شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-06-29
 

وردة

الشاعرة اكرام قديح مكي


أهديتَني وردةً حمراءَ عابِقةً نضّاحةَ الوجد من سحْرٍ ومِن أَلَقِ

حملْتَها بِوَجيبِ القلبِ يحرُسُها رفيف هُدبٍ نَديِّ الطرْفِ من أَرَقِ

تَحْنو، فتحضِنُها كَفّي على شغَفٍ وقوعُها وعْدُ حُبٍّ حائِرٍ نَزِقِ

شَعَّ البهاءُ وباحَ العِطرُ ذَوْبَ هَوىً وحُلْمُ عُمرٍ تراءى حيث مُنطَلَقي

ضوءُ المرايا ارْتِعاشٌ في تضَوُّعِها مَن أَسكَرَ العِطرَ في إِشراقَةِ العَبَقِ

أَشُمُّها، وأُناغيها على وَلَهٍ وأشربُ النُّخْبَ عَذْبَ الراحِ في غَدَقِ

غّذَّيْتُها مِن دمي الولهانِ حرَّ جَوىً تَعَلُّ، تنَْلُ من جُرحي وَمِن مِزَقي

يا حُسنها وردةً غَنّاءَ مِن أَرَجٍ كنجمةِ الصبحِ تجْلو عَتْمةَ الغَسَقِ

مِن فتْنَةِ اللهِ صاغَ اللهُ مَنْبِتَها مادَت على غَنَجٍ من شهقةِ العُنُقِ

رَيّانةً بِرَحيقِ الحبِّ من رهافَتِها تَهِفُّ مثل شفيف النور في الحَدَقِ

أيقونةٌ من نَداها كلُّ زاهِرَةٍ تُعانقُ الظلَّ تَيّاهاً على الأُفُقِ

أوراقُها عَسْجَدٌ عتَّقْتُهُ ظَمَأً خبّأْتُه في حنايا قلبِيَ الَّرهِقِ

فيها عطاءاتُ حُبٍّ للغِوى انبَثَقَتْ كوردةِ الريحِ فيها روْعةُ الشفَقِ

خصبُ الربيعِ بها النّوارُ مختَصَرٌ ضِرامُها لهْفَةُ العشّاقِ والحُرَقِ

طَيْفُ الجَمالِ على أنْسامِها لَهِفٌ وآهَةُ العُشقِ قلبٌ للحبيب نَقي

لو لَمْ يكُنْ مِن عُرْيِ قلبي تَوَهُّجُها لما تناهى صَدى الأَشْواقِ في العُمُقِ.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه