شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2022-09-02 |
من ملاحم النضال القومي الاجتماعي |
اخترنا من كتاب الرفيق أنور فهد(1) ما أورده في الصفحات 98-100 وفيها الكثير من مآثر النضال القومي الاجتماعي ، ومن وقفات العز. * على أثر حوادث "صيف الدم" سنة 1958 حضر الى المركز الرفيق معين عرنوق(2) وطلب مني الاستعداد مع الناموس المساعد الرفيق عفيف الجوهري(3) للانتقال الى مصيف "صوفر" وفي أقل من ساعة كنا على أهبة الاستعداد، توجهنا الى هناك وتمركزنا في فندق "صوفر الكبير" ومن ثم انتقلنا الى بلدة "مجدلبعنا" وكان مركزنا في منزل الرفيق نعيم عبدالخالق(4)، حيث اسندت الينا مهمة تدريب القوميين الاجتماعيين، ثم انتقلنا الى "رويسات صوفر" الى ان تبلغنا وجوب انتقالنا الى بلدة "شملان" ولدى وصولنا تمركزنا في منزل ناظر تدريب منفذية الغرب الرفيق أديب فرج الله(5)، وقد كنا بامرة المنفذ العام الأمين كامل أبو كامل. لقد سهرت على راحتنا زوجة ناظر التدريب الرفيقة سلوى "أم فوزي" وأولادها: فوزي وسمير وتامر. الرفيقة أم فوزي كانت قدوة، لقد نسيت راحتها من أجل تأمين راحتنا وهي تلبي طلباتنا ورغباتنا دون أي كلل أو ملل. حاول الثوار التحرش بنا واستفزازنا ووصلوا الى مشارف "شملان" قاصدين النزول الى مطار بيروت. فكان أن تصدينا لهم وأرغمناهم على التراجع الى "قبر شمول". ولم يكن عددنا يتعدى 25 رفيقاً. لهذا فقد طلبنا النجدة، اذ لعلنا نفاجأ بهجوم وما هي الا بضع ساعات حتى وصلتنا قوة مساندة من "النبي عثمان". وعندما أعاد الثوار محاولتهم تصدينا لهم وأرغمناهم على الانسحاب مرة ثانية بعد تكبيدهم خسائر في الأرواح، وفي احد المعارك استشهد الرفبق جميل السوقي. * في أحد الأيام حضر رئيس مخفر درك سوق الغرب ليعلمني أن بين صفوفنا جاسوساً! سألته : "ومن يكون هذا الجاسوس؟ " أجابني بأنه عثر على رسالة في دائرة بريد سوق الغرب موجهة الى المختارة. أبرز لي الرسالة المذكورة حيث اتضح لي بأن مرسلها هو الرفيق جميل سماحه، ومرسلة الى الخنشارة. لكن رداءة الخط جعلت رئيس المخفر يظن بأنها مرسلة الى المختارة. وفي اليوم التالي، حضر الرفيق بشير عبيد (الأمين، عميد الدفاع، الشهيد) فأبلغني بأن الرفيق جميل سماحه(6) هو عريس ولم يمض على عرسه الا بضعة أيام. وقد ترك عروسه والتحق بالمخيم. وسألني فيما اذا كان بالامكان اعفاؤه؟ ناديت الرفيق جميل وطلبت اليه الصعود الى السيارة حيث نقلته الى بيته في الخنشارة رغماً عنه. ثم عدت في طريقي الى "شملان" وتوقفت عند محل الرفيق يوسف الريّس في "عاليه" بقصد شراء بعض الحاجيات للمخيم. دعاني الرفيق يوسف لتناول فنجان قهوة، وأثناء ذلك كنا نتبادل الحديث حيث مضى بعض الوقت ثم واصلت طريقي الى "شملان" وعند دخولي الى غرفة القيادة جلست أستريح قليلاً، فوجدت خوذة موضوعة على الطاولة التي كانت أمامي. رفعتها ووضعتها على رأسي فشعرت بشيء بارد قد سال على وجهي، مددت يدي لمسحه فاذا به دماً قانياً. وبحركة من الاستغراب سألت ما هذا؟ أجابني الرفيق فوزي فرج الله، بأنه دم الرفيق جميل سماحه. قلت له: "ولكنني أوصلته الى بيته في الخنشارة". قال: " نعم لقد عاد وترك عروسه ليؤدي ضريبة الدم. كيف لا والشهيد سماحه قد آمن بأن الدماء التي تجري في عروقنا هي من الأمة وللأمة، وهي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها ". الأمين كامل ابو كامل منفذ عام منفذية الغرب هو ابن بعقلين، وكان يعاونه في الشؤون التدريبية الرفيق مهيب خوري(7) والرفيق جان عازار(8)، وكان من عداد المقاتلين الأمناء: محمد العريضي(9)، ميشال الياس(10)، نجيب طعان صعب(11)، والرفقاء ميشال نصّار، جميل مشرقي(12)، ميشال شعيب(13)، عفيف وعارف حسان(14)، حسن بو عساف، مزيد الحلبي(15)، فيليب حداد(16)، ملحم نصر "أبو نواف"(17)، صلاح مياسي(18)، ادمون صادر(19)، داوود توما(20)، وعذراً لمن نسيت ذكر أسمائهم... ثم حضر الينا الرفيق جان مجاعص، الذي كان لا يهاب الموت، وما لا انساه أن الشبل لبيب فرج الله والشبل لبيب حداد كانا يتسابقان لمساعدتنا في املاء مذخرات الرشاشات. وقد حضر الأمين عجاج المهتار الى المخيم ليتسلم الاشراف على تهيئة الطعام للقوميين الاجتماعيين.
هوامش (1) أنور فهد: من حمص. مناضل قومي اجتماعي. حارب في الجبهة عام 1948. انتقل الى لبنان بعد احداث المالكي. نشط حزبياً وتولى مسؤوليات في كل من الشام، لبنان دولة الامارات واستراليا له مؤلف يتضمن مسيرته، ومعلومات تفيد تاريخ الحزب. (2) معين عرنوق: غادر الى فنزويلا متولياً مسؤولية العمل الحزبي ثم الى جزيرة الغوادلوب واستمر فيها ناشطاً ومسؤولاً الى أن عاد نهائياً الى بلدته متن عرنوق(طرطوس) منح رتبة الأمانة ، كان ضابطاً في الجيش الشامي. (3) عفيف الجوهري: غادر الى كوماسي وفيها نشط حزبياً وتولى مسؤوليات محلية، عاد الى بيروت وافتتح محلاً في جوار مكتبة "بيسان" للرفيق عيسى أحوش. (4) نعيم عبد الخالق: عرفته منفذاً عاماً للطلبة في الخمسينات وتولى مسؤوليات كثيرة كان آخرها في عمدة الداخلية عندما توليت مسؤولية العميد، تميز بمناقبيته وثقافته والتزامه الواعي بالحزب. كان مفتشاً مرموقاً في التفتيش المركزي. (5) اديب فرج الله: من رفقائنا المميزين في شملان، برز ناظراً للتدريب وكان منزله في شملان مركزاً للعمليات. (6) جميل سماحة: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info (7) مهيب خوري: مهيب خوري يتذكر". (8) جان عازار: من بشامون نشط حزبياً في منفذية بيروت وفي عمدة الدفاع، وكان ناموساً لها. (9) محمد العريضي: من بيصور شاعر، صحافي، ولغوي. سنعمم عنه نبذة تعريفية في وقت غير بعيد. (10) ميشال الياس: من مرمريتا. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً. (11) نجيب صعب: من الشويفات كان يتمتع بالصفاء والصدق والاخلاص. شقيقاه الرفيقان الشاعران رضا وسعيد. كنت عممت نبذة عن كل منهما. لمراجعة أرشيف تاريخ الحزب الدخول الى الموقع المذكور آنفاً. (12) جميل مشرقي: من الكيان الشامي. غادر الى البرازيل وقد التقيت به أثناء تواجدي فيها. عقائدي ومذيع قدير، عاد الى الشام ومقيم فيها. (13) ميشال شعيب: من بلدة بمكين (سوق الغرب) نشط حزبياً وتولى مسؤوليات في منفذية الغرب ، كان دائم الحضور في العمل وفي المناسبات الحزبية. وعرفت جيداً قريبه الرفيق سبع شعيب الذي نشط وتولى مسؤولية ناظر اذاعة في منفذية الغرب. كان يملك محلاً للمجوهرات والساعات في منطقة المزرعة/مار مخايل. (14) عفيف وعارف حسان: من بشامون، ومن الرفقاء الذين عرفوا الحزب مثالية في العطاء والالتزام. شكلا مع رفقاء آخرين من آل حسان، حضوراً متقدماً للحزب في بشامون ومحيطها. (15) مزيد الحلبي: من منطقة السويداء، استقر لسنوات في الشويفات. نشط في السويداء وعرفته من المسؤولين النشيطين فيها. (16) فيليب حداد: من عين عنوب. استشهد في العام 1976 مع زوجته وأبنائه الثلاثة. (17) ملحم نصر: من "عبيه". استشهد مع ابنته يزدا في المجزرة التي ارتكبها داعشيو القوات اللبنانية في منطقة والد الرفيقة ادال نصر التي كنا كتبنا عنها. مراجعة ارشيف تاريخ الحزب على الموقع المذكور آنفاً. (18) صلاح مياسي: من الجنوب السوري. (19) ادمون صادر: من الجنوب السوري. عرفته مقيماً في بلدة الحدث. منذ نيف و10 سنوات، أعلمني انه مقيم في جنوب أفريقيا . نشط حزبياً في ستينات القرن الماضي وكان الى جانب الرفيق جورج جدي في تلك المرحلة. مراجعة النبذة التي نشرتها اثر وفاة الرفيق جديّ في كليفلند، في أرشيف الحزب على الموقع المذكور أنفاً. (20) داود توما: من النبطية شارك في الثورة الانقلابية، وخرج بعد 4 سنوات (كما أرجح) غادر الى استراليا.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |