شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2025-10-21 |
الرفيق الاديب سليمان كتاني |
حسناً تفعل بلديات في تكريم ادبائها ومبدعيها، تذكّر بهم، وتخلدهم عبر اطلاق اسمائهم على ساحات وشوارع او اقامة نصب وتماثيل فيها، كما هم تخلدوا في عالم الادب والفلسفة والشعر والرسم وفنون أخرى. فالناس قد تنسى بعد مئات من السنوات اسم مليكها او اميرها او رئيسها، انما لا تنسى اسماء شعرائها وفلاسفتها ومبدعيها. هكذا افلاطون وارسطو وهوغو، وابو العلاء، والمتنبي و...... في الصيف الفائت اقامت بلدية بسكنتا مهرجان "بسكنتا بلدة الارض والفكر" حيث تمّ تدشين ساحة الادباء ميخائيل نعيمة، رشيد ايوب، سليمان كتانة، عبد الله غانم بحضور رسمي وشعبي، وبرعاية رئيس الجمهورية ممثلاً بوزير العدل شكيب قرطباوي. بعد كلمة رئيس بلدية بسكنتا المحامي طانيوس غانم، تكلم كل من الدكتور نديم نعيمة عن عمه ميخائيل نعيمة، انطوان سيف عن رشيد ايوب، المحامي رفيق غانم عن والده عبد الله غانم، ورئيس اتحاد بلديات كسروان نهاد نوفل عن خاله سليمان كتانة. ولأن سليمان كتانة تميز في مؤلفاته، كما في التزامه القومي الاجتماعي، وهو كان من اوائل الذين انتموا الى الحزب من ابناء بسكنتا واستمر على ايمانه بالقضية تحت كل الظروف، نعيد تعميم ما كنا اعددناه عن سيرته الغنية بتاريخ 11/3/2010 فيتعرف الرفقاء حديثو الانتماء على احد الادباء والباحثين المميزين في حزبهم. * الحديث عن الرفيق سليمان كتاني لا يختصر في صفحات قليلة. حياته الغنية بالعطاءات الادبية، كتبه، وكثير منها حازت على جوائز، حفلات التكريم التي اقيمت له في لبنان والخارج، فهذه كلها " تستحق كتاباً مفصلاً لوفاء حقه " كما قالت "اللجنة الثقافية في بسكنتا والجوار" في الكراس الذي وزعته في حفل تكريمه، والذي نعتمده لإيراد المعلومات منه. عرفتُ الرفيق سليمان، اولاً عبر ابن شقيقته، الرفيق الدكتور عساف نعيمة، الذي خسرناه باكراً وكان كتلة اخلاص ومناقب والتزام قومي اجتماعي، ثم في زياراته الكثيرة الى الامين نواف حردان، شبيهه في الادب والتاريخ والكتابة وفي التميّز القومي الاجتماعي، كما في زياراتي الى دارته في بسكنتا، اتفقده وقد بات مقعداً، وانحني بكثير من الوفاء والحب امام جبروت انتاجه، ودماثته ورفعة مناقبه. حيـاتـه - ولد الرفيق سليمان كتّاني في الولايات المتحدة - ولاية ماين ( (Maineمدينة كاريبو (Caribo) سنة 1912. - حمله والده يوسف، وامه دليلة الى بلدتهما بسكنتا، وهو في الثانية من عمره. - تناول دروسه الابتدائية في مدارس بسكنتا، وباكراً انتقل الى معهد عينطورة، فأمضى فيه سنة واحدة، ثم انتقل الى معهد الحكمة في بيروت حيث تابع ونال شهادة الفلسفة بامتياز سنة 1932. - انضوى في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي على يد الزعيم انطون سعاده عام 1933. - عضو في اتحاد الكتاب اللبناني منذ العام 1987. - اقترن من ايلان قرباش من ذوق مكايل منذ العام 1941. - بعد تخرجه، انخرط في سلك التعليم، سحابة عشرين سنة. - توقف عن تعليم الادب العربي، الى معالجة اعمال زراعية خاصة في املاكه في مزرعة "الخلّة" شرقي بسكنتا منصرفاً الى التأليف، وراح يصدّر من فترة الى فترة كتبه المزدانة بأدبٍ أنيق، وفكر عميق، ومعالجات وفيرة الصدق، محفوفة بالرصانة، مما جعل بعضها يفوز بالجائزة الأولى، أكان ذلك في العراق او في بيروت. انتاجه هذا، هو صورته الملونة بفكره، ووحي عقيدته، وديباجة ادبه، وريادة اسلوبه، واناقة كلمته، وصدقه النفسي، وخلقه المتين. مـؤلفـاتـه(*) 1- أملٌ ويأس ( تمثيلية ) : هي باكورة ادبه، 28 صفحة، طبعة سنة 1932. كان المعلم سليمان كتاني، يعمد الى تأليف مسرحيات صغيرة في نهاية كل سنة مدرسية، يقوم بتمثيلها تلامذةُ المدرسة، متوخياً من ذلك تمرينهم على خشبة المسرح، أما الغاية من " أمل ويأس" فهي الانتصار الدائم للأمل في صراع الحياة. 2- لبنان على نزيف خواصره : يُشكّل الكتاب اطروحة، في معالجة ريف من ارياف لبنان ( وهو بسكنتا )، ويبحث الناحية الاجتماعية والاقتصادية، ثم يشير الى ان كل لبنان ينزف، ان لم يركّز تركيزاً صحيحاً على اقتصاد موجّه، ينبع من ارضه ومحاصيله، ومن طبيعة جغرافيته، المرتبطة بكامل بيئته. انه كتاب يرمز الى كلّ نقص يُضعف من وجود لبنان، وفي اي حالٍ، على لبنان الواعي ان يتدارك هذا الواقع، والكتاب مؤلف من 186 صفحة، طبع سنة 1964. 3- الامام علي نبراس ومتراس : هو نتيجة مباراة، اشترك فيها اكثر من عشرين اديباً عربياً، تلبية لنداء عامّ، وجّهته لجنةٌ في النجف الأشرف. احرز الكتاب الجائزة الاولى، وطبع في العراق عام 1967، ثم اعيد طبعه في بيروت، كما ترجم الى الايرانية، الباكستانية، التركية والانكليزية في لندن. كتاب " الامام علي نبراس ومتراس "، سيرة نفسية، عولج باسلوب لم يعرف حقل السّيرة مثله، لقد قال رئيس لجنة المباراة الكتابية ورئيس جماعة العلماء في النجف الاشرف سماحة الامام الشيخ مرتضى آل ياسين: " لعل الكتاب بأسلوبه البلاغي اول كتاب في موضوعه جاء منسجماً مع شخصية لها مثل نهج البلاغة ". كما تمكن الاديب كتاني في العنوان ان يرسم الامام بطلاً بسيفه، وعقلاً منوّراً بنهجه.. وهكذا يحمل عنوان الكتاب كلّ بلاغة المعنى، والكتاب مؤلف من 236 صفحة. 4- فاطمة الزهراء وتر في غمد: طبع الكتاب في العراق وفي بيروت في آن واحد سنة 1968 وهو مؤلف من 192 صفحة. كان وليد مباراة حققت الجائزة الاولى في كربلاء المقدسة. يشهد عنوان الكتاب، ان فاطمة الزهراء ابنة الرسول الاعظم محمد، وزوجة الامام الكريم علي. فهي وتر في غمد، اي انها الرهيفة، حرّكت على ثورة سحبت السيف من غمده. يعالج الكتاب سيرة ناعمة، اعتمدت الاسلوب القصصي المشوّق، ولقد ركَّز في التعريف عن المرأة، وكيف رافقت اباها النبي، وزوجها الامام الاول، وكيف ربّت ابنيها الامامين: الحسن والحسين، وكل ذلك ضمن سياق مشرق واسلوب ادبي رفيع. 5- محمد شاطئ وسحاب: طبع للمرة الاولى في بيروت سنة 1970 ضمن " سلسلة الخالدون "، عن دار نشر للأمين منصور عازار. نهبت الدار والكتاب في الازمة اللبنانية القاسية، ثم طبع للمرة الثانية في دار المرتضى في بيروت، والكتاب مؤلف من 260 صفحة. يجسّد الكتاب سيرة النبي العظيم، بذائفة فنية، واسلوب شيّق. 6- يسوع ابد الانسان: طُبع سنة 1979، وهو مؤلف من 365 صفحة. انه كتاب موازٍ لسابقه " محمد شاطئ وسحاب "، وهو يؤلّف سيرة يسوع، ويجسد المحبة في ابهى مظاهرها وجمالها على كثير من الكثافة، التي تزين الانسان في مجتمعات الانسان. عنوانه يدلّ اليه، ومعناه ان يسوع هو ابد الانسان، اي بدون المحبة التي عجن بها يسوع مجتمعات الانسان، تتقلص هذه المجتمعات، وتتلاشى في خيبات البغض والحقد الذليلين!. 7- جبران خليل جبران في مداره الواسع: طبع في بيروت سنة 1973، وهو مؤلف من 381 صفحة. وهو عمل تلفزيوني للقنال 11، ولهذه القنال حق اخراجه، لأنها قامت بدفع بدل اتعابه. يظهر الكتاب سيرة جبران الكاملة في ثلاث عشرة حلقة، يتحفها ادب وفن. 8- مي زيادة في بحرٍ من ظما: طُبع للمرة الاولى سنة 1984، ثم اعيد طبعه للمرة الثانية سنة 1990، وهو مؤلف من 335 صفحة. مضمون الكتاب، تسع حلقات تلفزيونية، تحمل سيرة الاديبة مي زيادة، وذلك في فنّ مسرحي أخاذ. 9- الجذور طُبع في بيروت عام 1985، وهو مؤلف من 199 صفحة. وهو بحثٌ في تظهير ادبي، لأول مهد حضاري في العالم. يعنى به الاديب سـليمان كتاني المهد الحضاري الاول، المحصور بحدود الهلال الخصيب، منذ عهود السومريين، الاكاديين، البابليين، الآشوريين، الفينيقيين، الذين هم جذور الأمة ذاتها التي لا تزال متمادية فوق ذات الارض التي هي باقية حتى اللحظة بابنائها في حقيقة وجدية الميراث. انه بحث تحديدي، تطبيقي في ماهيات نشوء الامم. 10- الإمام الحسن الكوثر المهدور: طبع في بيروت 1989، وهو مؤلف من 164 صفحة. وهو نتيجة مباراة نال الكاتب فيها الجائزة الاولى، بواسطة مؤسسة "آل البيت" في بيروت. اما سيرة الحسن هذه، فهي معالجة ممتازة لنهج الامام، الاخلاقي والاجتماعي، حيث تنازل عن الحكم في سبيل رأب الصدع وحقن دماء الامة، وجعل السياسة صائنة للمصلحة العليا في عدم هدر الطاقات الانتاجية والروحية على السواء، وجمع العراق والشام توحيداً للأمة. 11- ميخائيل نعيمه بيدر مفطوم: طُبع في بيروت عام 1990، وهو مؤلف من 371 صفحة. يحمل الكتاب الجدة والرصانة، والنقد المجرد. ما نشط النقد فيه إلا لأن ميخائيل نعيمة الاديب الكبير تعلق بمبادئ فلسفية – غيبية – قللت كثيراً من اهتماماته القومية والاجتماعية. ما عدا ذلك فإن في الكتاب تقييماً لملكة ادبية عزيزة المثال، يتمتع بها قلم ميخائيل نعيمة، وبشكل خاص وهو يعالج القصة معالجة وصل بها الى قمة من قمم الفن. 12- الامام الحسين في حلّة البرفير: طبع في بيروت سنة 1990، وهو مؤلف من 176 صفحة. كتاب الامام الحسين من ذات العجينة التي خُبز بها رغيف الإمام الحسن، ولكن بدلال آخر، يساوي دلال العنفوان الذي تسربل به هذا الامام الشهيد، مقدماً على بذل الدم في سبيل المحافظة على نبل النفس، وهي في كل حال ترفض حياة الذل، وما ذلك كلّه إلا في سبيل تقديم القدرة الحية للأمة. مؤلفاته المخطوطة 1- محاكمة هارون الرشيد: مسرحية، يحاكم فيها الاديب كتاني اميراً كبيراً من امراء الإسلام في العصر العباسي، ويتمنى له الاحاطة بمداليل العدل، وكل حق من حقوق الامة بعيداً عن استعباد الناس، والفتك بالابرياء. 2- طابخ السمّ آكله: مسرحية منسولة من بلاط هارون الرشيد، ومؤادها ان الخليفة موسى الهادي، اراد ان يوحي بالخلافة لابنه جعفر، لا لأخيه هارون الرشيد، وعزم على الفتك بامه والوزير يحيى البرمكي ثم بأخيه، فأدركت الام نية ابنها الهادي، واكتشفت انه اهداها أكلة مسمومة، فأرجعت اليه السم، بيد جارية رائعة في بلاطه ليأكله وهكذا اكل السم طابخه. 3- المهلّب بن ابي صفرة: عمل تلفزيوني، طلبه المخرج التلفزيوني الاردني، عدنان الرُّمحي، اما المهلّب فهو قائد عظيم عاش زمن ايام الحجّاج بن يوسف، واستلم مقدرات الشرق العربي كله، وكان بخلاف الحجّاج، متروياً وموزوناً، ومقتصداً جداً بهدر الدماء، وهذا ما جعل المؤلف مقدراً لقيمة الرجل. اليها، ثمة سلسلة من المقالات، والدراسات الادبية، والمعالجات الرصينة الهادفة، والقصص الرشيقة. اعماله هذه، بذات القيمة الادبية المتصف به اديبنا الكبير سليمان كتاني. (*) نقلاً عن الكراس الذي اصدرته "اللجنة الثقافية في بسكنتا والجوار".
|
جميع الحقوق محفوظة © 2025 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |