إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الارتقاء بالعلاقات اللبنانية ـ السورية أولوية وطنية

المحامي عمر زين - البناء

نسخة للطباعة 2019-01-23

خروج الحكومات اللبنانية بعد الطائف على قواعد السياسة الوطنية الاستقلالية التي أرساها الميثاق الوطني أدّى إلى نتائج أربعة:

أولها: تعريض الإرادة اللبنانية المستقلة الى قيود الارتباطات الخارجية، ما أتاح لهذه الارتباطات التدخل في السياسة الخارجية والداخلية للبنان وفق أجندتها المتعارضة أصلاً مع استقلال لبنان وسيادته وحريته.

ثانيها: تصديع الوحدة اللبنانية وعودة اللبنانيين موزّعين فريقين إلى شبه ما كانوا عليه قبل وضع الميثاق الوطني وقبل اتفاق الطائف.

ثالثها: توسيع شقة الخلاف والبعد بين لبنان وسورية أقرب شقيقاته إليه وألصق جاراته بحياته.

رابعها: تضاؤل دور لبنان وانحباسه في نطاق معيّن ومحدود جداً بعد أن كان مجاله كلّ الشرق العربي.

وبناء عليه فإنه يقتضي على المسؤولين اللبنانيين أياً كانوا، ومن أيّ اتجاه سياسي انتموا خاصة أننا نمرّ بمرحلة دقيقة جداً من وجودنا ونعاني من انكماش اقتصادي لم يشهده لبنان منذ استقلاله، أن يعوا ويتفهّموا بأنّ إنعاش الحركة الاقتصادية للبنان يتطلب التعاطي مع سورية على أساس مصلحة لبنان الوطنية والاقتصادية والأمنية والتقيّد بالاتفاقات المعقودة بين البلدين والعمل على تنفيذها.

هذا… ولا يمكن أن يحصل الانفراج الاقتصادي وينهض وكذلك لا يمكن أن نحافظ على مناعتنا الأمنية إلا بفكّ الارتباطات الخارجية ووقف الاستماع الى إملاءاتها، ووقف التوزيع الفوضوي للبنانيين، وتضييق البعد بين لبنان وسورية، وإعادة دور لبنان الريادي في المشرق العربي.

هذه القواعد الوطنية ينبغي أن يدركها المسؤولون اللبنانيون أولاً وأخيراً حيث بدونها لا ينهض اقتصادنا، وانّ فرصة المشاركة في إعمار سورية سوف تنعش اقتصادنا حتماً وعلى مدى طويل على الرغم من الإجراءات الأميركية المتخذة ضدّ سورية وسواها بخصوص تحريك العملات التي هي من نتاج المساهمة في الإعمار تحت ذريعة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

ومن أجل ذلك لا بدّ من المشاركة في إعمار سورية بشكل أم بآخر وبالإضافة للعمل الفردي التعاون مع الشركات الأوروبية والصينية والروسية مثلاً لتسهيل مهمة تداول العملة والاستفادة من خبرات الفنيين بهذه الدول.

اخيراً، نقول إنّ ضرورة الارتقاء بالعلاقات اللبنانية السورية يجب أن يفهمها القائمون على العمل السياسي، وكذلك على العمل الشعبي في الأحزاب والتنظيمات انطلاقاً من أنّ سورية هي المفتاح الأساس للبنان إذا لم يكن الوحيد على كلّ المشرق العربي خاصة في كلّ ما يتعلق بالأمر الأمني والاقتصادي اللبناني على الأقلّ، وكذلك عودة النازحين من الأخوة السوريين إلى مدنهم وقراهم يشاركوا أيضاً في إعمار سورية، ومن أوْلى منهم بذلك.

انّ العمل بعكس هذه القواعد الوطنية يمثل مخالفات صريحة للميثاق الوطني وللدستور اللبناني ولوثيقة الطائف مما يقتضي معه تشكيل جبهة شعبية وطنية لتأصيل القواعد السياسية الوطنية الاستقلالية في لبنان والتي هي من أولويات العمل الوطني والوقوف بوجه من يعبث بها، منعاً من النتائج القاتلة التي نعيشها والتي ذكرنا بعضها بداية…


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024