شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2010-01-07
 

هل هناك أنظمة أرذل من النظام الصهيوني ..؟

د. وسام جواد

تبثُ بعض المحطات التلفزيونية مقابلات مع يهود من دول مختلفة, يعربون عن تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني المنكوب منذ أكثر من ستة عقود, ولا يترددون في الاعلان عن رفضهم واستنكارهم لجرائم القتل والتدمير وسياسة القمع والاعتقلات والتهجير والعقاب الجماعي,التي يرتكتبها النظام الصهيوني . ومن البديهي أن تكون هذه المقابلات والتصريحات والنشاطات المحمودة للمنظمات التقدمية,المؤيدة للقضية الفلسطينية في العالم, مُفرحة ومُحزنة في آن واحد..

مفرحة, لكونها تعكس تأييد ووقوف من لا تتوقع وقوفه الى جانب القضية الفلسطينية العادلة, كبعض الحاخامات واليهود الرافضين لسياسات النظام الصهيوني العنصري.. ومُحزنة, لأنها تعكس صورة قبيحة ومخزية لمعظم الأنظمة العربية,التي لا تتردد في استخدام القوة وبقسوة ضد المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني المناضل .

مفرحة, لأنها فرصة, تمكنك من مشاهدة الملايين وهم يخرجون في تظاهرات حاشدة في عدة دول أروبية, رافعين شعارات منددة بالعدوان الاسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني.. ومحزنة, حين تجد ان عدد المتظاهرين في عالم الـ 300 مليون عربي لا يتجاوز بضعة مئات, يتعرضون في أغلب الحالات الى المضايقات من قبل الأجهزة القمعية,التي لا تتورع عن استخدام الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه, والضرب بالهراوات والاعتقال .

مفرحة, لأنك تسمع عن شخصية برلمانية بريطانية فذة كجورج غلوي يطالب برفع الحصار عن أهل غزة البطلة, ويناضل دون كلل أو ملل من أجل نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه.. ومحزنة, لأنك لن تجد ما يزيد عن عدد الأصابع في كل برلمانات الدول العربية من يجرأ على المطالبة باطلاق سراح زملائهم من أعضاء البرلمان الفلسطيني المعتقلين في سجون الاحتلال, ومد يد العون للشعب المحاصر .

مفرحة, حين ترى رئيس دولة في أمريكا اللاتينية معتمرا الرمز الفلسطيني ( الكوفية), يهاجم بعصبية, عنصرية الدولة الصهيونية ويطرد سفيرها اجتجاجا على المجازر في غزة.. ومحزنة, لأن رؤساء بعض الدول العربية يتنافسون على كسب وِد مُدللة الامبريالية الأمريكية "إسرائيل", ويرفضون طرد سفرائها من بلدانهم, بل راح بعضهم يدعو الى ضرب حماس وخنق الشعب المعذب بفرض الحصار الظالم .

مفرحة, حين ترى رئيس وزراء دولة إسلامية يستشيط غضبا من خطاب رئيس دولة الكيان الصهيوني في محفل دولي, ويغادر القاعة احتجاجا على جرائم الاحتلال.. ومحزنه, لأنك في المقابل ترى نعجة الجامعة العبرية ( عفوا, رئيس الجامعة العربية ) يقف مرتبكا ومحرجا أمام شجاعة رئيس الوزراء المسلم والمدافع بضمير وخلق عظيم عن الحق الفلسطيني .

مفرحة, حين تستمِع الى أغنية الفنان Michael Heartالتي سمعها الملايين, وأسمعت كلماتها حتى من به الصمم We will not go down.. ومحزنة, لأن الكثيرون في هذه الأمة مشغولون بهز خصر هيفاء أكثر من هز الضمير, وبسماع نانسي أكثر من سماع هتافات الشعوب بحياة الشعب الفلسطيني, ولأن ما تجمعه ساحات كرة القدم يفوق ما تجمعه ساحات النضال ضد الامبريالية والصهيونية.

مفرحة, حين تتعاقب قوافل المساعدات من دول الشرق والغرب, محملة بالغذاء والدواء الى أهل غزة . ومحزنة, لأن هذه القوافل تتعرض الى المضايقات السافرة, ووضع العراقيل من قبل الكيان الصهيوني وحليفه الفرعوني للحيلولة دون وصولها, كما حصل حين أردوا قطع شريان الحياة في العريش.. ومحزنة, لأن أنظمة النذالة والرذالة في الرياض والكويت تجد ما تغدق من المليارات على جيوش الاحتلال النازية قرابة عشرين عاما, وتجد ما تبذخه في التأمر على العراق ولبنان وفلسطين واليمن, وتجد ما يكفيها من الحثالات, المطالبين الكيان الصهيوني بالقضاء على حماس واستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد الفلسطينين..! ولكنها لا تجد ما ترسلة لمساعدة الشعب العربي الفلسطيني المحاصر في غزة .

نعم, هناك أنظمة أرذل وأنذل من النظام الصهيوني .

إنها أنظمة الفرعون المصري والوهابي السعودي والنكرة الكويتي,التي لا بد لشعوبها ان تتخلص منها إذا أرادت الحياة .



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه