إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ذكرى رئيس المجلس الاعلى الامين محمود عبد الخالق

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2019-03-04

أحيا الحزب وعائلة رئيس المجلس الأعلى الرئيس الأسبق للحزب الأمين محمود عبد الخالق، الذكرى السنوية الأولى لرحيله، باحتفال في قاعة جمعية "الرابطة الأخوية" في بلدة مجدلبعنا في قضاء عاليه، حضره وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب ممثلا النائب طلال أرسلان على رأس وفد من الحزب "الديمقراطي اللبناني"، وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فيصل الصايغ، النائب عبد الرحيم مراد، نواب سابقون، رئيس الحزب الأمين حنا الناشف ممثلا بنائب الرئيس، وأعضاء بمجلس الأعلى والعمد، جنبلاط غريزي ممثلا الحزب "التقدمي الاشتراكي"، سلطان فياض ممثلا التيار "الوطني الحر"، المنفذ العام في الغرب، نزية عبد الخالق ممثلا حزب "البعث العربي الاشتراكي"، رائد الصايغ مسؤول منطقة جرد عاليه في الحزب "الديمقراطي اللبناني" رئيس بلدية المشرفة الدكتور غازي الحكيم والأعضاء، رئيس بلدية مجدلبعنا روزبا عبد الخالق الشيخان حمزة كوكاش وراجح عبد الخالق ممثلا مؤسسة "العرفان التوحيدية"، وفاعليات حزبية وروحية ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من القوميين ورفقاء الراحل.

بعد النشيد الوطني، فنشيد الحزب، عرفت الحفل زينة حمزة عبد الخالق، وألقت بالمناسبة ريما حافظ عبد الخالق، كلمة من وحي المناسبة، ثم تحدث الكاتب الأمين نصري الصايغ، عن "الأفكار المشتركة بينهما، والأحاديث التي كانت تجري بينهما، حول كل القضايا".

ثم تحدث القيادي في الحزب الشيوعي اللبناني سعد الله مزرعاني، فقال: "هو في البال، ذلك المناضل المضحي المثابر والزاهد، وهو القائد البهي الودود، الذي يرتاح المرء للقائه، يرتاح خصوصا، لمقاربته للأمور، التي تتسم بالجمع الخلاق ما بين المبدئية والواقعية، وما بين النص الأيديولوجي والحياة بجديدها وصخبها وثوابتها، ذلك أنه هو الواثق بمقاصده وأساليبه، مستمع جيد ومحاور متفهم، ودمث يدرك تباين أو تنوع المنطلقات، يحترم بعمق الاختلاف وحق وحرية التعبير عنه، بالطرق الضرورية والواقعية، بهذا الرصيد الفكري، وتلك الدماثة والثقة".

أضاف: "واستنادا إلى التجربة والتوازنات والأولويات، كان يؤيد دائما، التعاون بين القوى المتشابهة، وخصوصا بين قوى التغيير، وبالدرجة الأولى القوى غير الطائفية، هنا كان يبحث عن المشتركات، التي تنطلق من أولويات كل مرحلة في عنوانها التحرير في بعدها الوطني والقومي، أي الصراع مع العدو الصهيوني المغتصب والمحتل ومع داعميه وحماته الاستعماريين، عنوانها الثاني، التغيير في شقه المتصل بتحرير النظام السياسي، من آفة المخاصصة والنهب والفساد والتفكك والفئوية والارتهان".

وألقى النائب مراد كلمة، فقال: "عندما نحيي ذكرى الوزير الصديق والحليف والرفيق محمود عبد الخالق، فإننا نحيي ذكرى مناضل كبير، أصبح في جوار ربه، حاملا كل التاريخ النضالي المشرف، على المستويين الوطني والقومي. إن رحمة الله، ستكون في رصيده، ليدخل جنات العلى، لأن تاريخه النضالي وجهاده في سبيل أمته، هي في ميزان حسناته، وهكذا هم المناضلون الذين انتصروا لوحدة الوطن ونهضته، فأمام الرب العادل يكرم الأوفياء في عليائهم، وذكراه العطرة، ستظل تفوح في ربع الوطن وتاريخ الأمة".

أضاف: "فعبدنا الغالي، ما زال طيفه يرافقنا، لأنه واحد من رموزنا الوطنية، التي لم تهن ولم تضعف، والذي خاض بكل شجاعة معارك إصلاح النظام السياسي، الذي يولد الأزمات تلو الأزمات، في مجتمعنا الوطني، لإخراج لبنان من دائرة الانقسام والاقتتال وتحصين وحدته، ودافع عن إقرار قانون، لجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة، على قاعدة النسبية التي لا تميز بين مرشح وآخر، ليكون هذا القانون الانتخابي قاعدة الوحدة والانصهار الوطني".

وتابع: "كذلك حارب الفساد وطالب بتطهير الإدارة وإصلاح المؤسسات الخدماتية، وفي طليعتها الماء والكهرباء والطبابة والبيئة النظيفة، هذه الأمور التي تشكل أبسط حقوق المواطن في وطنه، واستمر متمسكا بثوابته، رغم كل الضغوط، فهو ابن الجبل الأشم الذي حمل من عنفوانه قوة الموقف وصلابة الاختبار، فبقي منحازا إلى الإصلاح والعدالة والتغيير في نظامنا الموروث، رافضا كل محاولات تبديل صفاته القومية بثقافات الانقسام والاقتتال، بين أبناء الوطن الواحد، فكان من أقوى المدافعين والمطالبين بوقف الحرب الأهلية وتحقيق السلم الأهلي، متمسكا بصلابة الزعيم أنطون سعادة، الذي واجه الموت صلبا، مقداما لا يلين، لأن قضيته كانت أكبر وأهم وهي الراية، التي ستحملها الأجيال، من أجل أن ينتصر لبنان والأمة".

وختم: "وكم نحن اليوم بحاجة إلى شخصيات وطنية، تحمل هذا الفكر الوطني المقاوم للظلم، لروح محمود السلام والمغفرة، وللبنان الوحدة كما أحبه أن يكون".

وألقى الوزير قماطي كلمة، فقال: "في ذكرى غيابك أبا رائد، ألمحك حيا، وألمح روحك في عليائها، تبحث عن الزعيم، أرى روحك تعانق روح أنطون سعادة، تمسكه بيده ويمسكك بيده وتحوم حول هذا العالم، تأخذه إلى فلسطين، تخبره أن حزبه الحزب السوري القومي الاجتماعي، ما زال يتمسك بمفاهيمه، مخلصا لها وله".

أضاف: "تخبره أن المؤامرة على فلسطين ما تزال قائمة، ولكنك أيضا تخبره أن المقاومة ما تزال مستمرة، وأن الشعب الفلسطيني ما زال يقاوم، تخبره أن في هذا العالم، الذي تركه واستمريت في مسيرته، متابعا كما رفاقك القوميون والقادة، تخبره أن هذه المقاومة وأن هذا الحزب القومي، شارك وبادر وتبنى وقام بعمليات المقاومة في الجبهة الوطنية اللبنانية، وقدم الشهداء وانتصر، وتخبره أن في هذه الأمة، التي طالما تحدث عنها سعادة، وطالما راهن على الخير والقوة فيها، عندما قال في كلمته: إن في هذا الأمة قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ. تخبره أننا في سوريا انتصرنا".

وتابع: "تخبره عن المؤامرة التي كانت تستهدف أيضا، في أهدافها الأخيرة فلسطين والقضاء عليها، وصفقات قرن فلسطين وإنهائها، تخبره أننا في سوريا يا زعيم، انتصرنا على المؤامرة الكونية وعلى الإرهاب، انتصرنا بإبقاء سوريا في خياراتها القومية لصالح مشروع المقاومة، وكم رقص قلب سعادة عندما علم بالانتصار، عندما أخبرته بذلك كم رقص وفرح قلبه بالانتصار، وعندما أخبرته أن نسور الزوربعة كانوا جنبا إلى جنب مع حزب الله مع المقاومة في سوريا، يقاتلون المؤامرة، ويتصدون وينتصرون إلى جانب القيادة السورية العربية القومية الثابتة".

واستطرد: "أراك هكذا، بروحك تحوم أكثر فأكثر، وتأتي إلى لبنان، تخبره عن انتصار لبنان المقاوم على العدو الإسرائيلي، وتخبره عن انتصار لبنان القوي على الإرهاب التكفيري، تخبره أن قوة لبنان لم تعد في ضعفه، وأن قوة لبنان أصبحت في المقاومة والشعب والجيش، تخبره أن هذه المقاومة، التي نظر لها، والتي طرحها في مواجهة الخطر الذي حمله في قلبه كما حمله إنعام رعد، أن يبقى الحزب واحدا موحدا قويا مقاوما، في خط ومفاهيم أنطون سعادة".

وأكمل: "وإذا بي تصل روحه إلى هذا الجبل، الذي أحبه كثيرا وعشقه وأحب أبناءه جميعا، من جميع الطوائف والمذاهب، كما أحب الوطن والأمة، نعم بهذه الروح من الجبل إلى الوطن إلى الأمة، هنا في هذا الجبل، الذي أحبه كثيرا، ورغم محبته الكبرى لأبناء طائفته الموحدين الدروز، وكذلك لكل أبناء الجبل، ولكن أراد أن يطمئن إلى أن هذا الحزب العابر للطوائف والمذاهب بروحه القومية والوطنية والخلاقة، ما زال يتمسك بأن تصبح الروح السائدة في لبنان، بين أبناء هذا الشعب، هو روح الوطن الوطنية، وأن يكون الولاء للوطن والأمة قبل الولاء للمذهب وللطائفة".

وختم "أستذكرك يا أبا رائد، أيها القامة الكبيرة في الوطن والأمة، في الحزب عندما كنت تسميني باسمي، أقول اسمنا واحد، حزبنا واحد، مقاومتنا واحدة وننتصر معا".

ثم ألقى الوزير الغريب كلمة النائب أرسلان، فقال: "في ذكرى مرور سنة على غياب المحمود خلقا، والقويم مسلكا، والثابت منهجا، والدمث طبعا، والصادق كلمة، والأبي كرامة، أستهل كلمتي مستميحا العذر لقصورها أن تعبر التعبير الصادق، الكافي والوافي لمن كان من الرجال الرجال الذين كانوا من العاملين في الحياة للحياة من أجل عزة الحق ونصرته، في إطار النظام البديع الكفيل بحسن تفعيل الطاقات والحرية الرائدة التي تنمي أداءها وتجوهر فعلها، على قاعدة القوة العاقلة الهادفة التي تأبى الاغترار بالذات بل تعمل على صقلها وعلى الارتقاء بها إلى الجوهر السامي الذي تتجلى معه بأبهى صورها".

أضاف: "هكذا، نستذكر اليوم غيابك أيها الأمين، فبعض الموت لا يعبر عنه سوى بكونه هزيمة لبعض من قيم الحياة الجميلة. لن ننساك، لن ننساك يا من تقدم صفوف المقاومة في الدفاع عن نصرة الحق. لن ننساك، تماما كما لم تنس أنت قضية فلسطين؛ فلسطين الجرح العربي النازف، فلسطين الهوية والقضية المركزية، فلسطين بوصلة الصراع مع هذا العدو الغاشم، فلسطين حق العودة. وكم نفتقد اليوم لأمثالك من الرجال الأوفياء، الذين إن وعدوا وفوا، وإن التزموا صدقوا، وإن قرروا نفذوا. كم نحن اليوم بأمس الحاجة لأصحاب الرأي الصائب والبيان الواضح، تماما كما كنتم إلى جانب رفقائكم في الحزب، وإلى جانب رفيق الدرب الأمير طلال ارسلان، الذي يصفك كموضع ثقته، وكقامة وطنية تمثل كل المروءة وروعة الحق، إذ سعيتم وإياه جاهدين ودأبتم مصممين على رفعة شأن هذا الجبل، كنموذج يحتذى به من تعايش ونهضة فكرية أردتم أن تعمموها على الوطن أجمع".

وتابع: "وفي خضم كل التغيرات التي تعصف بنا دوليا وإقليميا ومحليا، نرى أولا في الداخل أن الخطاب الهادئ الهادف البناء وحده يكسر جليد الخلافات ويخفف من التباينات ويقرب وجهات النظر، إذ الغاية واحدة والهم مشترك، وهو الارتقاء بوطننا إنسانا ودولة ومؤسسات، على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية مع الحفاظ على جمالية الموزاييك السياسية الداخلية، ومع احترام المراجع الروحية والدينية".

وأردف: "أما في العناوين الوطنية الكبرى ومع تغير موازين القوى، نرى أنه لا بد من التعاطي بانفتاح أكبر مع جميع الأطراف لمقاربة الملفات الضاغطة، ومن أهمها ملف النزوح الموكلون دراسته ومعالجته. وفي هذا السياق نكرر ما قلناه سابقا حول مقاربتنا لهذا الملف، إذ نرى أن التواصل المباشر مع الدولة السورية يبقى أنجح وأقصر الطرق لتحقيق الغاية المرجوة، وكل ما عدا ذلك يبقى في إطار المزايدات والمناكفات السياسية الضيقة التي لا طائل منها. فقد ذهبنا إلى سوريا وسنذهب إلى روسيا وسنذهب أيضا إلى مشارق الأرض ومغاربها وإلى كل مكان يمكن أن تؤتي الزيارة له نفعا حاسما في حل موضوع النازحين، إن لجهة إعادتهم وإن لجهة حسن إدارة أوضاعهم إلى حين تحقق هذه العودة، ولن تحرفنا بعض الأفكار الغوغائية المتناقضة عن اتباع هذا المسار القويم".

وختم الغريب: "أظن أن محمود لم يغب وأن دوره في الحياة لم ينته، بل انتقل من طور إلى طور، ومن جيل إلى جيل. ومن كان مثله سيتقمص في كل طور لاحق بالمناقب التي تلازم جهدها الدؤوب وفي القيم التي تهدي مساره الثابت. فمدرسة الفقيد هي مدرسة النهضة والحداثة المتجردة من الطائفية والمذهبية، مدرسة السعي للوفاق دون التنازل عن الكرامات ودون المس بالثوابت، وهذه هي رؤيتنا للبنان عموما والجبل خاصة، آملين أن نستكمل مسيرة العظماء الشجعان والزعماء الخالدين وأن نزيد من رفعة وعزة وكرامة أبناء مجتمعنا الطامحين للنجاح، التواقين للتغيير. رحم الله الغائب الغالي وألهمنا عمق البصيرة، وبعد الرؤية، لما فيه خير هذا الوطن الحبيب ومصلحته، وأدامكم الله جسورا للحق منتصرين للحياة".

وألقى الأمين حافظ الصايغ كلمة الحزب، فقال: ماذا أقول اليوم، وتشاء الصدف في أوائل آذار، رمزا من رموز النهضة، التي أطلقها إبن الأول من آذار، فالأول من آذار، هو ميلاد أنطون سعادة، واليوم ونحن نكرم أمينا مناضلا في هذا الحزب، لا بد أن نتوقف بأن التزام محمود بالنهضة وبالحزب، كان أكثر من نصف قرن، وعلى مدى أكثر من نصف قرن سويا لم نفترق يوما، في الجبل عملنا سويا على أن يبقى هذا الجبل جبل العزة والكرامة، وحاولنا أن ننشر الوعي القومي، الذي يتعدى الحواجز المذهبية والطائفية، ليكون مفهوما جديدا لهذا الإنسان، ألا وهو إنسان المجتمع، وفي هذا الجبل شاءت الظروف أن نكون سويا في خضم الحرب الأهلية، فكان محمود رائدا من رواد الوحدة، ومن رواد إطفاء الحقد والكراهية، وتفشيل مشروع الفتنة في الجبل، وقد نجحنا الى حد كبير، محمود والقيمون على سياسة هذا الجبل غير المذهبيين والطائفيين من أن نحمي هذا الجبل قدر الإمكان".

أضاف: "وفي مسيرة محمود المتدرج، كان عميدا وكنت معه في مجلس العمدة، وكان عضوا في المجلس الأعلى وكنت معه في المجلس، مسيرة إنسان كهذا اتسمت في كل سنواتها على الإيمان بالعقيدة فكرا ونهجا وقيما وأخلاقا وعلى المحبة للآخرين وعلى الحوار مع الجميع، إذ أنه لم يكن منغلقا على أحد، حتى على خصومنا السياسيين، كان محمود عنوانا من عنوان الحوار والتحالف مع القوى الوطنية الحليفة".

وتابع: "بهذا الإيمان سار محمود، وكان بقدر ما كان محبا ومرا وشرسا في علاقاته مع الآخرين، كان صلبا في داخل حزبه، ومؤمنا بمؤسساته، حريصا على تماسكه ووحدته، ولما تعرض الحزب وما زال إلى الكثير من حالات التشرذم، كان محمود صمام أمان ومرجعا لجميع القوميين الاجتماعيين، بمثل هذا يا محمود، نفتقدك اليوم، نفتقد إلى قيمك وأخلاقك وإلى رجولتك وإقدامك وإلى التزامك المطلق في هذا الحزب وفي نهجه وعقيدته ومساره".

وأردف: "وفي مرحلة الأحداث، كان محمود يريد أن يطلق هذا الحزب باتجاه البوصلة، التي من أجلها نبه سعادة، ومن أجلها كان نضال الحزب، ألا وهو فلسطين، ولهذا كان لمحمود اليد الطولى في النجاح وإنشاء جبهة المقاومة في داخل الحزب، وكم كنا نلتقي بمقاومين واستشهاديين، الذين قضوا بمواجه العدو الإسرائيلي".

واستطرد: "أذكر أن الشهيد وجدي الصايغ ذهب في عملية استشهادية، وإذ بعد يومين يعود وجدي، هل ضعفت عندما كنت تريد تفجير حالك؟ قال أعوذ بالله، وصلت إلى مكان العملية فوجدت أن أكثرية الحضور، كانوا من اللبنانيين لهذا السبب رفضت أن أقتل أبناء شعبي، وأصر على أن يعود ويذهب وذهب ونفذ عمليته الاستشهادية".

وختم "هذا الحزب الذي ناضل به محمود، ويحمل هذه القيم، كما يحمل قيم البطولة، كذلك يحمل قيم المحبة والأخلاق، هذا الحزب الذي يحمل مشروعا نهضويا سياسيا، يحمل في طياته بناء الإنسان الفرد والمجتمع، لهذا أنشأ محمود عائلة قومية اجتماعية، وكان بارا لقسمه، وفيا له، وكان محمود في بلدته عنوانا تلتقي حوله كل أبناء البلدة، دون أن يكون هنالك حواجز سياسية أو حزبية، وفي الجبل كان مرجعا للقوميين الاجتماعيين من مختلف قرى الجبل، لهذا نؤكد لكم بأن غياب محمود، لم ولن يؤثر على مسيرة محمود، الذي ترك بصماتها في بلدته ومنطقته وحزبه"، شاكرا "جميع الذين أدلوا بشهاتهم في محمود، فليس صدفة أن يكون الذين قدموا شهاداتهم هم رموز في الوطنية والنضال".

وألقى كلمة العائلة نجل الراحل رائد عبدالخالق، فقال: "مرت الأيام ومضت الشهور، وها نحن نستذكرك في السنة الأولى لغيابك، فأنت الغائب عنا، والحاضر فينا دوما، أبدا، أنت الأب الحنون الأمين الوفي، الرئيس الملتزم بالمبادئ والقيم، إننا نفتقدك في هذا الزمن الرديء، نفتقد كلماتك ومواقفك. عزاؤنا الوحيد في غيابك، هو الإرث الثمين من الفضائل والأخلاق والمبادئ، التي تجذرت في مسيرتك النضالية وأصبحت خالدة".

وختم: نعدك أن نكون أوفياء لك ولمسيرتك ونضالاتك، لتزهر في الأجيال القادمة، نتحدى الصعاب ونقف وقفات عز تليق بذكراك".


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024