شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2022-01-22 |
الامين رضا كبريت، المميّز: في الحزب، في نقابة موظفي وعمال الجامعة الأميركية، في المسرح وفي الكثير من المواقف النضالية |
نحن الذين عرفوه في خمسينات القرن الماضي فأحببناه سنذكره دائما بكثير من التقدير. قد يحكي ويكتب الكثيرون عن الامين رضا كبريت، الحزبي والمسرحي والنقابي وصاحب المواقف الجريئة الوطنية تقديراً لنضاله، ولإلتزامه المستمر بالحزب، وتعريفاً على احد امنائها في بيروت وقد سطر الكثير من تاريخ العمل الحزبي. عنه هذا القليل. بدايات الامين رضا في العمل المسرحي وقد شهدت سنوات النصف الاول من خمسينات القرن الماضي حضوراً حزبياً وشعبياً للفرقة المسرحية التي اسسها وله ولمعظم اعضائها. في الجزء الاول من كتاب "حوار مع الذاكرة" يروي الامين غسان عزالدين الدين تعريفاً على الفرقة المسرحية التي اسسها الامين رضا كبريت، التالي: 1 – الخطوة الاولى كانت بمبادرة من الرفيق رضا كبريت. وقد تم تبنيَها من قبل الادارة الحزبية المختصة. 2 – بدأت الفرقة أعمالها من الصفر وبميزانية مالية أكثر من متواضعة . 3 – جميع العاملين فيها في مختلف المجالات كانوا متبرعين. 4 – أكثر المسرحيات التي قدمت كانت من تأليف الرفيق كبريت، باستثناء مسرحية "المنبوذ" للأديب القومي الاجتماعي المناضل الكبير سعيد تقي الدين. التي قدمت على مسرح سينما الكابيتول، بحضور مؤلفها، ونخبة من رجال الفكر والشعراء، والفنانين، والقيادات الحزبية، والشخصيات السياسية. وقد اشترك ايضاً الموسيقي الرائد والمبدع الرفيق المناضل القدوة زكي ناصيف، الذي قدم، إضافة إلى عرض المسرحية، عملاً فنياً رائعاً بمشاركة طالبات قوميات اجتماعيات وقد أجمعت الصحف على نجاح أعضاء الفرقة في اداء ادوارهم. كما أشادت بما قدمه الرفيق زكي ناصيف من فنه المميز. كان للفرقة الدور الفعّال في اطلاق حركة المسرح الشعبي المتنقل. بل اقول كانت الرائدة في هذا المجال. 6 – اعتمدت الفرقة الديكور البسيط، وقدمت أعمالها في المدن والقرى، في المسارح والمدارس والحدائق والنوادي والمنازل، اضافة الى المناطق اللبنانية. قدمت اعمالها في دمشق وبعض المحافظات في الجمهورية العربية السورية. 7 - كانت الفرقة في بداية عملها احدى وسائل العمل الاعلامي الحزبي.. 8 – قامت الفرقة، إضافة إلى اعمالها المسرحية بإنشاء فرقة للرقص الشعبي، من مجموعة من الرفيقات والمواطنات. كان لها أيضاُ الدور الفعال في هذا المجال . 9 – تعاقب على تسلَم مسؤولية مدير عام الفرقة، كل من الرفقاء رضا كبريت، غسان عز الدين، نزار المحايري وطلال جرجس. نشأ الامين رضا كبريت في بيئة شعبية في منطقة البسطة. أولى تعاطيه مع المسرح كان بمشاهدة الكراكوز (محرك الدمى) وحضور مجالس الحكواتي في كل من صيدا، وهو ولد فيها عام 1932، ثم في بيروت بعد ان قطنت العائلة في البسطة. في بيروت تردد الامين رضا الى مسرح فاروق لمشاهدة مسرحيات كوميدية، وكان يحضر مسرحيات الثنائي شامل ومرعي(1) في مدرسة المقاصد ولاحقاً في قاعة "الوست هول" في الجامعة الاميركية " . عام 1952 باشر الامين رضا العمل المسرحي مؤسساً فرقة مسرحية، معظم اعضائها رفقاء ورفيقات، مقدماً مسرحيته الاولى "ليلة من المخفر" وسط ساحة في "خندق الغميق" بين البيوت والاشجار، وثم دعوة المواطنين الى سهرة سمر، فحضر حوالي 300 شخص . لعرض المسرحية استعار ثياب العسكر والميليشيات من محلات قيصر عامر. العرض الثاني للمسرحية تمّ في منزل الرفيق نزيه الاسعد في منطقة المزرعة، وانتهى باعتقال اعضائها لمدة 17 يوماً. منهم الامين رضا كبريت والرفقاء انيس ابو رافع، نزيه الاسعد، نجيب كلوب، نعيم عبد الخالق وسعيد قصابيه. بعد الاعتقال الاول، بات الممثلون يتعرضون للاعتقال والاستجواب كلما تم عرض المسرحية في المناطق اللبنانية، التي كانت تنتقل اليها الفرقة لعرض مسرحيتها "ليلة في المخفر". من الامور الطريفة ان الامين رضا اعتاد على يتم استجوابه واعتقاله في كل مرة يقدم فيها مسرحيته، فوجىء وقد قدم "ليلة في المخفر" في بلدة شتورة، ان الدرك اللبناني لم يحضر لاعتقاله مع اعضاء المسرحية توجه بنفسه الى المخفر لافتاً رئيسه الى انه قدم مسرحيته ضد الدولة زمع ذلك فلم يعتقل، أجاب رئيس المخفر ان لا معلومات وصلته بشأن ذلك. ادرك الامين رضا ان الدولة اللبنانية غيرت تكتيكها، وبالتالي عليه ان يكتب مسرحية اخرى اشد من الاولى، فكانت المدرسة القديمة ومضمونها ثورة على الرجعية. بعد ذلك قدَم الرفيق رضا والفرقة المسرحيتين التاليتين. "مجنون يحكي"، وفيها يتحدث عن القومي الاجتماعي باعتبار انهم المجانين الحقيقيين، بمعنى ان عقلهم لم يوصلهم الى الاستسلام بينما الصروح العلمية والاكاديمية لم تدع سوى الى الاستسلام (المقصود، ما بعد النكبة 1948). "حالة طوارئ"، مسرحية تحريضية في وقت ارتضى الجميع بالمساومة. اثناء عرضها في احد مسارح شارع بدارو تعرض الممثلون للضرب من قبل الدرك. الفنان زكي ناصيف يغني والرفيق (الأمين لاحقا) رضا كبريت يقود اوركسترا "الهيصة" اعضاء الفرقة: بعض اعضاء الفرقة شارك في مسرحية واحدة، هنا نعرض اسماء جميع الذين ساهموا في الفرقة: - الامين رضا كبريت . - الرفيق نجيب كلَاب، كان يخرج المسرحيات فضلا عن مساهمة بالتمثيل . - نزار حنينة. - سليم جمال الدين . - نعيم عبد الخالق . - انيس ابو نافع. - شقيقة الرفيق فؤاد. - الرفيقة نهاد شدياق . - الرفيق انطوان اكروم. - الرفيق كميل قربان . - الرفيق سعيد قصابيه . - الرفيقة وفيقة الزين . - الرفيق مصطفى خوسون. - الرفيقة ليلى شقير . - الرفيق الياس خليفة. - المواطنة اماليا ابي صالح . - المواطنة امال عفيش. - الامين محمد جيلاوي. - الرفيقة جمال صعب. - الرفيقة فكتوريا قباني ناهض. - الرفيقة سعاد ناهض . - الرفيقة ماري... . لم يتوقف الامين رضا كبريت عند البدايات المسرحية التي شكلت منطلقات هامة له. فهو بعد ان شارك في تأليف عدد من المسرحيات، مشاركاً في التمثيل فيها: الساحة، نوار، عمي يا بياع النفط، كما تعاون في الفترة 1968 – 1973 مع محترف بيروت للمسرح مع الامينة نضال الاشقر والمخرج والممثل المسرحي روجيه عساف، من اهم اعماله طبعة خاصة، المفتش العام، مجدلون، كارت بلانش، مجدلون2، اضراب الحرامية، في العام 1973 كتب الامين رضا مسرحية "الستارة" التي اخرجها الامين ميشال نبعة وقدمت على مسرح سينما اورلي (الحمرا) . شارك في التمثيل كل من نقولا دانيال، وضاح فارس، كريم ابو شقرا، الرفيق سليم جمال الدين، الرفيق بدر الحاج، نقولا فهد وغيرهم . نالت "الستارة" جائزة مهرجان دمشق الدولي للمسرح عام 1973 . قدم الامين رضا اعمال مسرحية في التلفزيون منها: مجنون يحكي، تاكسي السرفيس، شارك حسين فهمي وعادل ادهم بطولة فيلم "ملكة الحب" وكان من بين عشرة من مبدعي المسرح من عشر دول عربية واجنبية الذين كرمهم مهرجان القاهرة الدولي في الفترة ايلول 2000. هذا ليس كل الامين رضا كبريت فهو القومي الاجتماعي المناضل، المسرحي المتميّز النقابي منذ العام 1960 وصولاً الى قرار نقابة عمال ومستخدمي الجامعة الاميركية لتعيينه رئيساً مخرجاً لها مدى الحياة، يستحق ان يكتب عنه الكثير الكثير . * سيرة ذاتية - رضا محمد طه كبريت . - مواليد صيدا – عام 1932 . - الأم روفية كبريت . - اقترن العام 1958 من السيدة دنانير حبلي. - عام 1952 راح مع مجموعة من أصدقائه، يقدم مسرحيته الأولى ليلة في المخفر وسط حديقة في منطقة خندق الغميق حيث تم تركيب شبه مسرح، ثم في منازل أصدقاء. لاحقاً راح يجول في المناطق ليقدم مسرحيته النقدية اللاذعة وغالباً ما كان يتعرض للتوقيف والاستجواب من قبل قوى الأمن. - مسرحيات أخرى شهدت النور في الخمسينات: مجنون يحكي، ثورة على الرجعية، وحالة طوارئ التي شارك فيها 22 ممثلاً، وعرضت في مناطق مختلفة في لبنان. - شارك أيضاً في تأليف عدد من المسرحيات التي قام بالتمثيل فيها: الساحة، نوار، عمي يا بياع النفط وغيرها. - من العام 1968 إلى العام 1973 كان رضا كبريت في مقدمة المتعاونين مع "محترف بيروت للمسرح "الذي أسسته السيدة نضال الأشقر والممثل والمخرج روجيه عساف ومجموعة من الممثلين والمخرجين والطلاب. أهم أعمال المحترف: طبعة خاصة، المفتش العام، مجدلون 1، كارت بلانش، مجدلون2، اضراب الحرامية، إزار. - عام 1973، كتب رضا مسرحية الستارة التي أخرجها ميشال نبعة، وقدمت على مسرح سينما أورلي، شارك في التمثيل، إلى رضا كبريت وميشال نعمة، كل من نقولا دانيال، كريم أبو شقرا، سليم جمال الدين، بدر الحاج، نقولا فهد وغيرهم . - نالت مسرحية الستارة جائزة مهرجان دمشق الدولي للمسرح عام 1973 . - قدم أعمالاً مسرحية في التلفزيون منها: مجنون يحكي، تاكسي السرفيس وشارك مع حسين فهمي وعادل أدهم بطولة فيلم "ملكة الحب" . - كان من بين عشرة من مبدعي المسرح من عشر دول عربية وأجنبية الذين كرمهم مهرجان القاهرة الدولي في الفترة 1-10 أيلول 2000 . - بدورها، كرّمته نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان (إلى جانب الممثلة المبدعة برناديت حديب والمخرج عصام بو خالد). وقد سلمت وزارة الثقافة في لبنان، بشخص وزيرها الأستاذ محمد يوسف بيضون، درعاً تكريمياً للفنان رضا كبريت. - لم يقتصر دور رضا كبريت على المسرح، تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً إنما كان من أقطاب الحركة النقابية في لبنان، فلقد ساهم في تأسيس نقابة عمال ومستخدمي الجامعة الأميركية، وانتخب عضواً في أول مجلس تنفيذي لها عام 1960، ثم انتخبه المجلس بدوره نائباً للرئيس وبقي في هذا المنصب إلى أن انتخبه المجلس عام 1990 رئيساً للنقابة إلى العام 2000 عندما قررت النقابة تعيينه رئيساً فخرياً لها مدى الحياة. * رضا كبريت القومي الاجتماعي كان الشاب رضا كبريت فرخ قبضاي، كما يقول، قبل أن يتعرف إلى الحزب. لو لم يفعل ذلك لكان أصبح من قبضايات بيروت، أو لكان استمر في "حزب النجادة"، كما كان فعل لفترة قصيرة، ولكان يملك حالياً بسطات خضار في أحد أسواق بيروت يؤجرها، ويضع رجلاً فوق رجل. إلا أن الشاب رضا عرف الحزب من حلاقه زكريا حنينه، الذي كان يتردد إليه، لا ليحلق ذقنه ثلاث مرات في الأسبوع، إنما ليستمع إلى زكريا يحدثه عن الحزب ويحرّضه كي يقرأ من كتبه. واقتنع رضا وقرر أن ينتمي. إلا أنه فوجئ أن زكريا لم يكن رفيقاً في ذلك الحين. هو، والتشبيه لرضا، "مثل جرس الكنيسة يدعو الناس إلى الصلاة، ويبقى خارجاً" . وأقسم رضا أمام الرفقاء محي الدين كريدية، عبد الغني بكداش وسليم بتلوني كان ذلك عام 1952 . الاجتماع الدوري الأول الذي حضرة الرفيق رضا كان مفاجأة له. كاد يخرج هارباً. يقول أنه كان يتردد إلى محل اسكافي من آل غصوب، في محلة محطة العريس، فوجئ به على رأس الطاولة وقيل له أنه المدير إلى جانب، شخص آخر كان ضربه رضا، القبضاي، ذات يوم. آخر لم يعجبه منظره. الباقون يرتدون بدلات وكرافاتات. أراد الاستئذان للخروج. صرخ به المدرب أن يجلس مكانه. فجلس. وبقي. واستمر. وناضل كثيراً. ومنح رتبة الأمانة. وبات قومياً اجتماعياً، سنديانة، جذورها في أعماق العمق، وأغصانها ما زالت تورق ورقاً كثيراً . نموذج نادر للمواطن الذي خرج من العتمة فأنشد واطرب. وفرحنا به. هوامش: (1) شامل ومرعي: الثنائي المسرحي محمد شامل وعبد الرحمن مرعي. لمن يرغب الاطلاع الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
في: 22/01/2022 لجنة تاريخ الحزب
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |