... إن الذين حاربوا النهضة السورية القومية الاجتماعية هم فريقان من الرجعيين: فريق الضاربين على وتر الجامعة العربية ــ الإسلامية (المحمدية)، والضاربين على الوتر الانفصال اللبناني الماروني. والأولون يكذبون على الناس قائلين أن الحزب السوري القومي الاجتماعي عدو للعرب والإسلام. والآخرون يقولون أن الحزب السوري القومي الاجتماعي عدو للبنانيين والمسيحية. وكل من رجع إلى مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي ووثائقه الرسمية يتأكد أن الفريقين يخدعون الناس وينافقون في الوطنية.
ومع ذلك فإني أشعر أنكم ترغبون وتتوقعون مني تصريحاً عن موقف الحزب من العالم العربي ومن لبنان. ففي المسألة الأولى أقول أن الحزب السوري القومي الاجتماعي يعد سورية أمة من أمم العالم العربي وقد صرحت في أول آذار الماضي أنه متى كانت المسألة مسألة مكانة العالم العربي كله وكرامته فنحن جبهة العالم العربي وسيفه وترسه. ولكننا نحسب ونؤكد أن الوجهة القومية الصحيحة تتطلب منا أن نفهم سوريتنا وأن نعمل ضمن نطاق شعبنا.
إن العالم العربي لا يمكنه أن يستفيد من سورية منقسمة على نفسها مجزأة بين الأحزاب الدينية ورازحة تحت نظام اقتصادي ــ سياسي فاسد. فالنهضة السورية القومية الاجتماعية تعمل لتوحيد سورية وتجعل العصبية القومية تنتصر على العصبيات الدينية المتنافرة لإقامة العدل الاقتصادي ــ الاجتماعي الذي يؤهل سورية لأن تكون أمة حية. ومتى صارت سورية ناهضة قوية كما يريدها ويعمل لجعلها الحزب السوري القومي الاجتماعي، أيوجد عاقل واحد، غير مصاب بمرض النفعية، يعتقد أو يقول أن ذلك يكون ضد مصلحة العالم العربي؟
ولكن المنافقين الذين يحاربون الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يهمهم ما يكون مصير سورية أو ماذا يكون مصير العالم العربي. أولئك لا يهمهم سوى ما ينتفعون. وإذا كان للعالم العربي أعداء داخله فأولئك هم أعداؤه وساؤا مصيراً.
وفي المسألة الثانية أقول: أن الحزب السوري القومي الاجتماعي قد أوجد أساس الوحدة القومية التي تنفي جميع الأسباب التي أدت إلى فكرة الانفصال. ولا يوجد في لبنان جنس منفصل عن الجنس السوري. وجميع الأسباب الاجتماعية والاقتصادية تقضي بأن اللبنانيين هم سوريون لهم حقوق في سورية كلها وبأن انفصال لبنان عن جسم الوطن السوري ليس له نتيجة غير انحطاط اللبنانيين واستضعافهم واستعبادهم.
وقد قلت وأكرر القول أنه إذا كان للشعب اللبناني أعداء من داخله فهم أولئك الذين يقبلون الإيعاز الأجنبي بعزله وجعله تحت رحمة المطامع الأجنبية والذين يحاربون فكرة الحزب السوري القومي الاجتماعي التي تفتح باب الحياة القومية والسيادة القومية في وطن كبير، حر، سعيد، أمام اللبنانيين.
نُشرت في "الزوبعة" في أول شباط 1940 ـ وقد ألقيت مساء السادس والعشرين من كانون الثاني 1940.
|