تشرين من كل عام بزخات مطر تستقبلها وجوهنا كرذاذ حياة يعيد لنا مجدنا، في ظل مآسينا في امة تتصارع مع ذاتها، نقف الموقف نفسه نستقبل الرصاص كما تستقبل وجوهنا قطرات المطر.

نعم ايها الرفقاء،

نحن نحارب من اجل قضية واضحة، فلا تستهينوا بنا، فنحن نقطة الارتكاز في العمل القومي، متسلحين بفكرنا، وعلمنا، و نهضتنا لبناء انسان...

انسان يليق بحضارة كنت و ما زالت حضارة الحرية و الواجب و النظام والقوة. لذا عاهدنا انفسنا ان نسير في درب النضال لنحقق النصر بايدينا بعزّ و عزم و جهاد لتحي سوريا و ليحي سعاده.

وألقى كلمة مديرية المنية مديرها الرفيق سمير زريقة قائلاً: "في البَدءِ كانت سورية وستبقى ما دامَ بقاءُ.. وإلى سوريانا نقول ستبقَينَ ما دامت فينا عقولٌ وقلوبٌ تنبضُ بالوجدانِ القومي، وجدانٍ تؤسّسُ له وتحميهِ العقيدةُ السوريةُ القوميّةُ الاجتماعيةُ.

اتّخذ الزعيمُ أنطون سعاده قراراً مصيريًّا بتأسيس الحزب عندما قرأَ بعد تدقيقٍ ودراسةٍ المخطّطَ لضربِ وجدانِنا القوميِّ في الصّميمِ وتفتيتِهِ وتحويلهِ إلى وجدانياتٍ متناحرة. وبعد القراءةِ أتى دورُ الفعلِ بإقامةِ جسمٍ مؤسّساتيٍّ يحمي مسيرةَ النهضة.

إنَّ ثقةَ القوميينَ الاجتماعيينَ بهذه العقيدة شرطٌ أساسيٌّ لنجاحِ المؤسّسةِ الحزبية، فإيّاكم أن تسمحوا لأيِّ عاملٍ مهما بلغت قوّتُه بزعزعةِ هذه الثقة. ولا يغيبَنَّ عن بالِكُم أنّكم تنمتونَ إلى حزبٍ يقدّمُ للعالمِ أرقى المفاهيمِ والمناقبِ والقيمِ والمثلِ العليا، حزبٍ غايتُه بناءُ إنسانٍ جديدٍ واعٍ لحقيقتِه ومُصارِعٍ من أجلِها. وفي الوقتِ الذي تصارعونَ فكرياً وثقافياً هنا، يصارعُ رُفقاؤُكُم في نسورِ الزوبعةِ قتالياً في الكيانِ الشاميِّ فتحيّةً لبطولاتهم العظيمة.

نحن أبناءُ ثقافةٍ مختلفةٍ عن السائدِ تُشكّلُ أساسَ الوحدةِ الاجتماعيةِ والوعيِ القوميِّ وبها نردُّ على ما يواجهُنا من تحدياتٍ مصيريّة، إذ يدخلُ فكرُنا في كلِّ معركةٍ وجوديّةٍ غايتَها ارتقاءُ المجتمعِ ونموِّه. ولأنَّ العقيدةَ القوميةَ الاجتماعيةَ هي الأداةُ الواضحةُ والفعّالةُ لتكوينِ جبهةٍ ضدَّ الأفكارِ الهدّامة، نتسلّحُ بها لنكونَ طُغاةً على المفاسد والمآرب الشخصيّة هادفينَ إلى التّخلصِ من النزعاتِ الفرديّة والسياسةِ النفعيّة.

وتوجه مخاطباً الرفقاء في متّحدِ المنية: "تقعُ على عاتِقِنا مسؤوليّةُ استنهاضِ هذه المدينةِ من مستنقعِ الجهلِ والظلام الاجتماعيّ الحالِك. من هنا اتّخذنا في مديريّةِ المنيه قراراً بالسّعيِ الدؤوبِ إلى تحصينِ مجتمعنا الرازحِ تحتَ ضغطِ الولاءاتِ والعصبياتِ الجُزئيةِ - التصادميةِ من عائليةٍ ومذهبيةٍ واستبدالِها بعصبيةٍ قوميّةٍ تعبّرُ عن حقيقة الأمة وتضمنُ تأمينَ مصالحِ أبنائها. وإنّنا على ثقةٍ تامّةٍ بقدرتِنا على تحقيقِ هذا المسعى من خلال مفاهيمَ ومبادئَ وضعها سعاده لتقودَ المجهودَ القوميَّ الى المنحى السّليمِ وتجعلَ المنطقةَ منارةً فكريةً تشعُّ معرفةً".

وختم: "رفقائي، كلُّ ذلك بأيديكم أنتم أيّها الجيلُ النّهضويُّ العظيمُ، أيّها الحاملون الهمَّ الوطنيَّ بشجاعةٍ قَلَّ نظيرُها.

كُلُّنا تصميمٌ على السّيرِ عكسَ نهرِ التبعيّةِ والعشائريّةِ والمذهبيةِ الجارف! وكُلّنا ثقةٌ بأنّنا، وبقوّةِ إرادَتِنا، سنصبحُ نحنُ النهرَ الجارفَ وسنُعيد للمنية وجهَها الحضاريَّ المُقاومَ للاحتلالِ، الرافضَ للتقسيمِ والمتمسّكَ بوحدتِها مع عُمقِهِا السوريّ. ولتحيَ سورية وليحيَ سعاده".

كلمة المنفذية كانت مع الأمين الياس العشي وبدأ: "كيف لي أن أختصر ستة وثمانين عاماً مضوا على تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ، تلك السنوات الحافلة بالعطاء، والشهادة، والمواجهة، والتحدي، وكل أشكال الصراع، لا فرق إن كان صراعاً مع داخل مهترئ ، أو مع خارج متجبر وطاغٍ ومحتل".

وأضاف "دعوني أولاً أرحب بكم في مناسبة يتشامخ فيها القوميون كلما لاح تشرين، وتضوعت الأرض السورية بإيقاعات المطر ، ورائحة التراب، وفرحة شقائق النعمان تعربش على الروابي فتبني عرزالا هنا ، وتتلو صلاة على قبر شهيد هناك.

ودعونا نتساءل معاً: لمَ في أدبيات حزبنا العظيم تماهت كلمة " النهضة " مع كلمة "الحزب" وكأنهما في توأمة أبدية ؟

الجواب في معاني اللفظة المتجهة صعوداً دون توقف، نقول:

نهض نهضاً: قام.

نهض من مكانه: ارتفع عنه.

نهض إلى عدوّه: أسرع إليه.

نهض النبت: استوى.

نهض للأمر: قام واستعدّ.

إذاً .. في الفعل " نهض " معنى القيام الذي يقود إلى معنى القيامة، والارتفاع، والسرعة، والاستواء، والاستعداد، وكلُّها معانٍ تناقض الجلوس، والانخفاض، والبطء، والالتواء، والارتجال، ومن ثمّ التقاعس والتقاعدوالاستنقاع".

واعتبر أنه "عندما أطلق سعاده مشروعه النهضوي، وأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي ، إنما كان يعلن المواجهة المفتوحة بينه وبين كلّ حراس البوابات العتيقة الغارقة في القعود والفساد والترهل والانطواء. ومنذ اللحظات الأولى لمشروعه أدرك المؤسس أن الخوف من المواجهة يلغي الإبداع، فتصير الأرض يباباً، والعقل زنزانة، والكتاب سجناً، والعائلة عرقاً، والمدرسة معتقلاً ، والدين طقساً، والمذهب طريقة، والعادات مستنقعا، والتقاليد نفقاً، والحاكم إلهاً".

وتابع: "بين تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي واغتيال المؤسس أنطون سعاده سبعة عشر عاما، وعلى الرغم من ضيق هذه المساحة الزمنية في تاريخ الأمم، اخترق الحزب البيئات المغلقة، وأزال الكثير من الحواجز التي كانت تفصل بين متحد وآخر، بل أحياناً كثيرة في المتحد الواحد، وخاصة إذا كان هذا المتحد متعدد المذاهب والطوائف، وأعاد إلى السوريين ثقتهم بأمتهم التي ظن الكثيرون أنها ماتت، وعمل على تظهير نموذجين: نموذج الإنسان السوپرمان ، ونموذج الدولة القومية التي كان يخطط لقيامها".

وأشار أنه "منذ السنوات الآولى لاستقلال لبنان، وأهل الحل والربط يطالبون بالقضاء على الفساد، دون أن يفعلوا شيئاً.. باستثناء أنهم حولوا الفساد إلى عنوان مثير في حملاتهم الانتخابية، وإلى مادة دسمة في نزاعات طائفية كادت، في أكثرَ من مرّة، أن تلغي لبنان. وهم لو قرأوا، والمشكلة أنهم لا يقرأون وإن قرأوا لا يفهمون، أقول لو قرأوا المحاضرة الأولى للمؤسس سعاده، لوجدوا الطريق السليم في القضاء على الفساد. يقول سعاده: "نحن حركة مهاجمة تأتي بتعاليم جديدة، تهاجم بها المفاسد والفوضى... فإذا صرنا هذه القوة، وأصبحنا قادرين على تهديم كل القواعد الفاسدة التي منعت شعبنا عن حياة الخير والحق والجمال، أفنقول، بعد أن صرنا هذه القوة، إننا لا نحطم المفاسد حتى لا نتهم بالطغيان؟ لا بأس أن نكون طغاةً على المفاسد ، لأن قضيتنا ليست إلا قضية الحق والخير والجمال". من هنا.. من على هذا المنبر القومي في المنية نطالب الدولة بأن تكون طاغية على الفاسدين والمفسدين الذين عاثوا في الأرض فساداً وما شبعوا".

وأردف "نحن القوميين لن نكون شهود زور .. لا نستطيع أن نكون شهود زور إذا كنا فعلاً من تلاميذ سعاده، بل لا يحق لنا أن نشارك في ذكرى التأسيس إذا لم نكن قادرين عل تحمل تبعات الانتماء، وما رافق الانتماء من قسم". ونحن ، يارفقائي، قادرون على تحمل التبعات شرط أن نكون متحدين وأقوياء ليسير بنا المؤسس إلى النصر كما وعدنا".

وختم "أخيراً، لا بد أن أشير إلى ما قاله الرفيق ڤكتور أسعد، وكان بين الذين اعتقلوا إثر انكشاف أمر الحزب سنة 1935، يقول: "ما أشدّ ما كان اعتزازنا نحن في تلك اللحظة، وما أعظمه في وقفة العزّ تلك. كنا نكاد نرقص في قفص الاتهام إعجاباً وتحية واعتزازاً. يقال إن سعاده ترك لحزبه قضية ونظاماً. لقد ترك سعاده للأمة كلها تاريخاً مجيداً حافلا بمواقف العز".


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024