شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-11-13
 

«مئات الجنود سيعودون بالتوابيت»

يحيى دبوق - الاخبار

ركّز الموقف الرسمي في إسرائيل على تموضع الأخيرة الدفاعي في مواجهة قطاع غزة، على رغم أنها هي التي بادرت إلى التصعيد. وشدّد المسؤولون، وفي مقدمتهم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، على وصف الشهيد بهاء أبو العطا بأنه «قنبلة موقوتة» لم يكن بالإمكان الحؤول دون انفجارها في وجه إسرائيل، إلا بالاغتيال. وفي مسعى واضح لفصل «حماس» عن «الجهاد الإسلامي»، حرصت تل أبيب على حصر المواجهة بينها وبين «الجهاد»، وهو ما تجلّى في امتناع جيش العدو، حتى مساء أمس، عن استهداف مواقع لـ«حماس»، مع التشديد على أن إسرائيل «غير معنية بالتصعيد»، وأن تطور الأمور مرتبط بقرار من الطرف الآخر. هكذا، بدا واضحاً أن إسرائيل تريد الخروج مبكراً من المواجهة لضمان تحقيق أهدافها في تغيير قواعد الاشتباك بأقلّ قدر من الأثمان. لكن الإعلام العبري نبّه إلى أن ردّ «الجهاد» (حتى مساء أمس) لم يأتِ بعد، وأن هذه ليست هي قوة الحركة، وأن الردّ يمكن أن يتطور إلى استهداف تل أبيب.

*عمد العدو إلى إطلاق التهديدات غير المباشرة لتظهير اقتداره*

وفيما ميّز الحذر أمس أداء إسرائيل التي حرصت على الحدّ الأدنى من الردّ بمواجهة الردود الفلسطينية، انشغلت تل أبيب بظهير نفسها ضحية عبر حملة قادتها وزارة الخارجية لحرف الحقائق. وبالتوازي، عمد العدو إلى إطلاق التهديدات غير المباشرة لتظهير اقتداره، وأنه مستعد للذهاب بعيداً، وذلك عبر الحديث عن استدعاء الجيش للاحتياط، وهو الإجراء الطبيعي لتشغيل منظومات «القبة الحديدية» وطواقم الإنقاذ، وأيضاً تخويف الفلسطينيين عبر وسائل الإعلام، بنشر لائحة أسماء لمسؤولين من الفصائل لا يُستبعد اغتيالهم في حال استمرت المواجهة.

في المقابل، طُرحت تساؤلات في الإعلام العبري حول الجدوى الفعلية للاغتيال، وما إن كان يستحق الثمن الذي لم يتبيّن ما هو بعد. من ذلك ما ورد في تقرير معلّق الشؤون السياسية في «القناة الـ13»، باراك رافيد، الذي قال إنه «لم يأتِ رئيس الحكومة أو رئيس الشاباك أو رئيس الأركان ليقول لنا إن عملية الاغتيال تحلّ المشكلة مع غزة». من جهته، وفي إجابته سؤالاً لـ«قناة الكنيست» عن إمكانية تدحرج المواجهة إلى عملية برية واسعة النطاق، حذّر وزير التعاون الإقليمي، تساحي هنغبي، من خسارة ما يزيد عن 500 من «الجنود الإسرائيليين الذين سيعودون في توابيت إلى منازلهم».


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه