إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«عظة للحكيم ومداخلة «ضيف شرف» و«مقاومة» للجميل و«حقيقة ليكس» للحريري

يوسف الصايغ - البناء

نسخة للطباعة 2011-02-15

إقرأ ايضاً


في سيناريو أشبه بحفل توزيع جوائز الأوسكار دخل ما تبقى من فرسان «ثورة بولتون أو ثورة فيلتمان أو ما اصطلح على تسميتها بـ «ثورة الأرز» الى مجمع البيال وسط هتافات التأييد حتى ظنناً أن رئيس الحكومة السابق سيعتلي المنصة ليرفع كأس المرتبة الأولى لمباراة «14 بيال».

استهلت جوقة الأرز مشهديتها بعظة «الحكيم» الذي اعترف بخطأ فريقه السياسي في السنوات الخوالي، واعدا بتصحيح هذه الاخطاء، والانتقال الى صفحة اكثر نصاعة، فلا يظنن احد ان جعجع اصابته وخزة ضمير فأراد الاعتذار لشهداء مجزرة اهدن، او الاعتذار عن قتله رئيس حكومة لبنان الشهيد رشيد كرامي، او الاعتذار لشهداء الجيش اللبناني الذي قضوا على يد قواته في سنوات الحرب، او ربما اراد جعجع الاعتذار عن جرائمه الموصوفة على حاجز البربارة، او الاعتذار لشهداء وجرحى المعارضة الوطنية الذين سقطوا برصاص الغدر اثناء فترة اعتصامات المعارضة للمطالبة باسقاط حكومة السنيورة اللاشرعية آنذاك.

ولا بد ان نسأل ذاك الحكيم الذي بشّر بثورات ارز جديدة على صدر اي متصهين ستعلقون نياشين ثورتكم هذه المرة، بعد رحيل بولتون وفلتمان ورايس، وبعد سقوط نظام حسني مبارك.

حسنا نطق سمير جعجع عندما تحدث عن شياطين الفترة السابقة التي عادت لتطل برأسها من جديد، فهل كان يعبّر عن وقفته على منبر البيال؟ واخيرا يا حكيم لم نعرف ماذا كنت تقصد عندما تحدثت عن جمع السلاح، فهل كنت تريده لمقاومة «اسرائيل»؟ الجواب طبعا لا لأن من يفجر كنيسة سيدة النجاة لا يفكر ابدا في مواجهة العدو الحقيقي.

اما اللافت فكان كلام «ضيف الشرف» النائب السابق عبد الحميد بيضون الذي استهل كلمته بالحديث عن سقوط نظام مبارك في مصر فهنا لا بد من السؤال هل تم اطلاع رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة على الامر؟ فالاخير بقي حتى اللحظات الاخيرة يشيد بصمود مبارك في مواجهة ابناء بلده، اما المفارقة الثانية فهي حين كان الجمهور يباشر فور سماع اسم احد اركان فريق 8 اذار الى اطلاق اصوات الاستهجان لكن ذلك لم نسمعه منهم عندما اتى على ذكر العدو «الاسرائيلي» ولأكثر من مرة!

وبعد عظة «الحكيم» و مداخلة «الضيف» اطل رئيس الكتائب امين الجميل الذي اعاق حلفاؤه عملية دخوله الى الحكومة ليعيد التذكير بما يسمى بـ «المقاومة اللبنانية»، وهنا ايضا لا بد من سؤال رئيس الكتائب هل يعتبر تلك الميليشيات التي كانت تملأ الزواريب والازقة وتفرض الخوات على المواطنين وتقتلهم وتأسرهم وتهجرهم «مقاومة»؟، وهل المقاومة تأتي ببشير الجميل على ظهر الدبابة «الاسرائيلية» الى سدة رئاسة الجمهورية؟

صدق الجميل عندما جزم بأن انجازات المقاومة لا يمكن المساومة عليها، فالمقاومة الحقيقية التي هزمت «اسرائيل» في لبنان بدءا من العام 1982 مرورا بتحرير عام 2000 وصولاً الى انتصار تموز 2006 لا يمكن ابداً المساومة عليها وهي لا تساوم.

وقال الجميل ان الاكثرية لا تخرج من القمصان السود، لكن الاكثرية لا تخرج من حقائب المال واستثمار دماء الشهداء وتوظيفها في الحملات الانتخابية.

وتوجت الجوقة حفلتها بكلمة ختامية لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي خرج علينا بجملة لاءات، استتبعها بمداخلة قضائية حين تحدث عن المحكمة التي اكد انها ليست اميركية او «اسرائيلية» او فرنسية حتى اعتقدنا ان الحريري بات احد قضاة هيئة المحكمة، خصوصا عندما لم يكشف سرا بأن القرار الاتهامي سوف لن يتهم جهات معينة بل افراداً، وهنا ما يؤكد كلام السيد حسن نصرالله الذي كشف منذ زمن ما قاله الحريري له عندما زاره واخبره «بأن القرار الاتهامي سيتجه الى اتهام افراد من الحزب وعليكم ان تعلنوا بأنهم عناصر غير منضبطة بالمقابل نحن (اي الحريري ) نعلن ان حزب الله بريء من الجريمة».

كان لافتا كلام الحريري عن قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا فهل اقنع حلفاءه بأن هذه الارض لبنانية؟

اما عن السلاح ورفض السلاح فلماذا لم يرفض الحريري ان يقوم عناصره المستقبليون باستخدام السلاح ضد الاعلاميين في يوم غضبهم المشؤوم، وبالكلام عن السلاح ألم يسأل الحريري تياره «المعتدل والمثقف والسلمي» كيف استشهد ابطال مجزرة حلبا؟

كلام الحريري عن السلاح يكشف الدور الاميركي في افشال مبادرة الـ «س. س» حيث كان الشرط الاميركي الاول للحريري مقابل قبوله وقف التعاون مع المحكمة ان يطلب نزع السلاح وبالطبع واشنطن تريد سلاح المقاومة الرادع لـ»اسرائيل»، وعندما تحدث الحريري عن الـ «س.س» لم يأت الا على ذكر الجهد السعودي فهل نسي او تناسى ان المبادرة سميت بالسينين نسبة الى سورية والسعودية؟

اما عن كلام الحريري وعدم القدرة على فك ارتباط لبنان بالمحكمة نقول له ان سلفه السنيورة وقّع زورا على اتفاقية المحكمة الدولية وهرّبها تحت الفصل السابع دون توقيع رئيس الجمهورية آنذاك العماد اميل لحود، وبالتالي فان اسقاط المحكمة لا يتم الا عبر مجلس النواب. وما دام الحريري لا يكترث للسلطة فلماذا اطلق العنان لنواب المستقبل في الشمال ليطلقوا يوم الغضب البربري بعد تكليف الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة المقبلة، وهل من لا يكترث للسلطة يحشد الطائفة في دار الافتاء للخروج ببيان مستقبلي تحت عنوان دار الافتاء؟

اخيرا وليس آخرا عندما تحدث الحريري عن الوسطية واهمية ان تميز بين الصدق والكذب نقول له لا بد لك من العودة الى مشاهدة «الحقيقة ليكس» فتتضح لك الصورة اكثر وربما عندها، تصبح قادرا على التمييز بين الصدق والخديعة.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024