شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2008-07-19
 

تموزُ

عبد الله راشد

إطلاقُ رصاصٍ كثيفْ . تأرجحٌ غريبْ لم يشعرْ بمثله من قبلْ . اهتزَّ جِسمهْ .

نام على الترابِ بهدوءْ ... بعد سهرٍ طويلٍ مضنٍ .

تَوسَّد وجهه الترابْ .

استرخت يده على الترابِ النديِّ وامتزجت فيه .

مادةٌ عزيزةٌ غاليةْ صَبَّت على وجههْ ، شَعر بها تَفاعل معها وامتزج بها .

شَعر بنشوةٍ لم يشعر بها قطْ عبر سِنين عُمره .

نبتةٌ خضراءُ صغيرةْ ، راحت تكبرْ ، شجرةٌ وجدت ماءها وأرضها .

انتعشتِ النبتةُ ... امتدتْ فروعُها في السماءِ وأزهرت زهراً أحمرا .

تموزُ أو أدونيسْ

المسيحُ أو كربلاءْ

دلالٌ ووجدي وسناءْ

أنطونُ سعادةْ

هذا الفعل الاستشهادي المتأصل في أمتنا في نفسيتنا في حضارتنا في روحيتنا هو فعل ما بعده من فعل .

إن الشهادة عندنا هي بإيمان قومي وعقيدة اجتماعية ومناقب سامية وأخلاق هي أخلاق الثوار الحقيقيين لأننا مؤمنون أننا نمثل شرف الأمة .

يقولون لنا أنتم مثاليون ومثاليتكم جَنَتْ عليكم .. نعم .. نعم نحن مثاليون وسنبقى هكذا ... وسنتحمل كل أوزار مثاليتنا . إذ ماذا تعني الحياة بدون مثل عليا ..

إن لنا مفاهيمنا وقيمنا التي نحيا لها ونموت لأجلها ، وبدونها ليست الحياة حياة .

إنها الحرية والواجب فالنظام والقوة .

نحن نستشهد باعتزاز ونودع شهداءنا باعتزاز ..

نحيا بعز ونموت بعز ..

الذين يرثون لحالنا هم .. هم جديرون بالرثاء ..

الذين باعوا أنفسهم للحقدِ الطائفي يستحقون الرثاء ..

الذين فقدوا إيمانهم بشعبهم فاستسلموا يستحقون الرثاء ..

الذين باعوا قيمهم ومثلهم العليا يستحقون الرثاء ..

الذين تاجروا بالشعب ليكدسوا الثروات ويقفزوا إلى المراكز يستحقون الرثاء ..

وللشهداء نقول :

اللهم لا تُمِتنا إلا شهداء ..

اللهم اجعل دماءَنا خصباً يروي عطش أرضنا للكرامة وأرواحنا زخماً يدفع بروح أمتنا إلى المجد .

إن أمة يتدافع أبناؤها للشهادة أمة لا تعرف الهزيمة .

ولأبناء الحياة نقول :

بهذا الإيمان نسير وبهذه الروح نسعى ولنصرة الأمة والمجتمع نحيا ونعمل ، ولنبقى على العهد والوعد وعلى ما أقسمنا عليه وعياً وشرفاً وقدوة مهما اشتد السواد وحَلُكَت الظلمة .

كونوا في الجهاد دلالا ً وسناء إن الجدود تعيش في الأحفاد .

المجد لسوريا والخلود لسعادة



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه