شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2010-05-31 |
غزّة تضيء كمنارة في أُفقِ البحر ! |
في هذه الأيام ، من نهاية شهر مايو أيار الجاري ، بدأ المحتل الصهيوني يجر أحقاده وموبقاته ويتقدم الى جزءٍ غالٍ من شاطيء وطننا المحاصر ، في قطاع غزّة . على رمل غزّة ترتفعُ رايات التحدي والنصرِ ، تأتي حُزمُ الضوء من قلب البحر ، من اسطول الحرية ، اسطول التضامن الأوروبي ، تضيء في فضاءات القطاع ، فتنفتحُ بوابات غزّة على صباحٍ النصر . أريج النصر أخذ ينفذُ من شقوق البوابات والنوافذ ، والعصافير تطلقُ ألحان الحريّة على عرائش العنب . وترتسمُ في أفقِ نهارنا بسمةُ أطفال غزّة ، واشارة النصر تنبثقُ من قبضاتهم . قطاع غزّة والنصر متلازمان ، على شاطيء غزّة ينقلب التوازن ، وتتغير المعادلات ، في فعل التضامن الشعبي العالمي تتحررغزةُ من قيود الحصار ، ويندحرالمحاصِر مهزوماً أمام ساريات التضامن . الحقّ سوف يعود لأهله ، والقرار الوطني يستقرّ بأيدي أصحابه . وإرادة كسر الحصار تؤكدها المسيرات الظافرة لحركات التضامن العالمية ، فهي لا تستسلم لإرادة عدوّ محتلّ ، عدوّ يورث التخلف ، ويسرق البيوت والأثاث ، وينهب من تحت التراب قطرات الماء ، ويبني الأسوار العالية ليمنع الهواء عن الآخرين . عدوّ يعيشُ في برك من الدم ، يبني صوامعه خارخ إطار المجتمعات الإنسانية ، ويستنهض من داخله كلّ نوازع الكراهية والحقد على الآخرين . الفلسطينيون حضاريون مثلَ شعوب العالم ، هم أُناسٌ ، يحبّون الفرح ويستقبلون البسمات الآتية ، ويرسمون على جدران البيوت وحيطان الأزقة شارات الحبّ . الفلسسطينيّ كائن متفتح ، يعشقُ الجمال ، ويقدرّ عاليّاً القيم الروحية والإنسانيّة ، ويبذلُ حياته من أجل الحرية . الفلسطيني انسان يخترق شريان التواصل بين الناس ، ويحترم مستويات التضامن الأممي ، ويضعُ الإنسان في ميزان القيم العليا . تنتصبُ الأعلام في سماء غزّة ، وتقام الزينات ، وتُضاءُ ألوانُ الفرح ، وتتماوج فوقَ الرؤوس نسمات السعادة . والفرحةُ تأخذُ طريقها الى وجوه الأطفال في فلسطين ، فهم الذين صنعوهاُ وأبقوها رغم موت الحصار ، وأمدوها بطاقة التواصل ، وهم الذين رسموها بأصابعهم الصغيرة ، على مقاعد الدراسة ، في أحلك الظروف ، وهم الذين قضوا من أجلها في المدارس ، وأمام البيوت وفي الطرقات والحارات . غزّةُ تُضيءُ كَمَنارةٍ في أُفقِ البحر ، تَطلّ على أشرِعَةً ملونة لن يضنيها التعب ، ولم يكسر قرارها الحشودات المتزايدة لقوات الإحتلال ، وستبقى تلك الحشودات المحاصِرة في مياه غزّةَ سَبايا للنَصرِ المُظفّر . أطفالُ فلسطين يرفعونَ أعلامَ النصر ، وأطفالُ العراق في الرمادي والبصرة وبغداد يعلنون رفضهم للإحتلال الأمريكي . البسمةُ تعلو وجوهَ أطفال العربِ ، والنسوةُ تُطلقُ زغاريدها ، لأنّ صمود غزّة بدايةُ النصر العربي الآتي . شاطيء غزّةُ ليس الحد النهائي للنصرِ الفلسطيني ، هو خطوةُ النصر الأولى التي تتبعها خطواتٌ ، بل انّ النصرَ سوف يعبر الضفةَ ويؤذن في القدس ، و يكتملُ بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم و قراهم وبياراتهم ومدنهم التي طردوا منها عام 1948 ، فالتناقض مع الإحتلال الصهيوني لم ولن يقف عند جغرافية غزّة ، . انسحاب الزوارق الحربية الصهيونية من قبالة شواطئ غزّة ليسَ تنازلات مؤلمة تُقدم للشعب الفلسطيني ، بل أنّ فكّ الحصار عن غزّة أمر تفرضه الوقائع والحقائق على المحاصِرين ، فهم الذين جاؤوا الى غزة وسرقوا الفرحة من أطفالها ونهبوا الأرض ، واستولوا على سيادة الوطن . فينبغي عليهم أن يحملوا مخلفاتهم وتخلفهم ويرحلوا عن بلادنا تحيطُ بهم هالات الخجل ، لأنهم هم مَن جاؤوا من روسيا والقوقاز واستقرّوا فوقَ صدورنا ! انّ كسر الحصار عن قطاع غزّة سوف يشكلّ في الواقع مرحلة مهمة من مراحل الصراع الطويل ، بين الشعب الفلسطيني والقوى الصهيونية ذات النزعة العنصرية والتسلطية والإحتلالية ، وهي مرحلة تشكلّ نقطة تحول في مجرى الصراع ، نقطة تؤسس الى مرحلة جديدة من الصراع ، يبني عليها الشعب الفلسطيني مرتكزات جديدة ، تعتمد حدود الإتفاق والتوافق الوطني بين قوى الشعب الفلسطيني وفصائله .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |