شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-10-17
 

العملية العسكرية التركية في شمال سورية وقائع من الميدان..

نضال حمادة - البناء

أسبوع تقريباً على بدء العملية العسكرية التركية في الشكال السوري او ما أطلق عليها الأتراك نبع السلام ، ولا تقدّم استراتيجياً يُذكر بل على عكس ما توقعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسير الأمور العسكرية والسياسية في اتجاه فشل العملية العسكرية التركية بتراكم الضغوط السياسية الأميركية والأوروبية ودخول روسيا على خط هذه الضغوط بعد إعلان الكرملين ان لا حق لتركيا بالبقاء الدائم في الأراضي السورية وبعد دخول الشرطة العسكرية الروسية برفقة الجيش السوري الى مدينة منبج وحصول اجتماع لعسكريين روس وأتراك في بلدة عون الدادات بريف حلب الشرقي بحث الوضع في مدينة منبج. وكان الاجتماع مستمراً حتى كتابة هذه الورقة أول امس .

غير أن الفشل الاستراتيجي التركي على أرض الميدان يبقى هو الأهم بعد تمكّن المسلحين الأكراد من استعادة كل المواقع التي خسروها في مدينة رأس العين، وبالتالي خرج الجيش التركي والمسلحون التابعون له من المدينة الى مواقعهم قبل بدء العملية العسكرية، في وقت دخل فيه الجيش السوري مدينة منبج، وتقدم الى سد الفرات مسيطراً على مدينة الطبقة وعلى مساحة تفوق الألف كلم مربع حولها في مشهد يعكس نصراً سورياً مقابل فشل عسكري وسياسي تركي وخسارة كردية في منبج وريفي دير الزور والرقة بعد دخول وحدات من الجيش السوري اليها.

الجيش التركي والمسلحون الموالون له استمروا في تقدمهم في أرياف مدن رأس العين وعين العرب ومنبج في عمليات التفاف على هذه المدن، بعدما فشلوا في السيطرة على رأس العين وخسروا كل المواقع التي سيطروا عليها في بداية الهجوم، وبعدما دخل الروس الى منبج برفقة الجيش السوري، وبذلك بقي تقدم الأتراك وحلفاؤهم في القرى الصغيرة والمزارع البسيطة والخالية بعيداً عن المدن الرئيسية ولا يظهر من الأداء الضعيف للجيش التركي وللفصائل العاملة تحت أمرته أنهم قادرون على تحقيق اختراق مهم في الميدان العسكري خلال فترة قصيرة تجنّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضغوط السياسية الدولية والضغوط الاقتصادية الأميركية، لذلك فإن التقدم العسكري شبه المعدوم للجيش التركي سيلقي بظلاله على اللقاء المرتقب يوم غد الخميس بين أردوغان ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي يصل انقرة اليوم الأربعاء، في وقت أعلنت فيه الرئاستان الروسية والتركية أن اردوغان سوف يزور موسكو في الأيام القليلة المقبلة، لبحث ملف التدخل العسكري التركي في الشمال السوري. ومن المحتمل أن يتم بحث ملف إدلب في هذه الزيارة، خصوصاً ان الروسي يشعر ان اردوغان قابل للتنازل هذه المرة بعد النتائج العسكرية الهزيلة لجيشه في عملية نبع السلام ضد المسلحين الأكراد.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه