إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عصَفـَتْ فأوقـِدْ أيـُّهـا الغضَبُ

عبد الرزاق عبد الواحد

نسخة للطباعة 2011-02-24

أوقـِـدْ ، وَكـُـلُّ دمائـِنــا حـَطـَـبُ

عـَصَفـَتْ ، فـَأوقـِدْ أيـُّها الغـَضـَبُ

أوقـِـدْ ، وأحـْر ِقْ كـُـلَّ شـائـِبـَة ٍ

فـيـنـا لـِيـَبـقى الخـالـِصُ الـذ َّهـَبُ

يـَبـقى الـعـراقـيُّـون .. لا دَنـَسٌ

في أرضِهـِم .. وأرا ذِ لٌ جـُـنـُـبُ

يـَتــَحَـكـَّمونَ بـِهـِم، وَيـَحـكـُمُهـُم

في أرضِهـِم فـُرْسٌ ، وهـُم عـَرَبُ !

أهـلي العـراقـيِّـيـن .. ما طـَلـَعَـتْ

شـَمـْسٌ ، وَلا أغـفى لـَهـا هـُـدُ بُ

إلا وَهــُمْ أ لــَـقٌ بـِـبـُـؤبـُـؤِهـــا

تـَغـفـوعـلـَيـه ِ حـيــنَ تـَحـتـَجـِبُ !

هـُم سـُومـَرٌ .. هـُم بـابـِلٌ .. أكــَـدٌ

هـُم هـذِه ِ الأمـجـَــادُ والـحـَسـَـبُ

آشـُورُ ، مـُذ ْعـَرَبـاتـُه ُ انطـَلـَقـَتْ

بـِغـُبـارِهـِنَّ الـشـَّمـسُ تـَنـْـتـَـقـِـبُ

وَهـُمـُو نـُبـُوخـَذ ْ نـُصَّـرَ الــيـَـدُه ُ

بـَنـَت الجـَنـَائـِنَ تـَسْبـَحُ الـشـُّهـُبُ

مِن فـَوقـِهـِنَّ..وَهـُم ، وألـفُ وَهـُم

هـُم غـُرَّة ُالـمـَنـصـورِ تـَنـتـَصِـبُ

بـَغـدادُ .. والـتــاريخُ يـَخـشـَعُ إ ذ ْ

تـَعـلــُو الـمَـنـائـِرُ فـيـه ِ والـقـُبـَبُ !

وَهـُمُ الـرَّشــيـدُ بـِكــُلِّ هـَـيْــبَــتـِـه ِ

تـَسـعـَى ، وَلا تـَجـتـازُه ُالـسـُّحـُبُ !

والـسِّـنـدبـادُ .. جـَنــاحُ نـَورَسِــهِ

يـَطوي الـبـِحـار..وَقـِصَّة ٌعـَجـَبُ

في كـُلِّ غـامـِضـَة ٍ يـَمـُرُّ بـِهـا

شـُغـِلـَتْ بـِهـا الأقـلامُ والـكـُتـُبُ !

وَهـُمُو هـُمُ الـمـَأمـُونُ .. مَجْـلـِسُـه ُ

والـعِـلـمُ ، والـشـُّعـَراءُ ، والأدَ بُ

بـَـلْ هـُـم عـَـلـيٌّ .. جـَـلَّ مـَرقــَدُه ُ

وَهـُمُ الـحـُسَـيـنُ وَ آلــُـهُ الـنـُّجـُـبُ

لـَم تـُطـْـلـِع الأيــَّـامُ مـِثــلـَهـُمـا

شـَمْسَـيـن ِ..هـذا ابـنٌ ، وَذاكَ أبُ !

أولاءِ أهـلي ..خـَيـرُ مـَن عـَمـَرُوا

أرضا ً، وَأعظـَمُ مـَن بـِهـا وَثـَبُـوا

وَهـُمُ الـحَـيـَـاة ُ بـِكــُلِّ بـَهْجَـتـِهــا

وَهـُمُ الـشـَّهادَة ُ عـِنـدَمـا تـَجـِبُ

والآنَ .. هـا هـُم ، أيـُّهـا الـعَـرَبُ

ها هُم بـِما اغـتِيلـُوا ، بما سُـلـِبُـوا

وَبـِما أهـِيـنـُوا ، واسـتـُهـِيـنَ بـِهـِم

جاعـُوا أشـَدَّ الجـُوع، واغـتـَرَبـُوا

والأرضُ كـُلُّ الأرض ِتـَرفـُضُهُم

حـتى بـِأقـرَبِ أهْـلـِهـِم نـُكـِـبـُوا !

حـتى الـذيـنَ بـِقـِـدْرِهـِم أكـَـلــُوا

حـتى الـذيـنَ بـِكـأسِـهـِم شَـرِبـُوا

حـتى الــذيـنَ دِمــاءُ أ كـرَمـِنـــا

غـَصـَّتْ بـِهـا الـوديـانُ والـتـُّـرَبُ

مِن أجْـلـِهـِم ، صارَتْ مَحارِمُـهُـم

يـُعـدَى عـَلــَيـهـا حـَيْـثـُما ذهـَـبـُوا

لــَولا دِمَـشـقُ .. أ ُجـِلُّ نـَخـوَتـَهـا

عـَن أنْ يـُلامِـسَ نـُبْـلـَهـا عـَـتـَـبُ

أمّـا الـعـراقُ ، فـَمِـلْءَ أعـيـُـنـِكـُم

هـذي الـدِّمـاءُ ، وَهـذِه ِ الـخِـرَبُ !

أبـنــاؤه ُ حـَطـَـبٌ لـِـكـُـلِّ يـَـدٍ

جاءَتْ مـِن الـمَجهـول ِتـَحـتـَطِـبُ

لا الطـِّفـلُ يَنجُـو..لا الشـَّبابُ نـَجا

لا الأ ُمَّهاتُ نـَجَـونَ، لا الـشُّـيـُبُ

والآن .. أوقـِـدْ أيـُّـهـا الـغـَضـَبُ

أوقـِـدْ ، وَكــُلُّ ضُلـوعـِنـا حـَطـَبُ

أوقـِدْ ، فـَلا والـلــَّـهِ مـا شـُعـِبـَتْ

رُوحي كـَمـا هـيْ الآنَ تـَنـشـَعـِبُ !

أوقـِـدْ ، فـَدَجـلـَة ُوالـفــُراتُ هـُمـا

شـَـرَفُ الـعـراقـيـِّيـنَ يـا غـَضـَبُ

قـَد أصبـَحـا وَشـَلا ً ، وَحـَولـَهـُمـا

دَمـْعُ الـعــراقـيـَّـاتِ يـَنـسـَرِبُ

أوقـِدْ فـَشـَمسُ الحـَقِّ قـد سَطـَعَتْ

وَعـلـى لـَظــاكَ خـيـُولـُهـا تـَـثـِـبُ

هـذا أوانـُـكَ فـاشـتـَعـِـلْ لـَهـَـبــا ً

وازحـَفْ مـَعَ الـثــُّـوَّار يا لــَهـَـبُ !

لـَكَ يا عراقَ المَجـدِ كـُـلُّ دَمي

وَدِمـاءُ أهـلي الآنَ تـَصطـَخِـبُ

يـا مـاليءَ الــدُّنـيـا بـِنـَخـْوَتـِه ِ

وَبـِجـُودِه ِ.. يـُعـطـي وَيـَحـتـَسِـبُ

كـَي لا يـَـرى أحَــدٌ مُروءَ تــَه ُ

وَيـَظـَلُّ عـُريــانــا ً بـِمـا يـَهـَـبُ !

سـِتـِّيـنَ قـَرنـا ً يـا عـراقُ وَلـَم

تـَتعـَبْ ، وَمَن أعطـَيْـتـَهُم تـَعـِبـُوا !

فـي كـُلِّ أرض ٍ مـِنـكَ مـُشـْتـَجَـرٌ

وَ دَ مٌ مـَعَ الأهْـلِـيـنَ يـَنـسَـكـِبُ

وَأتـَـتـْـكَ نـارُ الأرض ِ أجْـمَعِـهـا

والأهـلُ ..لا نـَـبْـعٌ وَلا غـَـرَبُ !

والـيَـومَ يـَومُكَ أنـتَ..لا هَطـَلـَتْ

إلا بـِأرضِـكَ هـذه ِ الـسُّـحـُبُ !

الـيَـومَ يـَومُـكَ يـا عـراقُ ، فـَـقـُـلْ

لـِشَـبـابـِنـا بـِدِمـاكـُم ُ اعـتـَصِـبـُوا

لـِتـَكــُنْ دِمــاؤكـُمُـو دُروعَـكـُمُـو

فـَيـَرى عـِدانـا كـَيـفَ نـَحـتـَرِبُ !

الـيـَومَ يـَومُـكَ أنـتَ يـا غـَـضَبُ

الـيـَومَ مـِنـكَ الـمـَوتُ يـَرتـَعِـبُ

بَـلْ أنتَ مَوتُ الـمَوتِ ، يـَفـزَعُ إذ

طـُوفـانُ غـَيظِـكَ مِـنـه ُ يـَقـتـَرِبُ

أنـتَ الـعـراقُ .. فـَأيُّ مـَظـلـَـمَـة ٍ

جَعَـلـَتـْكَ سَـبْـعَ سِـنيـنَ تـَنـتـَحِـبُ ؟!

أنـتَ العراقُ ، وَهـا لـَقـَد زَحَـفـَتْ

فـيـكَ الـدِّمـاءُ الآنَ لا الـخـُطـَبُ !

لا الدَّمعُ، لا الشَّكوى بَل انتـَفـَضَتْ

رُوحُ الـشـَّـبـابِ بـِكـُلَّ مـا وُهـِبـُوا

شـَرَفـا ً، وَعـَزمـا ًصادقـا ً، وَدَمـا ً

هـُم بـاسمِهم نـَدَبـُوا ، وَهـُم نـُدِبـُوا !

فـَلـْيـَسْـمَع ِالـلـَّـيـلُ الـمُحـيـط ُبـِهـِم

أنَّ الــنـَّـهــارَ أتـَى وَلا هـَـرَبُ !

أنَّ الــنـَّـهــارَ أتـَى وَلا هـَـرَبٌ

إنَّ الــنـَّـهــارَ أتـَى وَلا هـَـرَبُ !



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024