إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لغز الحياة

د. عبد الله راشد

نسخة للطباعة 2006-05-06

ما هو لغز الحياة ؟ من أين وإلى أين ولماذا؟


إن لغز الحياة للكائن الحي يعني إيجاد طريق في الحياة وتحديد الهدف في نهاية هذا الطريق .


أما كل حياة عدا عن ذلك هي عيش ٌ فقط يتساوى معناها ومعنى عيشُ المخلوقات الأخرى .


وأن يعيش الإنسان بلا مستقبل أو بلا شعور بالمسؤولية أو أن الحياة لغز يستحق خوضه واستكشافه فهذا تجرد عن أعمق خصائص الإنسان .


لغز الحياة هو الخوض في خضم الجماعة الإنسانية ، لا التنسك عن عالم الصراع الإنساني واللجوء إلى الأديان والحلول الغيبية . ذلك هو انحطاط لأسمى قيم الحياة الإنسانية فإما أن ينغمس في عيش ٍ حقير ٍ لا مخرج منه إلا في الموت أو الخروج عن نطاق " العيش " ، وذلك يعني ثورة كلية على أعمق قضايا الوجود ، فثورة كهذه تعني صراعاً بين حياة لا تأبه للموت نهاية لها ، وعيش ٌ يُؤْثر الموت خوفاً من عيشٍ ينتهي بالموت .


فالذين يسيرون مدفوعين بإرادات خارجية أو مجرورين بخصوصياتهم يفوتهم العز في الحياة ، في تحقيق الأفضل في المجتمع كله .


هم نقيض مع الذين يعطون للأمة مالها فيهم من طاقة حتى الدم ، وهم لا يتساوون في المقاييس الحياتية السامية بالذين يتاجرون بمقدرات أبناء الشعب ، حتى الدم .


الذين يعملون لتتوافق خطاهم مع خطط صناع السياسة الطامعين بوطننا وبخيراته وبشعبنا وبجهده ومقدراته ، لا يستوون في سلم الأحياء ومراقي الحياة مع الذين ينفذون إرادة الأمة الحية في أن تكون سيدةً على مصيرها وعلى أرضها ووطنها .


الذي أطلق الأمة من عقالها فنهضت وسارت في طريق العز والعظمة اللا محدودة ، أعطى دمه من أجل أرض الوطن بكل شبر منه .


والذي أعلن باسم الشعب السوري كله الحرب على عدونا الأبدي " اليهودية العالمية " ، ورفض باسم الملايين من السوريين ، كل قرار فيه تهاون بالحق الحق القومي الطبيعي ، كان دمه مهراً لهذا الإعلان الإرادي .


الذين يسيرون في طريق الحياة يعرفون وقفة العز من أجل الشعب ويرفضونها اقتتالا ً هادرا ً للطاقة واستسلاما ً وتواكلا ًعلى الخارجي والأجنبي .


الذي مات من أجل وطنه لا تفيد شهادته الذين ارتضوا بتمزيق الوطن .


الذين يحبون الحياة ويحبون الموت متى كان طريقا ً للحياة ، ويؤمنون أن أزكى شهادة في الحياة هي شهادة الدم ويعتقدون اعتقادا ً صادقا ً أن الدم وحده ينقذ الأمة من الأنجاس فيها ويغسل عن البلاد الرجس الذي عليها .


الذين سقطت أجسادهم ليفرضوا حقيقة نفسية هذا الشعب العظيمة بلا حدود والتي فرضت وجودها على هذا الوجود الإنساني .


لذلك كان السادس من أيار ذكرى من سقطوا في العراك شهادة للحق ، حقنا في الحياة .


ما أروع ما قام به شهداؤنا . ما أزكى شهادتهم لحقنا في الحرية والحياة العزيزة .


إن الواعون المتمرسون بصراع الحرية لن يتوانوا في الصراع في طريق الحياة ... نحو وقفة العز ! .


لأنهم يعرفون الحياة ويعرفون الموت متى كان طريقا ً للحياة .


لأن الحياة كلها وقفة عز فقط !!



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024