إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

العمالة وُلوغٌ في دمنا جميعا

د. ربيع الدبس - البناء

نسخة للطباعة 2010-07-03

لم يكن الجاسوس المستجدّ انكشافه في احدى شركات الخلوي العاملة في لبنان أول العملاء ولن يكون آخرهم، لسبب بسيط يتخطى كون المتعاملين مع العدو والمضبوطين بجرم العمالة الشائن، يربو على المئة. فحقيقة الأمر أن على الساحة اللبنانية خلافات على الثوابت يجري تظهيرها وكأنها رأي عام أو بعضُ رأي عام. من ذلك أطروحة الحياد اللبناني، والدفاع المشبوه عن الاختراقات التي لم تبدأ مع سعد حداد وأنطوان لحد وعقل هاشم ولم تنته مع ميشال قزي. ولعل عرّابين جددا لمشروع "إسرائيل" السرطاني الاستخباري التوسعي هم في طريقهم الى الاعلان، بالرغم من معرفة المواطنين لعرّابهم الأوقح خلال الاجتياح المعادي عام 1982، ولعرّابهم الحالي الجاهز لتسويغ أي عدوان جديد صغُر او كبُر، والقابل لأي دفاع، مهما ضعف، عن السقطات الاستراتيجية في الخيانة الوطنية وفي الانحراف والعمالة والتجسس.

هؤلاء جميعاً، وآخرون لم يتعروا بعد بالكامل، يذكّروننا بمسرحية "ماكبث" التي أراد شكسبير من خلالها استخلاص درس يتجاوز الطمع او "الطموح" كموضوع مجرد، ليُوحي بأن الطموح القاسي الذي لا رحمة فيه يؤدي الى تحطيم نفسه وبالتالي تدمير صاحبه.

لا شك بأن أضرارا كبيرة وقعت من خلال السنوات الطوال التي عبث فيها مجرمو الداخل بأمن الوطن والمواطن. وقد يمر وقت طويل قبل ان يجري تدارك مفاعيل تلك الأضرار والأخطار. لكنّ أمرا واحدا لا ريب فيه وهو أن التأخر في كشف الاختراق البالغ لنظام الاتصالات في لبنان خير من عدم كشفه: لوجستيا وسياسيا وأمنيا وجاسوسيا. لكن الدولة اللبنانية مدعوة، بمختلف أجهزتها المعنية، وبالتعاون التام مع المقاومة الواعية، ومع المواطنين الخُفَراء، الى مضاعفة السهر على رصد الاختراقات المعادية لبنْية الاتصالات ولجميع البنى الحساسة الأخرى التي لا مساومة على أمنها وسلامة وصحة تركيبها وأدائها. وحسنا بادر الرئيس ميشال سليمان الى طمأنة الجميع بالقرار قبل التصريح، بأن أحدا ليس فوق القانون، وبأن المحاسبة الجذرية الحاسمة يجب ان تطبق على العملاء الجواسيس بدءا من مؤسسة القضاء، وصولا الى قمة السلطة التنفيذية.

كلمة أخيرة للسُذّج من أبناء شعبنا، الذين لا يتحرّجون حتى في تبرير الولوغ في دم الوطن وكرامته وسلامته: كفاكم انسياقا في الضلال والتضليل، في التبعية السياسية والثقافية والأمنية، في الانسياق الأعمى وراء شعارات سبق لها أن رمّدَتْ لبنان وهجّرت أبناءه وَيَأّسَتْهم... إن خطر العملاء ليس على المقاومة ـ الرمز التي عَبّؤوكم ضدها، بل هو ضدكم أولاً، كما هو ضد المقاومة التي هي ناصركم وعامل قوتكم وحامي حماكم من الجنوب الى الشمال، ومن كسروان الى بشري، ومن البقاع الى الساحل. إن "إسرائيل" خطر على بكركي والديمان تماما كما هي خطر على الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى كل لبنان وكل فلسطين وكل سورية.

ليكن فتيل "ألفا" تحذيرا للجميع قبل أن ينهار الهيكل على الجميع، والسلام على من اتبع الهدى.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024