شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2022-10-12 |
الشهداء نعمة الله إبراهيم، منصور ورياض حداد، وليم نصر، ونعمة الله موسى ابل السقي عام 1958 |
كان الرفقاء منصور حداد وشقيقه رياض، نعمة الله موسى، ووليم نصر، قد إطمأنوا إلى الوعود التي قطعها الخصوم في بلدتهم إبل السقي، "فهم لهم أخوة وأهل وأقارب"، وبالتالي فلا لزوم "لأن يستمروا ملتجئين في بلدة جديدة مرجعيون، فما سيحصل لهم يحصل لجميع أهل البلدة" . فاقتنعوا بالتطمينات، وارتاحوا إلى الوعود، وعادوا إلى بلدتهم . قبل ذلك كانت منفذية مرجعيون قد طلبت إلى جميع الرفقاء الذين يقطنون في قرى غير آمنة لهم، الانتقال إلى أماكن أخرى، والتجمع حيث يمكن حمايتهم والدفاع عنهم. وهذا ما قام به الرفقاء الأربعة فانتقلوا إلى مخيم الحزب في بلدة مرجعيون، إلى أن أخذوا بالتطمينات الكاذبة فعادوا إلى قريتهم، ليفاجأوا مساء الثالث من شهر أيلول 1958 بعناصر حاقدة تداهم بيوتهم وتعتقلهم، وعلى رأسها شخص يدعى "علي الوحش". فوراً تمّ إبلاغ قيادة الجيش اللبناني في مرجعيون، ومنفذية الحزب التي راحت تتابع الموضوع. بدورهم اتصل أهالي الرفقاء المخطوفين بأحد المسؤولين في الشام ممن تربطه بالمنطقة أواصر قربى، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، وقد كان للذين قدموا التطمينات والوعود المعسولة دورهم في ذلك عبر الضغوطات التي مارسوها للحؤول دون الإفراج عن الرفقاء، الذين علم فيما بعد أنهم نقلوا إلى الأحراج بين بلدتي كفرشوبا وكفرحمام بتاريخ 7 أيلول حيث تمت تصفيتهم، ودفنهم في مكان مجهول، إذ حتى تاريخه لم يعثر على جثثهم. اذا كان التاريخ سيسجل في صفحات من نور، أسماء رفقائنا الشهداء الذين لم يتخلوا عن إيمانهم في كل الظروف، فإنه سيسجل أيضاً في صفحات سوداء قاتمة أسماء المجرمين الذين نكثوا بالوعود وخانوا التعهدات واستدرجوا رفقاءنا إلى مؤامرة دنيئة لا يتقنها سوى الجبناء. • كانت منفذية مرجعيون قد عمدت إلى إيواء الرفقاء، والعائلات التي كانت تضطر لمغادرة قراها في منطقة مرجعيون – حاصبيا في بيوت التعمير(1) الكائنة عند سفح التلة المشرفة على جديدة مرجعيون، بعد ذلك أقامت المخيم في مكان أعلى من تلك البيوت، محتفظة بعدد منها من أجل خدمات محددة (مخزن أسلحة – سجن – مستودع للمواد الغذائية الخ...). • عهدت عمدة الدفاع إلى الرفيق مسلط أبو فخر(2) بأمرة المخيم، وعندما انتقل إلى شملان للمساهمة في قيادة المعارك التي حصلت في منطقة شملان – عيناب – قبرشمون، تعيّن الرفيق محمد معروف آمراً(3). • حاول الرفيق جريس حداد – شقيق الرفيقين رياض ومنصور – (يعمل في بحمدون وكان في زيارة إلى أهله) تضليل المسلحين الذين جاؤوا مساء الثالث من أيلول يطرقون باب المنزل ويسألون عن شقيقيه. وعندما لم يجدوهما، اقتادوه إلى منزل عمته حيث ينام الرفيق منصور، ثم إلى منزل الرفيق رياض، وبعد أن أخلوا سبيل الرفيق جريس توجهوا إلى منزلّي الرفيقين وليم نصر ونعمة الله موسى إبراهيم واصطحبوا الرفقاء الأربعة تحت ذريعة أنهم يحاولون استجوابهم فقط وإعادتهم . اعتقد الرفقاء أن هذا قد يتحقق إذ منذ فترة قصيرة كان استدعي مدير مديرية "ابل السقي" الرفيق حليم السويدي للتحقيق معه في كفرشوبا، ثم أخلي سبيله . الرفيق نعمة الله موسى إبراهيم : • مواليد إبل السقي عام 1918 . • إنتمى إلى الحزب عام 1939 في منفذية مرجعيون، وتولى عدة مسؤوليات حزبية محلية، منها مسؤولية مدرب مديرية إبل السقي، ناظر تدريب منفذية مرجعيون. • انتسب إلى سلك قوى الأمن الداخلي (الدرك)، إنما صرف لاحقاً من الخدمة بسبب انتمائه ونشاطه الحزبيين. الرفيق رياض أسعد منصور حداد: • مواليد إبل السقي عام 1924 . • إنتمى إلى الحزب عام 1946 في منفذية مرجعيون . الرفيق منصور أسعد منصور حداد: • مواليد إبل السقي عام 1930 . • إنتمى إلى الحزب عام 1946 مع شقيقه الرفيق رياض . الرفيق وليم جرجي نصر: • مواليد إبل السقي عام 1930 . • إنتمى إلى الحزب عام 1948 . • تطوع في الجيش اللبناني، إنما صرف من الخدمة بسبب جهره بالإنتماء إلى الحزب. وكان قبل ذلك قاتل في فلسطين في العام 1948 . • تولى مسؤولية مدرب في مديرية إبل السقي، وساهم قي التدريب في مخيم الحزب في جديدة مرجعيون . هوامش: (1) بيوت التعمير: كانت الدولة اللبنانية قد أنشأت مصلحة التعمير بعد أن ضرب الزلزال مناطق عديدة في لبنان عام 1956، وعمدت المصلحة إلى تشييد بيوت في المناطق التي تعرّضت للزلزال من أجل إيواء العائلات المشردة . (2) مسلط أبو فخر: من شهداء الحزب في الثورة الانقلابية 1961-1962، من منطقة السويداء . (3) من الكيان الشامي، سرح من الجيش برتبة رقيب بعد أحداث المالكي، غادر إلى الأرجنتين (مدينة توكومان) وفيها وافته المنية .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |