إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الـعـزُ رُسـِّخ َ بـالفـدى وتـحـَصـَّـن

الرفيق الشاعر يوسف المسمار - كوريتيبا

نسخة للطباعة 2009-07-07

الى روح ِالمعلم سعاده الـذي قـال:" إن أزكى الشهادات ِ شـهادة ُ الـدم"

والذي أتـم َّ رسـالته وخـتمها بدمه ، أرفع ُ هـذه البـاقـة من الخـواطـر ِ فى ذكـرى استـشهاده

بـيـن َ الـمحـبـة ِ والعـبــادة ِ جـامــع ٌ

حـَضـَن َ البـداية َ والنهــاية َ والســنا

إن شـابـنـا الـوهـم ُاسـتـحـالـت ْ حـالنا

ويـلا ً بألــوان ِ الشــقـاء ِ ِ تـَـلـوَّنــا

الحــبُ يـسـمـو بالعـبــادة ِ مـثـلـمــا

رُوحُ العـبــادة ِ بالمـحـبـة ِ تـُبـتـَـنى

فـعــبــادة ُ الله ِ التـَجـَـليّ ِ والهـُــدى

ومـن اهـتـدى جـاز َ المـدى والمُـمكـنــا

واجـتــاز َآفــاق َ العـُلى مستـشـرفـا ً

درب َ التــألــه ِوارتـقـى وتـمـكـَّـنــا

وعلى مــدار الضـوء ِ أطـلق َ زورقـا ً

خــرق َ المـحـال َ وبالضـياء تزيـَّـنـا

وارتـاد أمــواجَ الأثـيـر ِ مـلاطـفـا ً

بـأصـابـع الإلهــام ِ أحــلام َ الـمـُنى


أما المـحـبـة ُ فـالســعـادة ُ روحُـهـا

وعـلى الســلام ِ سبـيلها قـد شـُرعـنا

مـن رام َ ان يـحـيـا الحـياة جـمـيـلة ً

عـاشَ المـحـبـة َ صـادقـا ً وتـفـنـنـا

اصـل ُ السـمـوِّ مـحـبـة ٌ وعـبــادة ٌ

من ضـلَّ ما إكـتـشف َ السموَّ وعيّـَـنا

إن المـحـبــة َ بالعـطـــاء ِ عـبـــادة ٌ

وكــذا الـتـعــبـُّـد ُ بالفــداء ِ تـَـدونـا

والعـقــل ُ يـعـني أنـنـا بـفــدائـنــا

نخـتـار ُ أبهى ما إرتـقى وتـكـوَّنـا

ولـذا إفـتـتحـنا بالبـطـولـة ِ دربـنـا

حـتى اســتجاب الانـتصارُ وأذعـنـا

هـذي عـقـيـدتـنا التي شــئـنـا بـهـا

أن نعـتـلي قـمـم َ السـموِّ ونـَسـكـُـنـا

لا نـسـتـهــيـن ُ ولا نـُهـــان ُ وإنـما

نســعى لـتـزداد َ الشــعـوب ُ تـَمـَد ُّنــا

إن الـتـمـــدن للـرقـيِّ مـحــطــــة ٌ

وبـلا التـمـدن ِ ِ لا مـحـط سوى الفـنا

ما فــاز َ من ألـِف َ التـوحـش َ عـيـشة ً

بل فاز من عـاش َالحـضـارة مـُؤمـنـا

تـمـوزنـا يـعـني الفــداء َ وروحــه ُ

ديـن ُ المـحـبـة ِ والعـبــادة ِ عـنـدنـا

لــولا العــطـاء لما تـمـيـَّـز عـابـــد ٌ

لــولا الفــداء لـما المـُحـِّب تـروحـنا



حــب ُّ الحـيـاة ِ دلـيــلـنـا بـفـدائـنـا

وعــبـادة ُ ألأسـمى التألـق ُ و الغـِنى

ومسيـرة ُ ألأحــرار ِ ِ نـهـج ُ عـدالـة ٍ

مـن سارهـا بـلـَغ َ السعادة َ والهـَنـا

تـمـوزنـا العــزم ُ الـذي لا يـكـتـفي

إلا َّ بـجـعـل ِ بـلادنــا بَـلـَد َ الجـَنـا

تـمـوزنـا العـشـق ُ الـذي لا يـرتـوي

إلا َّ إذا صـَرح َ الحـضـارة ِ رَكـَّـنـا

تـمــوزنــا الـروح ُ الـذي بـالعـــز

آيــات البطـولة والكـرامة أتـقــنــا

مـهـما يقـول ُ النـاس ُ في تـمـوزنـا

قـد صـار للأجـيال ِ فـجـرا ً بـيـِّـنـا

فـطـريـقــُنـا أبــدا ً صـعـود ٌ دائــم ٌ

مهـما الصعاب ُ تـراكمت في دربـنـا

بـالحــق تـبـدأ ، بالعــدالـة ِ تسـتـوي

وعـن التـراحـم ِ لـن تحـيـد َ وتـظـعـنـا

قــد عـُـبـِدت بــدم ِ ألأبـــاة ِ ومُـهـِدت

بـالعـبـقــريـة ِ واســتـقـامـت بالسـنـا

في عـالم ِالـوعـيِّ ِ الحـقـيـقـة ُ يـقـظـة ٌ

لـكـنـهـا في الـجـهـل ِ وهـم ٌ هـيـمـنـا

ويـل ُ النـفـوس ِ خـمـولـُها . وسـلامُهـا

بـتـفــتـُّـح ِ العـقــل ِ السليـم ِ إسـتـأمـنـا

إن لـم نـجـد ْ في الوعيِّ سـرَ أمانـنـا

لا شـيء يُـمـكـن ُ أن يُـوفـِّـر َ أمـنـنـا


فـالأمـن ُ وعيٌّ دائـــم ٌ مُـتــَطـــور ٌ

بالعــز ِ مـمـلـكـة َ الــدوام ِ اسـتـوطـنـا

لا يـقـبــل ُ الله ُ العـــزيــز ُ أذلـــة ً

فـقـط الـكـريم ُ مـن الإلـوهـة ِ قـد دنــا

نـحـن ُ الألـوهـة َ قـد ألِـفـنـا دربـهـا

فـهي َ الحـقـيـقـة ُ والعـدالـة ُ والـغِـنى

وهي َ التـَبـَصـُّـر ُ والتـَفـَكـُّـر ُ دائـمـا ً

وهي َ التـفـوّق ُ في التـحـَضـُّـر ِوالبـِـنـا

وهي َ التسـامي لا يـُطـال ُ شـعـاعـُـه ُ

أُفـُـق ُ التسـامي في التـألـُـق ِ أمـعـنـا

شــرف ُ الحـياة ِ بأن نكـون زوابعـا ً

لا تـنـتـهي أبــدا ولـن تـسـتـسـكـنـا

نـهــر ُ الـوجـود ِ تـزوبع ٌ متـواصل ٌ

أبـدا ً زوابـعـه ُ الملاحــم ُ والســنـا

تاريـخـنـا نهــر ُ الجــراح ِ تــدفــق ٌ

بـيـن التـشـَّرد ِ والسـجـون استـوطـنا

سنـظـل ُ في أُذن ِ السميع ِ تـَنـَغـُّـما

ونـدوم ُ في عين البصير ِ تـَحـَسـُّـنـا

حتى تعي ألأجـيـال ُ أن صـراعـنـا

ما كان إلا َّ بالـتـراحـم ِ مـوقـنــا

تـمـوز ُ رسـَّـخ َ في الوجـود تراحما ً

بـهـُدى العبـادة ِ والمحبـة ِ مـَتـَّـنـا

إلا َّهُ مـا اخـتـارَ المسيحُ صليـبـه ُ

ومـحـمـّد ٌ إلا َّ الفـدى مـا استحـسـنا

إنَّ الـفـــداءَ مـحـبـة ٌ وعـبـــادة ٌ

بـهـما الخـليـقـة ُ تستـطـيعُ ألأثـمـنـا

لا شيء مثل التضحيات يـصونـنـا

ويـزيـدنـا ألـقـا ً وسـحـرا ً بَــيـِّـنـا

نحـن الـذيـن تـوحـدت أرواحهـم

بـعـقـيـدة ٍ من عـاشـهـا ما استجبنا

من رامَ أن يـحـيا الحـيـاة كـريـمـة ً

غـيـر الفـدى ما اخـتار نهـجا ً آمِــنا

لـولا إنـهـمار دمـائـنا لاسـتـمـلـك َ

الياهــود ُ كــل تـراثـِـنـا وإبـائـنـا

لـولا الجـراح لأصـبـحـت بـيـروت ُ

مـاخـورَ الفضائـح والـدعـارة والـزنــى

لـولا مـلايـيـن الضحـايـا لانـتـهـى

تـاريـخ ُ بـابـل واهـتـرى وتـَعـَفـَنـا

لـولا شـموخ دمـشـقـنـا لتزعزعت ْ

آمـالـنـا ، والحـق ُ أصـبـَح َ مُـنـتـِنـا

شــرف ُ الحـيـاة كـرامـة ٌ ولأجـلهـا

حـب ُ العـطـاء ِهـوَ العبادة في الـدنـا

فـمـن اســتـمـر على العـطـاء ِ فإنـه

قـد فاز فـي الدنيـا وفي ألأُخرى اغـتـنى

ســر ُ الحـيـاة ِ هــو الخـلـود ُ بـعـزة ٍ

وبـخـسة ٍ لـغـز الـوجـود ِ هـو َالفـنـا

هـيـهـات تـنـهـضُ بـالتـخـاذل أمـة ٌ

مـهـمـا التخـاذل ُ بـالخـداع ِ تـزيـَّـنـا

فالحـق ُ تـحـريـر ُ الـديـار ِوصـونـهـا

والعـدل ُ يـكـمـن ُ في كـرامة ِ شعـبـنا

والعــز ُ يـقـضي أن نـكـون َ أعــزة ً

وبـلا الـفــداء ِ فـلـن نـُعـِـز َّ نـفـوسـنا

شـهـداؤنـا بـدمـائـهـم قـد أنـعـشــوا

شجـرَالحـياة ِ فـزاد في ألأرض ِالجـنا

شـهـداؤنـا هـم ْ وجـه ُ أمـتـنـا الـذي

بـنـضـاره انـتعـش َ الوجود ُ ونـورنـا

لـولا الشـهـادة مـا تـَمـَيـَّز َ ثـائــر ٌ

والله ُ مـا ســوَّى الـوجـود َ وكـّو َّنـا

فـالله ُ أفــرد َ للشــــهـادة ِ جــنـَّـة ً

وبـهـا تـرآى بـاســمـا ً وتـأنـسـنـا

فـالـذل ُ في بُـخـل ِ الجـبـان ِ تـََقـَنـَن َ

والـعـز ُ في كـَرَم ِ الشـهـيـد ِ تـمـَكـَّـنا

حـيـّـوا الشهـيـد َ بـمـا يـليـق ُ فإنـه

أسـخى الكـرام ِ وبـالسـخاء تـَعـَنـونـا

تـمـوزُنـا بـمـَحـَبـَّـة ٍ إنـجـيـلـُـنــا

وبـرحـمـَة ٍ تـمـوزُنــا قــُرآنـُـنــا

إنَّ التـراحـم َ والتـجـَلـّي والهـُدى

قـِيـَم ٌ بـها روح ُ الفـِداء ِ تـَسلطـَنا

خيـر ُ الصـلاة ِ هـوَ الفِدى بمحبة ٍ

لِسموِّهـا سَجَـدَ التـصَوُّف ُ وانحنى

روح ُ العبـادة ِ بالمحبة ِ ُقـُـدَِّست ْ

والـعـز ُ رُسـِّخ َ بـالفِـدى وتـَحـَصَنا



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024