إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إلى غسّان تويني رسالة 2 ج 11

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1946-04-06

إقرأ ايضاً


القصد من كل هذا التوسع أن يرى فخري معلوف انه يسير ضد المبادىء القومية الاجتماعية وضد قواعد دينية مقررة، بإثارته خلافاً لا مبرر له ولا داعي اليه بين العقيدة القومية الاجتماعية التي لم تتعرض للدين وعقائده والعقائد الدينية التي غرضها خلود النفس بعد ارتحالها عن هذه الدنيا في مقامين مختلفين: مقام النعيم ومقام الجحيم. فمن أراد النعيم ابتدأ ممارسة الايمان الذي يعتقد انه يوصله اليه وهو بعد في هذه الدنيا، فيهيء بهذه الطريقة خلوده في النعيم. ومن أراد الجحيم ابتدأ يمارس المعاصي والكفر، فلا المؤمنون يذهبون الى الجحيم بكفر الكافرين، ولا الكافرون يذهبون الى النعيم بإيمان المؤمنين. وأما الذين لم يؤمنوا ولم يكفروا فالبعض يقولون انهم يذهبون الى النعيم والبعض يقولون انهم يذهبون الى الجحيم، والبعض يقولون ان حساب الله يقرر مصير كل واحد منهم حسب أعماله ان خيراً فخيراً وان شراً فشراً. وما دام الحساب بيد الله فلنخفف قليلاً من غلوائنا فلعل الله يريد أمراً غير ما يراه عباده. فلعل قوى فخري معلوف العاقلة تتنبه من الحماس والتعصب الأعمى للمذهب الذي اعتنقه الى قضايا ومسائل جوهرية لا يجوز اغفالها فيدرك انه تطوح تطوحاً بعيداً، فإن رأى ذلك وارتد عن خطأه معترفاً به فقد أنقذ شخصيته ومركزه في النهضة القومية الاجتماعية وإذا لم يرجع عن تهوره فلا بد للمنظمة السورية القومية الاجتماعية من اصدار حكمها في خروجه على مبادئها وانقلابه عليها وحنثه بيمينه لها. إن الزعيم قد أعطى فخري معلوف جواباً واضحاً على استقالته من مسؤولياته وطلب الحل من قسمه فيبقى على فخري معلوف نفسه أن يعطي جواباً واضحاً للمنظمة السورية القومية الاجتماعية، المرتبط هو بعهود ومواثيق، عن النهج الذي يصمم على نهجه تجاهها، وبعد ذلك تعطي المنظمة حكمها الأخير فيه وفي انقلابه او عودته.

إذا رجع فخري معلوف عن ضلال الهوس المذهبي المستولي عليه فلا يذاع المرسوم والتعليمات المدونة في هذا الكتاب في الحال. وفي كل حال يجب اخباري سريعاً بنتيجة المحاولة لاتخاذ ما يلزم من التدابير الضرورية.

تمت

صدر عن مكتب الزعيم، في 6 ابريل 1946 ولتحي سورية

خاتم وامضاء الزعيم

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024