|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
الامين مطانيوس جريج - 2 | |||
| |||
عندما يتكلم الابن او الابنة عن والدهما تدرك اكثر ، من كلامهما ، كم كان قوميا اجتماعيا في تجسيده للقسم عبر بناء عائلته ، واشعاعه في محيطه . والكلمة التي نشرتها الرفيقة كميليا جريج عن والدها الامين مطانيوس في العدد تشرين الثاني – كانون الاول 2001 من مجلة " البناء – صباح الخير " تحكي لنا المزيد عما كنا نعرفه في الامين مطانيوس ، صدقا عن الالتزام ووفاء لايمانه القومي الاجتماعي . قالت : أزهر النرجس الذي زرعته يا ابي عن عمر عام ، وبقي الياسمين لم تزرعه بعد . كثيفة هطلت الامطار يا ابي بعد موتك .. اراحتك الديمة ( المطرة الاولى ) من ريّ الزيتون .. ولكن هذه المرة الى الابد . هل نصدق ان الرجل الذي يحب الحياة ... رحل ! هل نصدق اننا لن نرى بعد منسق الاحلام وزارع الامل ! رحل من كان طيبا ليفهم الناس . ورحل من كان حنونا ويخفي حنّوه بهيبة . راح من كانت له قدرة رهيبة على كبت مشاعره وعواطفه عنا دون باعث .. للكبرياء فقط . نعرف كم احببتنا يا والدي . رحل دائم الابتسامة والساخر ابدا بالحياة . انني يا ابي اجد اليوم وانا اذكر وجهك المبتسم ان الابتسامة هي قوة منيعة داخل الانسان ... قوة تجعل فهمه مشبوها في عيون الآخرين . فما اعطي لكل الناس ان يفهموا صمت العيون وما اعطوا جميعهم فهم حزن الابتسامات . وانت كنت حزينا ، لكن اِفرح . كان لديك هذا المزيج الغامض والجميل بين الفرح والحزن ، بين الضحك والبكاء ، بين الحياة والموت ... لوهلة عرفت فيها انك لم تعد حيا ، شردت في المدى . حزينة انا .. لماذا ؟ حزينة على موتك ام على فقداني لك .. هل نحن نحزن على البشر ام على فقداننا لهم ؟ هل نحن نحزن عليهم ام لغاية في نفوسنا ؟ ولكنك انت كنت جزءا كبيرا من نفوسنا وما كنت تعرف وما كنا نعرف .. مكانك في نفوسنا وردة ربيعية بعمر آذار ، حمراء كالدم جميلة .. اشواكها كرحيلك تجرحنا في الصميم . نحن نضحك يا ابي لحاجة في داخلنا ولكن البكاء ينفع في بعض الاحيان لانه يغسل مرارة الالم . احببنا سعاده لانك صوّرته لنا بطلا ، زعيما خالدا . احببنا الحزب لاننا رأينا ممارستك فيه ، وما عرفناك الا سوريا قوميا اجتماعيا ملتزما مبادىء النهضة . كان الحزب اساسا في تربيتك لنا ، انت وامي اطال الله بعمرها . لم نعرف الحزب مؤسسة بل مسيرة حياة ونهج تربية وقيما انسانية سامية .. وعندما كبرنا عرفنا الحزب كتبا ومؤسسات . غيّبك الموت عنا والموت قدر لا بدّ منه . موتك علّمنا قيمة الحياة واقسى ما في الموت انه يحوّل كل مقاييس الحياة الى ذكريات وصور . لم تزرع الياسمين يا ابي ، لكنك صنعت ناهية وعبود وهيلانة ونجلا وعليا وربيع وكميليا ... فتحية لك وتحية لامي . نعدك بان نزرع الياسمين وأن نعتني بالنرجس والزيتون والليمون .
|
|||
جميع الحقوق محفوظة © 2024 |