إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اضرابات وصدامات خلال تظاهرات ضد تعديل نظام التقاعد في البرازيل

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2019-06-15

أ ف ب - شهدت البرازيل الجمعة صدامات واضطرابات في حركة النقل وإغلاق طرق بسبب دعوة إلى الإضراب العام ضد تعديل نظام التقاعد بالتزامن مع افتتاح مباريات كأس أميركا لكرة القدم في ساو باولو.

وكانت النقابات دعت العاملين إلى الإضراب في قطاع النقل وإغلاق الطرق في المدن الكبيرة للاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد الذي ما زال، رغم تعديله لمحاولة تمريره في البرلمان، لا يلقي شعبية إطلاقا.

وجرت تظاهرات الاحتجاج هذه بعد أقل من ستة أشهر من تولي حكومة اليميني جاير بولسونارو مهامها، لكنها أضعف من تلك التي نظمت بين 15 و30 أيار/مايو الماضي وشارك فيها مئات الآلاف من البرازيليين للدفاع عن قطاع التعليم.

لكن توقيتها لم يكن مناسبا للحكومة التي تشهد تراجعا كبيرا في شعبيتها، بينما افتتحت مباريات كوبا أميركا، كأس أميركا لكرة القدم مساء الجمعة في ساو باولو، بمباراة بين البرازيل وبوليفيا بحضور الرئيس بولسونارو.

وتحدث الموقع الالكتروني "جي1" عن تظاهرات في مئتي مدينة في ولايات البرازيلية البالغ عددها 27. من جهتها، تحدثت النقابات عن 45 مليون عامل شاركوا في الإضراب في 300 مدينة.

- "الإضراب ناجح" -

تحدثت النقابات عن إضرابات في قطاعات النفط والمصارف والبريد أيضا وكذلك المدرسين وأساتذة الجامعات التي تشهد استنفارا كبيرا بسبب اقتطاعات في ميزانية التعليم.

وجرت معظم التظاهرات بهدوء. لكن مواجهات بين رجال الشرطة ومتظاهرين وقعت خلال تفريق التجمعات في ريو دي جانيرو وساو باولو حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، حسبما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس في المكان.

وفي ساو باولو كبرى مدن البرازيل بسكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة، أعلنت الشرطة توقيف 14 شخصا هم عشرة لإشعالهم حرائق وقيامهم بأعمال تخريب، وأربعة ألحقوا أضرارا بحافلة صغيرة وهددوا سائقها.

وجرت صدامات في ريو دي جانيرو حيث تظاهر آلاف الأشخاص في جادة بريزيدينتي فارغاس.

وأكد فاغنير فريتاس رئيس نقابة المركزية الواحدة للعمال أن "الإضراب نجح على الرغم من الممارسات المناهضة للنقابات من قبل أرباب العمل والمحاكم وقمع الشرطة في مختلف الولايات".

وذكرت وسائل الإعلام البرازيلية أن كل المدن الكبيرة في البلاد شهدت اضطرابات في حركة النقل، من العاصمة برازيليا إلى سلفادور جي باهيا وريسيف (شمال شرق) وبيلو أوريزونتي (جنوب شرق) وبورتو أليغيري وكوريتيبا وفلوريانوبوليس (جنوب).

ويشكل إصلاح نظام التقاعد أحد محاور السياسة الليبرالية للحكومة بإشراف وزير الاقتصاد باولو غيديس.

وحذر غيديس من كارثة إذا لمن يتم تعديل نظام التقاعد. فصناديق التقاعد كانت تعاني من عجز قدره 83 مليار يورو في نهاية 2018، أي 5,5 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي والبلاد تشهد شيخوخة سريعة للسكان.

- "تقديم تنازلات" -

يبدو مستقبل هذا الإصلاح مهددا في البرلمان حيث لا يشغل حزب الرئيس اليميني القومي جاير بولسونارو سوى عشرة بالمئة من المقاعد وعليه عقد تحالفات صعبة لتحقيق أغلبية تتمثل بثلاثة أخماس.

وعرض مقرر البرلمان نسخة معدلة من النص الخميس، تنص على خفض التوفير لخزانة الدولة من 1200 مليار ريال (275 مليار يورو) إلى 900 مليار (206 مليارات يورو)، على عشر سنوات.

وتخلى المقرر خصوصا عن جوانب مثيرة للجدل في التعديل مثل طريقة المساهمة في صناديق التقاعد. لكن غيديس عبر عن استيائه من هذا التغيير معتبرا أن "الموافقة على صيغة المقرر تعني إجهاض الإصلاح".

إلا أن الرئيس بولسونارو رد بالقول إنه :من الطبيعي تقديم تنازلات".

في ساو باولو بدت ردود فعل السكان على الإضراب العام متناقضة. وقالت فانيلدا سوزا فييرا لفرانس برس في محطة للحافلات "إما أن يتوقف كل شيء أو لا يتوقف شيء". واضافت "توقف النصف فقط مهزلة".

أما فلافيو موريرا فأكد "لا أؤيد ذلك (الإضراب) لأنه يشل كل المدينة ويضر بالمحلات التجارية. عندما يحدث إضراب في ساو باولو يتوقف كل شيء".


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024