إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الزوبعـَة ورشيد الخوري

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1940-12-15

إقرأ ايضاً


ان المقالات الافتتاحية التي تنشرها "الزوبعة" في نقد شعر "القروي" قد أحدثت ضجة في أكثر الأوساط. ولكن بعض الذين يحبون الشفقة والرحمة يريدون أن يكونوا شبه وسطاء في الأمر فهم كانوا يقولون: كفاه. أي أن نكتفي بما نشرناه إلى الآن.

والذي نقوله في هذه القضية أن القروي هو الذي جنى على نفسه. فالذي يعرف انه بسيْن لماذا يرمي نفسه بين مخالب الأسد؟ أي أن القروي هو الذي بادى القوميين بالعداوة. وهو الذي قال عن زعيمهم أشياء هو يعرف أنها غير صحيحة.

القروي واحد من الذين لم يستطيعوا أن يعملوا شيئاً حقيقياً أمام البلاد فاكتفوا بأن يخربوا مساعي العاملين. ثم قاموا يسمّون هذا التخريب "عمل" يستحقون عليه المجد والشهرة ... ثم الخلود.

هذه الطبقة من "قواد الفكر" هم أكبر مصائب البلاد على الاطلاق لأن غايتهم ليست مصلحة البلاد بل هم يحاولون المحافظة على مجد أنفسهم. هم يريدون أن يقولوا عن تفكيرهم أنه صحيح مهما قامت الأدلة على فساده. هم لا يرضون أن تظهر نظرياتهم كسيحة مفلوجة أمام النظريات القومية الجديدة. هم يريدون أن تبقى عقليتهم القديمة خالدة ولو بقيت الأمة خالدة بشقائها وفقرها وتعاستها وبؤسها.

فهؤلاء الوسطاء يستعملون رحمتهم في غير موضعها لأن في الوسط مصلحة أمة. وكل شفقة تكون ضد مصلحة الشعب هي جريمة.

ليتركوا البسيْن بين يدي الأسد ويتفرجوا من بعيد. ان "الزوبعة" تجعل من رشيد الخوري أمثولة لكل "قواد الفكر" الذين من طبقته. وكل ما على هؤلاء أن لا يستعجلوا فكل واحد سيأتي دوره.

ان القوميين لا يعتدون على أحد. ولكنهم يطلبون من أنصار الرجعة أن لا يقفوا في طريقهم. هو يريدون بقاء كل شيء على حاله ويقاومون كل فكرة جديدة. ونحن نتركهم في جمودهم ليموتوا موتاً طبيعياً.

ولكن الذي يطرح نفسه بين أنياب الأسد ليموت قبل أجله يجب أن لا يلوم غير نفسه؟


"الزوبعة" العدد 10، 15 كانون الأول 1940.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024