إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ظریف : لدینا العدید من الخیارات والانسحاب من الاتفاق النووی أحدها

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2019-02-08

ارنا- أكد وزیر الخارجیة الإیرانی محمد جواد ظریف ، أن الأوروبیین لدیهم التزامات واسعة مع ایران وعلیهم الوفاء بها، مؤكدا بأنه إذا كان الطرف المقابل لا یرید الوفاء بالتزاماته فی الاتفاق النووی، حینها سیكون لدیها العدید من الخیارات، والانسحاب من الاتفاق النووی أحدها.

وأشار ظریف فی حوار مع قناة 'آر تی' إلي أن الالتزامات تشمل ضمان بیع النفط الإیرانی والحصول علي عائداته واستمرار العلاقات المصرفیة، مضیفا أن كل ذلك جاء فی بیان مایو 2018.

وردا علي سؤال مراسلRT بشأن بیان أصدره الاتحاد الأوروبی مؤخرا أكد فیه علي مطلبین أساسیین (انضمام إیران إلي لوائح مجموعة العمل المالی، وخوض مفاوضات بشأن الصواریخ البالیستیة)، وإمكانیة تحول هذه الآلیة إلي أداة للضغط علي طهران وفرض هذین المطلبین كشرطین، قال ظریف إنه علي الأوروبیین أولا الوفاء بالتزاماتهم فی الاتفاق النووی، فهم لیسوا بمكانة فرض مطالب علي إیران.

وتابع قائلا: 'نحن التزمنا بالاتفاق النووی.. لقد أصدرت الوكالة الدولیة 13 تقریرا أكدت فیه التزام إیران بالاتفاق، والجمیع یعرف أن الولایات المتحدة هی من انسحب من الاتفاق النووی، فیما الأوروبیون لم یتمكنوا من تطبیقه'.

وأضاف ظریف: 'لا أرید أن أقول إنهم تنصلوا من التزاماتهم أو انتهكوها، لكنهم تقاعسوا عن تطبیقها، فیما یخص مجموعة العمل المالی، نحن نطبق لوائحها فی إطار قوانیننا الداخلیة، الجمهوریة الإسلامیة ضحیة للإرهاب.. نحن نكافح غسیل الأموال وفقا لقوانیننا المحلیة وما تم التصویت علیه فی البرلمان یجب أن یمر بمراحل قانونیة، ثم علینا أن نري ما سیقرره المسؤولون فی الدولة'، مشیرا إلي أن إدراج إیران فی القائمة السوداء لمجموعة العمل المالی، كان غیر واقعی منذ البدایة.

وبخصوص الصواریخ البالیستیة، صرح الدبلوماسی الإیرانی بأن الأمر لیس بتوجیه الاتهامات لإیران مثلما یفعل الأوروبیون والأمریكیون، إنما بما یحدث فی المنطقة بضخ الأسلحة الأوروبیة والأمریكیة، هذه الأسلحة تقتل الناس فی مكان ما مثل الیمن، علیهم أن یتحملوا مسؤولیاتهم. أما الصواریخ الإیرانیة فهی دفاعیة، ولم تستخدم ضد أحد سوي الجماعات الإرهابیة، فیما الأسلحة الأوروبیة والأمریكیة، تستهدف حتي الیوم المدنیین الیمنیین وأهالی غزة والضفة الغربیة، والشعب اللبنانی، والشعب السوری.

إلي ذلك، بین وزیر الخارجیة الإیرانی أنه لدي طهران العدید من الخیارات فی حال أصرت أوروبا علي فرض هذین الشرطین، مؤكدا أنه لا علاقة لهما بالاتفاق النووی.

وأفاد فی السیاق بأنه إذا كان الطرف المقابل لا یرید الوفاء بالتزاماته فی الاتفاق النووی، حینها سیكون لدینا العدید من الخیارات، والانسحاب من الاتفاق النووی أحدها.


*موقف طهران بشأن التهدید التركی باجتیاح الشمال السوری

وتحدث وزیر الخارجیة الإیرانی حول التهدید التركی باجتیاح الشمال السوری وما یمكن لإیران أن تقدمه فعلیا علي الأرض.

وأكد ظریف أن طهران تحدثت كثیرا مع تركیا بشأن عملیاتها العسكریة فی سوریا وأن المباحثات كانت ثلاثیة وثنائیة، مبینا أن الموقف الإیرانی لاستعادة الأمن والاستقرار فی سوریا وتأمین الحدود التركیة السوریة وإزالة القلق المشروع لدي أنقرة لحمایة أراضیها من الإرهاب، هو انتشار الجیش السوری علي الحدود.

وأفاد فی تصریحه بأنه لا یمكن استبدال احتلال بآخر، وأن الحل هو تحریر تلك الأراضی وانتشار القوات السوریة صاحبة الأرض وبسط سیادتها، مشیرا إلي أن إیران وروسیا جاهزتان لمساعدة أنقرة ودمشق للوصول إلي حل.

وفی رده علي سؤال بخصوص وساطة إیرانیة لعودة الحد الأدني من العلاقات بین دمشق وأنقرة، قال إنه یعتقد أن العلاقة بین تركیا وسوریا تصب فی صالح المنطقة، وفی حال طلب منا الطرفان ذلك، فنحن مستعدون للعب دور الوسیط.

وصرح الوزیر الإیرانی بأنه ستتم خلال قمة سوتشی بین روسیا وإیران وتركیا مناقشة موضوع اللجنة الدستوریة السوریة وانسحاب الولایات المتحدة من سوریا والوضع فی محافظة إدلب، بالإضافة إلي العدوان الإسرائیلی المتكرر علي سوریا.

وشدد علي أن موقف طهران واضح وأن أفضل طریقة لاستعادة السیادة فی سوریا والحفاظ علي السلام والأمن فی المنطقة، هو أن تبسط الحكومة السوریة سیادتها علي جمیع الأراضی السوریة، إضافة إلي انتشار قواتها علي الحدود بناء علي اتفاقیة أضنة أكبر ضامن لتأمین الحدود التركیة.

وبخصوص الانسحاب الأمریكی من سوریا، علق ظریف قائلا إن دخول القوات الأمریكیة كان غیر شرعی منذ البدایة، وما كان ینبغی أن یبقوا فی تلك المناطق هناك، ویجب أن ینسحبوا بشكل عاجل، مضیفا أن واشنطن توصلت إلي نتیجة مفادها أن وجود قواتها لم یكن فی مصلحة الولایات المتحدة نفسها.

إلي ذلك، نفي ظریف وجود أی خلاف بین روسیا وإیران بشأن رؤیة التسویة السیاسیة فی سوریا، حیث صرح 'بالطبع یمكن أن یكون هناك تباین فی قضایا جزئیة، ونحن نحل ذلك عبر الحوار، لدینا نقاط مشتركة عدیدة مع روسیا فی سوریا، حتي مع تركیا كذلك كانت هناك خلافات حقیقیة فی وقت سابق، ومع بدء عملیة أستانا، تمكنا من التوصل إلي نقاط مشتركة جیدة، وحققنا إنجازات كبیرة فی سوریا، حیث لم تعد هناك حرب، ولا قتلي بشكل یومی، والفضل فی ذلك یعود إلي اتفاقات أستانا والدول الثلاثة إیران وروسیا وتركیا، لقد تمكنا من الجلوس إلي جانب بعضنا بعضا وتوصلنا لحلول، وهذه هی الطریقة الأمثل لحل جمیع القضایا العالقة.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024