إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

القومي والانتخابات: لا مساومة على الحصص

رولا إبراهيم ـ الاخبار

نسخة للطباعة 2013-02-12

لم يقرع وزير السياحة فادي عبود أبواب الرابية هذه المرة لوضع النائب ميشال عون في صورة تطورات «جولاته السياحية». اتخذت الزيارة سريعاً الطابع الانتخابي، وفقاً لأحد المسؤولين القوميين، بعدما أفصح عبود عن مكنوناته: «أبلغني النائب السابق غسان الأشقر موافقته على ترشحي مكانه في الدورة الانتخابية المقبلة». هذه المعلومات، بغض النظر عن صحتها، وصلت إلى مسامع قيادة القومي، ما استدعى في اليوم التالي زيارة أخرى لعون من المنفذ العام السابق للحزب القومي في المتن الشمالي العميد قيصر عبيد المكلف التنسيق بين القومي والعماد عون، حيث كانت رسالة القومي واضحة: «عبود لا يمثّلنا كحزب وليس مرشحنا». وعبود بالمناسبة قومي سابق كان تابعاً لمديرية بكفيا، لكن رحلته القومية انتهت باكراً عند انخراطه في عالم الأعمال. وقد أبلغ عبيد الرابية، نقلاً عن رئيس الحزب أسعد حردان، أن القومي مصرّ على ترشيح «حزبي ملتزم عن المقعد الماروني حصراً». وكل كلام على الاستعاضة عن المرشح القومي بمرشحين آخرين قريبين منه أو استبدال المقعد الماروني بآخر أرثوذكسي، يرفضه الحزب القومي قطعاً. ويهمّ قيادة القومي التوضيح لمن يعنيه الأمر: «متمسكون بمرشحنا في المتن الشمالي ولا صفقات تنقل مقعدنا من منطقة إلى أخرى؛ فالحزب لن يساوم على حصته في جميع الأقضية».

أجواء الرابية غير المتحمسة لاعتماد مرشح ماروني قومي، لم ترح عبيد. ومروحة الخيارات هنا واسعة، أبرزها حتى الساعة ترشيح ماروني من الحزب القومي منفرداً في المتن الشمالي، إن انكسر الدف نهائياً بين الحزب والتيار وتفرقا في الانتخابات النيابية المقبلة. في أوساط الرابية ما يبرر قراراً مماثلاً؛ فكل استطلاعات الرأي العونية تصنف الأشقر في خانة المرشح الأضعف على لائحة الإصلاح والتغيير، يقول أحد النواب العونيين، الأمر الذي يجعل إمكانية استبعاده من «الاحتمالات الواردة جداً عند الجنرال الذي لا يرغب بتكرار سيناريو 2009». أما حسابات الماكينة القومية فتنقض كل الحسابات السابقة، مؤكدة أن أي مرشح قومي سيحصد نحو 14 ألف صوت من دون احتساب الأصوات الطاشناقية. والأصوات تلك بعضها قومي وبعضها من العائلات والقسم الآخر من الأحزاب القريبة وبعض الأصدقاء. «التيار العوني سيتضرر حتماً، وخصوصاً في الجرد حيث الثقل القومي»، يقول أحد المسؤولين في الحزب القومي. وفي حسابات القوميين المشهد الانتخابي واضح: 3 آلاف صوت من بسكنتا و2500 من ضهور الشوير، 3 آلاف في بيت شباب و2500 في بيت مري. وأيضاً لبلدة عينطورة التي قدمت 32 شهيداً قومياً حصتها من الأصوات التي لا تقل عن ألف مناصر للحزب. هذا من دون احتساب ناخبي ديك المحدي وبيت الشعار ومدينة ضبية، إضافة إلى جل الديب. ويتوقع القوميون أن لا تقل حصيلة الأصوات المقترعة لمرشحهم عن عشرين ألفاً، إذا ما أضيفت الأصوات الأرمنية إليهم، ما سيخلق مشكلة لدى مرشحي اللائحة العونية، وخصوصاً النائب نبيل نقولا.

«لن نتنازل عن حقوقنا»

لموضوع التحالفات نظرة أخرى في قاموس أبناء سعادة. وبحسب عبيد، يجدر بالحلفاء أن يديروا الآذان الصاغية «لحصة الحزب وتمثيله ومصالحه». لذلك «لا يظنن أحد أنه لا يمكننا إلا أن نكون في خندق معين، إنما الأولوية هنا لقوى 8 آذار وتلك من المسلمات». لكن «لو فكّر أي من حلفائنا في أن يستثنينا، فسنستثنيه بدورنا». أما داخلياً، فأمر الترشيحات بيد المجلس الأعلى ومجلس العمد اللذين لم يدرسا الخيارات حتى الساعة، بانتظار ما ستؤول إليه المناقشات حول القانون الانتخابي. وفي الانتظار، استطلاعات قومية لجسّ نبض الأرض الانتخابية ومقارنة الوقائع بالأرقام.

في المتن الشمالي، هناك من يعطي الأولوية «لبيت الأشقر» على اعتبارهم من أكبر العائلات القومية، ونظراً إلى تاريخهم النضالي في الحزب، بحسب أحد المسؤولين القوميين في المنطقة. ويُجمع القوميون على أن «في حوزة النائب السابق غسان الأشقر سجل خدماتي وقاعدة مناصرة لا يستهان بها». لكن في نهاية المطاف، «الحزب هو الذي ينجح المرشح أو يسقطه وليس الفرد»... حتى لو كان في صندوق الأشقر ألفا صوت من خارج الصف القومي. أما الشائعات التي تحدثت عن إمكانية اعتماد القومي السابق الدكتور ميلاد السبعلي بديلاً للأشقر، فيبددها عميد الإذاعة وائل حسنية بحزم: «لا حظوظ للسبعلي في الترشح باسم الحزب نهائياً وإطلاقاً». ويشدد حسنية على أن الحزب لم يبدأ بعد بجوجلة الأسماء بانتظار القانون الانتخابي، نافياً أن يكون قد جرى التباحث باسم الوزير فادي عبود إطلاقاً.

كلام حسنية يتناقض وكلام عبود الذي أكد تداول اسمه في اجتماع للحزب القومي عقد أخيراً. في المقابل، ينفي عبود أي زيارة لعون في إطار بحث ترشيحه مكان «ابن خالتي غسان»، مؤكداً أن علاقة طيبة تجمعه والأشقر، «وإذا ما قرر العزوف عن الترشح، فحينها لكل حادث حديث». فبنظر عبود أمر ترشحه وارد، لكنّ القرار الأول والأخير للحزب. والوزير واثق بأن القومي لا يرغب في أن يكون مجدداً الحلقة الأضعف كما حصل في الانتخابات السابقة، حيث حصل الخرق من المرشح الماروني الخصم النائب سامي الجميّل.

أما النائب السابق غسان الأشقر، فغائب عن السمع، ولا يرغب بالحديث الصحافي لغاية في نفسه، يبررها «بحرده» من «الأخبار».

في حسابات الحزب السوري القومي الاجتماعي، لم تكن انتخابات الكورة الفرعية مجرد حفنة من الأوراق صبّت في صناديق الاقتراع. «إنجاز القوميين يومها ضرب عصفورين بحجر واحد: ثقة 14 آذار بفوزها الكاسح وانكفاء قوى 8 آذار عن الدخول في المعركة»، يقول العميد قيصر عبيد. ومشهد الكورة وسّع الآفاق القومية وشدّ العصب الشعبي؛ إذ أيقظ العيون الحمراء على «التجربة المنفردة والاتكال على النفس كعلمانيين خوفاً من المصالح الطائفية التي تجمع الخصوم في بعض الأوقات». أما اليوم، فالحزب مهيأ لخوض الانتخابات النيابية «في مختلف المناطق اللبنانية بطريقة تفاجئ الخصم والصديق»، على حد قول أحد مسؤوليه، ويحنّ إلى التغريد منفرداً.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024