لم يمنع الطقس الذي ينبئ بالعاصفة ، ولا الغيوم المتلبدة ، ول"> SSNP.INFO: الأمين داوود سليمان باز
 
 إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأمين داوود سليمان باز

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2007-06-13

نشرت " البناء" في عددها 905 بتاريخ 10/01/1998 ملفاً خاصاً برحيل الأمين داوود باز قالت :

لم يمنع الطقس الذي ينبئ بالعاصفة ، ولا الغيوم المتلبدة ، ولا البرد الذي احتل القمم ، كل هذا لم يمنع المواطنين .. والقوميين الاجتماعيين من التقاطر من مساحات الوطن لوداع الأمين داوود باز .. هناك في بلدته الجردية اغميد ..

طوى قامته الباز .. ورحل ، هكذا دون وداع ، قبل يومين من الوداع رتب هندامه لحضور جلسة المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي ، لكن قدراً حجرياً انقض على رأسه ، فأدخله مشفى الجامعة الاميركية وجعل قيادة الحزب تنتقل الى الطوارئ في الجامعة لتتابع عن كثب وضع الامين باز الذي توفي صبيحة اليوم التالي ..

وهكذا جاء المحبون من كل حدب وصوب تلفهم مأساة ووجوم غياب الامين ، جاؤوا لوداعه من جهات الوطن ، وليقولوا لحضوره الكثيف ، ها نحن نتمسك بالراية وبالمستقبل . وسط هذا الجو شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي واهالي الجبل وبلدة اغميد فقيدهم الامين داوود باز عضو المجلس الاعلى في الحزب يوم الثلاثاء 23 كانون الاول 1997 في مأتم مهيب وحاشد شارك فيه الآلاف من القوميين والمواطنين والاصدقاء وقيادة الحزب وعدد كبير من الرسميين والنواب وممثلي الاحزاب والقوى السياسية والفصائل الفلسطينية ورجال الدين وفعاليات ثقافية وعسكرية وتربوية ومهنية ووفود شعبية من المناطق والقرى ، تقدمهم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين علي قانصوه .

ترأس الصلاة الاسقف الياس نجم ، وبعد كلمته ، كانت كلمات لكل من شقيقه الرفيق ايليا ، خالد نجم عن اهالي اغميد ، ورئيس الحزب الأمين علي قانصوه الذي قال فيه :

" لو كانت حياتك ، صورة عن السائد والمألوف ، لو كانت ركضاً وراء عيش او مال او اي هدف شخصي ، لما عنت لنا شيئاً ، لما هزت فينا وجداناً ، ولا خاطبت عقلاً ، لكن حياتك شكلت مساحة للصراع من اجل قضية تساوي وجودنا ، شكلت حياتك هذا النموذج ، بفعل اختيار حر ، وقرار حر ، واتجاه حر ، حينما آمنت بمبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية ، وانخرطت في صفوف حزبك تناضل من اجل انسان جديد ومجتمع جـديد ، وعلى مذبح هذا الانتماء ، وهذا الالتزام ، دفعت الاثمان الغالية ، كما دفع آلاف من السوريين القوميين الاجتماعيين ، اضطهدت ، وشردت ، وتعرضت لشتى ضروب التعذيب والقهر والفقر والعوز ، وبقيت شامخاً في مواقع الصراع ، جندياً وقائداً ، عضواً في الحزب ، ومسؤولاً تدرج في كل مراتب المسؤولية من مفوض ومدير ، الى عميد وعضو في المجلس الاعلى ورئيس .

وعلى امتداد هذا التاريخ النضالي ، ما لانت لك عزيمة ، ولا شدّك اغراء ، حتى في عز الشدائد والملمات ، أذكرك جيداً يوم حاصر يهود الداخل بيروت ويوم نكلوا بأكثر من رفيق ، كيف بقيت شامخاً كالسنديان ، يدك على الزناد ، تنظم الزمر وترفع المعنويات ، واذكرك يوم هاجم يهود الخارج بيروت ، ودخلوها ، كيف انتفضت على الهاربين والمهرولين والخائفين ، ورحت مع نفر قليل من قيادات حزبك ، تخططون لعمليات مقاومة ضد العدو ، وكيف صغتم من تحت الادراج المعتمة ، بيان عملية الويمبي وغيرها من العمليات ، فأي نبض نضالي هذا الذي كان يخفق بين جنبيك ، فيجعلك في حركة دائمة ، تروض المكان وتحترق لتختصر الزمان بوقفات عزّ لحزبك ، وعينك ابداً على رفقائك ، ولا يمرض احد منهم الا وتكون السباق لزيارته ، ولا يموت احد منهم إلا وتكون في طليعة مشيّعيه . بعض الناس تسكنهم اهواء السلطة او الجاه والمال ، اما انت فكنت مسكوناً بالحزب والقضية أعطيت عمرك لهما ، محترفاً لا ترفاً ، حتى صرت بحق خبيراً بشؤون النهضة وشجونها " .

- ولد الأمين داود في بلدة أغميد (قضاء عاليه) عام 1939 .

- انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1957 ، في مديرية عين داره .

- مجاز في الفلسفة والعلوم الاجتماعية .

- حائز على رتبة الامانة منذ السبعينات .

- تولى مسؤوليات : منفذ عام الشوف ، منفذ عام بيروت ، منفذ عام الطلبة الجامعيين والثانويين ، وكيل عميد الداخلية ، وكيل عميد الدفاع ، معتمداً مركزباً لبيروت في فترة الاجتياح "الاسرائيلي" لبيروت عام 1982 .

- انتخب رئيساً للمجلس الاعلى فرئيساً للحزب .

- مثل الحزب في مراحل مختلفة من العمل الوطني المشترك وشارك في تمثيله في مؤتمرات قومية وعربية .

تقبلت قيادة الحزب وعائلة الامين الراحل التعازي في قاعة النهضة – منطقة البريستول – حيث تقاطر اليها حشد من الرسميين والشخصيات السياسية والحزبية والنقابية والثقافية والعسكرية ومن القوميين الاجتماعيين من مختلف المناطق اللبنانية .



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024