"في ماهيّة المتّحد الاجتماعي" بحث في العلوم الاجتماعية للرفيق ايلي خوري

الامين لبيب ناصيف

"في ماهيّة المتحد الاجتماعي"، الكتاب من الحجم الوسط. 160 صفحة. هو في الأصل الرسالة التي أعدها الرفيق ايلي لنيل شهادة الماستر البحثيّ في العلوم الاجتماعية، في اختصاص الانتربولوجيا الاجتماعية والثقافية عن العام الجامعي 2010-2011.

تكريماً وتخليداً لذكرى الرفيق ايلي وعطائه، وقعت عائلته كتابه بتاريخ 31 تموز المنصرم، بحضور حشد من الرفقاء وأصدقاء الرفيق ايلي، تقدمهم الرفيق الدكتور علي حيدر ومدير عام اوجيرو، وذلك في اوتيل سيرينادا- الحمرا. وقد ذيل التوقيع على الصفحة الأولى من الكتاب، بعبارة مطبوعة تحمل توقيعه كعميد للإذاعة(1) بتاريخ 4 تموز 2014: "لنجعل من ملحمة تموز نهجاً لحياتنا، فلا نُخلي ساحات الجهاد أمام أدعيائه زوراً، مهما عظمت المغريات... ولنكن قناديل قدوة للمغرّر بهم من أبناء شعبنا".

*

ليتني عرفتك يا رفيق ايلي منذ زمن بعيد،

إذ انني عندما عرفتك كبرت كثيراً في نفسي وودتُ لو أمكنني ان التقي بك كثيراً لولا ما ألم بي من أوضاع صعبة وألمت بك ايضاً.

انت تسكن ذاكرتي وتملأ وجداني وأصنفك من بين الرفقاء الذين احببتهم ورجوت كثيراً ان التقي بهم، تماما كما هو الرفيق غندور ضاهر(2) .

قرأت كتابك وتوقفت كثيراً عند مقاطع متعددة، ولعل اكثر ما لفتني الأسلوب وسِعة البحث والدقة في المصطلحات، مما يجعل من الكتاب مرجع لأي باحث مختص.

لقد ارسيت في الحزب حضوراً لافتا يا رفيقي.

احببتك كثيراً واشعر في أعماقي بفداحة خسارتك.

*

مقدمة البحث بقلم الرفيق ايلي خوري

يتناول بحثنا مصطلح "المتحّد" الذ أثار إشكاليات شغلت، ولا تزال، علماء الاجتماع والانتروبولوجيين، وهو من الموضوعات التي تناولتها مؤلّفات وأبحاث كثيرة، فما هي الدوافع والاهداف من اختيارنا هذا الموضوع؟

لقد اخترنا هذا المصطلح كموضوع لبحثنا، ليس لدواعٍ أكاديميّة بحتة (نيل شهادة جامعية)، انما لسببٍ عمليّ نابع من اعتقادنا بأن فهم ماهيّة المتحد يساعدنا على فهم الواقع الاجتماعي وواقع الجماعات البشريّة المتنوعة من جهة، ويساعدنا، من جهة أخرى، على فهم حالة مجتمعنا كشرطٍ لتخطّي تنافر العصبيات الدموية والتصادم الإثنو -دينيّ، المنطقلة من تصورات وهميّة. وهذه العصبيّات والتصورات اللاعلميّة هي من جملة "الامراض" الاجتماعية التي يعاني منها مجتمعنا، ولا سبيل الى الخروج منها إلّا بدرسٍ علميّ للواقع الاجتماعي وفهمه فهماً دقيقاً. فنحن ننطلق إذن، في اختيارنا هذا الموضوع، من نظرة ترى أنّ البحث العلميّ يجب ان تكون فيه إفادة للمجتمع، إذ ما هي قيمة "علمٍ" لا ينفع؟!

وفي معالجتنا لهذا الموضوع حدّدنا إطار البحث في دراسة المتّحد كنوع من أنواع الجماعات البشرية ال

الطبيعية، ولم نتناول أنواع الجماعات البشريّة الأخرى إلا لماماً، معتمدين في بحثنا "المكتبي" (البيبلوغرافي) هذا، على تصنيف المواد العلميّة واستقرائها وتحليلها ونقدها، محاولين، قدر المستطاع، تجنُّب الاستنتاجات الفلسفية.

وقد تبيّن لنا أثناء عملية التصنيف أن أبرز المفكّرين الاجتماعيّين الغربيين أقاموا تعارضاً، منذ البدء، ما بين لفظتي Communauté (المتّحد) و Société (المجتمع)، لينتهوا أخيراً، الى إعلان قيام المجتمعات الصناعية الحديثة واختفاء المتّحدات.

في مقابل ذلك ثمة تحليل مغاير يرى ان البشرية تتوزع الى مجتمعات ومتحدات، وان كلّ مجتمع إنساني هو متحد اجتماعي يشتمل في الان نفسه على متحدات عديدة، وان المتّحد لا يزول بزوال صفاته السابقة واكتسابه صفات جديدة.

فهل زالت المتّحدات من عالم البشر أم لا يزال توزُع هؤلاء الى متّحدات أمراً واقعاً؟ وهل إشكالية اختلاف وتمايز مدلولات مصطلح "المتّحد" هي في اختلاف اللغات، أم في اختلاف المنطلقات التحليلية الدراسية، أم في اختلاف الواقع، أم في كلّ هذه معاً؟

*

سيرة ذاتية وحزبية

- عميد الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي

- ولد في صغبين عام 1970

- درس العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية – الفرع الرابع.

- انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في الأول من آذار 1994 في منفذية البقاع.

- عُيّن لمسؤولية ناظر إذاعة في المنفذية.

- انتقل الى منفذية الطلبة ثم الى منفذية بيروت وتحمّل فيها المسؤوليات: ناظر إذاعة، منفذ عام.

- عيّن لوظيفة ناموس عمدة الإذاعة.

- انتخب لعضوية المجلس الاستشاري والهيئة الانتخابية أكثر من مرة.

- عيّن عميداً للثقافة والفنون الجميلة، وعميداً للإذاعة أكثر من مرة.

- مارس مسؤولياته بدقة وتفانٍ، ولم يتوانَ يوماً عن القيام بواجباته حتى في أشد ساعات الألم.

- أنشأ مع الرفيقة فداء قاسم عائلة مناقبية محبة، ورزقا بوليدن فرات وجولان، وكان السند لجميع الرفقاء في أوقات الحاجة.

- تابع الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية ونال درجة الماجستير عن رسالته "في مفهوم المتحد".

- كان له دورٌ أساسيّ في توثيق كتابات الرفيق جورج عبد المسيح، وتردد إليه على مدى سنوات للتعلّم والتوثيق.

- مثّل الحزب في العديد من اللقاءات والتحالفات السياسية.

- وضع ابحاثاً ومحاضرات عديدة في شرح العقيدة السورية القومية الاجتماعية، كما اصدر العشرات من البيانات الحزبية المختلفة.

- أشرف على تدقيق ونشر الكتب الحزبية من كتب حضرة الزعيم، وكتب الرفقاء.

- إضافة الى مسؤولياته، تكلّف بمهام حزبية دقيقة في فروع لبنان والشام وفلسطين.

- ثابر على العمل الإذاعي، في جميع مسؤولياته، وأشرف على الحلقات الإذاعية في الفروع الحزبية كما أصرّ على استمراره شخصياً في إقامة الدروس الإذاعية في المناطق.

- تمرّس حتى آخر لحظة بتعليم الزعيم "كل ما فينا من الأمة ولها"، فلم يبخل في أي لحظة من حياته في إيفاء الأمة حقّها من مالٍ ووقت، فكان القدوة لجميع من عرفوه او سمعوا عنه في الالتزام بقسمه والعمل لمصلحة سورية.

- توفي بعد صراع طويل مع المرض في 17 كانون الثاني 2025.

هوامش:

(1) ايلي خوري: عميد الإذاعة عند عبد المسيح.

(2) غندور غندور: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info