شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-04-03
 

نحنُ البدءُ والأزلُ(1)

للرفيق الشاعر يوسف المسمار-البرازيل

العـُربُ نـوعـان : مـقــدامٌ ومُـنـخـَذل ُ

لـنْ يـصلـُحَ الحالُ إنْ أحـرارُنا غـفـلـوا

فـالجـُبـنُ قـد صـارفي الأنـذال بـغـيتهمْ

لـنْ يقـبلوا العـز لـو بـالأنـجـم اغتسلوا

أما المـيـامـينُ فـالإنـصـافُ غـايـتـُهـم ْ

لـن يرتضوا الـذل لـومجموعـهم قــُُتِلوا

فـالعـزُ والـذلُ في حـرب ٍ نـهـايـتـُهـا

الـمـوتُ للـذل والإفــلاسُ والفـَشـــَل ُ

عُـربُ الحقارات ِ قـد باعـوا ضمائرهم

واسـتـبـدلـوا اللهَ بـالأصنام ِ وابتهلـوا

إنـجـيـلـُهم صـارَ تـدجـيـلا ً ومـسـخـرة ً

قـرآنـُهـم فـاضَ في تـرتـيـله ِ الـدجـل ُ

مـسيحُهم مـات مصلوبا ً وما انتفضوا

نـبـيـُّهم مات مسـموما ً ولم يسلوا

عُربُ الصهايين وألأمريك قـد نـهـلوا

بولَ الطواغيت ِ واختالوا بما نهـلوا

عُربُ السـفـالات عُـبـَّـادٌ مـذاهـبـُهـم

ما ســنـَّها اللهُ بـل أوحى بهـا هـُـبَـلُ

فـالـنعـرف الحـق َإنَّ الـحـق يُـنـقـذنـا

عـُربُ الكرامات هـم ْ في المحـنة ِ ألأمـلُ

عُـربُ القداسات ِ في ألأنجيل ِ نلمحهم

غـيـر الهدايات ِ للإنسان ِ ما حـملوا

عُـربُ الكـرامات ِ في ألقرآن نعرفهم

قـد ألهبـوا الكـون إيمانا ً ولم يـزلـوا

عُـربُ الكـرامات ِ في تاريخهم شرف ٌ

لا يُـذكـرُ العـِـزُ إلا َّ فـيـهـمُ المـَثـَل ُ

مـا هـمَّ ما هــمَّ لو أعداؤنـا كثـروا

مـا همَّ مـا هـم َّ لـو أحبابنا قــُتـِلـوا

مـا هـمَّ مـا هـمَّ لـو أبنـاؤنـا ذ ُبـِحوا

مـا هـمَّ مـا هـمَّ لـو آبـاؤنـا سُحـِلـوا

بل هـمـُّـنا اليوم أن نـُرضي مطامحنا

في وقـفة ِ العـز حيثُ النصرُ يُؤتـمَـل ُ

عـروبة ُ الحـق ِ أطفـالٌ حجارتهـمْ

لآليءُ العـز ِفـيهـا يعـمـرُ الأمــلُ

عـروبة ُ الخيـر ِفـتيانٌ جماجمهم

كواكبُ المجـد ِ فيها حلـّقـوا وعلـوا

عـروبة ُ العـدل ِ أبطـالٌ عـقيدتهـم

حربٌ على الظلم ِ لا خوفٌ ولا دجلُ

يا عـُربُ يا عـُرْبُ ما معنى عروبتكمْ

إنْ حـلَّ فيها وفي أبنائها الخـَبَلُ ؟!

يا عـُربُ يا عـُربُ ما معنى ديانتكم

إنْ أصبح الكفرُ ثوبَ الدين ينتحلُ ؟!

يا عـُربُ يا عـُربُ هل شحت بصائركم

ورؤية القدس ِ ما عادت لها تصلُ؟!

يا عـُربُ يا عـُربُ هل صُمَّت مسامعكم

عن غزو بيروت فانهرتم ولم تزلوا ؟!

يا عـُربُ يا عـُرب هل ماتت ضمائركم

فـكنـتمُ السمَّ في بغـداد ينهمـلُ ؟!

يا عـربُ يا عـربُ هـذي الشـام ُويلكمُ ؟

يا حيـف يا حيـف قـد أعماكمُ الـزغـلُ

هذي هي الشام سوريا التي افتـتحت

للخلـق دربـاً بـرب ِ الكـون ِ يـتـصـلُ

لـو أجمع الـناسُ أن يطفـوا مشاعلها

هيهـات هيهـات نــورُ الله ِ ينـمحـلُ

الشامُ فيها ابتـدى التاريخ فافـتهموا

لن يصرعَ الحـقَ بهـتـانٌ ولا هـَبَـلُ

ذلّ ُ العـروبـة ِ أن يمشي بها هـَمَجٌ

الا الجهالات ما اعتادوا ولا حملوا

عـُروبة ُ الـذل ِ لن نرضى بـها أبـداً

مـا دامَ للعـزِّ أنفـاسٌ لـنا تـصـلُ

عروبـة ُ العـزِّ أجـيـالٌ مـزوبـعـة ٌ

بالنـار والنـور ِ حتى تـرتقي المـُثـُلُ

لبـيـك ِ يا شــامُ أنـت ِالنـورُ في زمن

بفكـر ِصهيون هـامَ الناسُ وانخبلـوا

إلا ًّ مدى الخيـر ِ لن نـرضى لأمتـنا

مهما طغى الشرُ وانهارت بنا السُبُـلُ

فـنحـنُ كالشـمس ِ أعـلـنـا حقيقـتـنا

ليشـهـدَ الكـون ُ حقـاً ليـسَ ينخـذلُ

نعـاهـدُ الحـقَ أن تـبـقى إرادتـنـا

لنصرة الحـق لا ينـتـابها الكسلُ

ونهضة العـز في وجـدانـنا اشتعلتْ

وسوف تمتـدُ في الأجـيال ِ تشتعـلُ

يا ســوريـا المجـد ِ لبـيـك ِ بأفـئـدة ٍ

إلا بهــا المجـدُ لا يُـبنى ويكـتـمـلُ

فـنحنُ من صاغَ للإنسـان قـدسـيـة ً

ونحنُ من نحنُ. نحنُ البدءُ والأزلُ

لن يُطفأ النـورُ ما دامـت حضارتـنا

سـوريـة الأصـل منهـا ينبـعُ الأمـلُ

***

(1) ألقيت في احتفال مديرية سان باولو بالاول من آذار 2012.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه