إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لأنّ سورية نبع ثقافة المقاومة ومهدها

جاك خزمو - البناء

نسخة للطباعة 2014-11-29

إقرأ ايضاً


تسعى الإدارة الأميركية والدول الحليفة لها الى نشر ثقافة الخنوع والاستسلام، وتبذل جهوداً مضنية لتحقيق هذا الهدف، وقد أعلنت وزيرة خارجية أميركا في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن عن إقامة شرق أوسط جديد، أيّ إقامة دويلات صغيرة تعتمد على الدين في تركيبتها، وبالتالي تتجزأ المنطقة لتصبح أكثر ضعفاً وخنوعاً واستسلاماً… وما يقلق هذه الإدارة ثقافة المقاومة التي بدأت بالازدهار بعد تحرير جنوب لبنان، وازدادت ازدهاراً وانتشاراً بعد حرب تموز 2006، لذلك كان عليها أن تفعل شيئاً لضرب هذه الثقافة.

وجاءت الفرصة لها بعد أن ثار الشعب في تونس ومصر على الرئيسين بن علي ومبارك اللذين استمرا في الحكم لمدة تزيد عن ثلاثين عاماً من دون أن يحققا أيّ تطور أو تنمية في تونس ومصر… وسُمّي هذا التحرك بأنه «ثورة» على الظلم والفساد، وكذلك سُمّي بـ«الربيع العربي»… واستغلت ثورتي مصر وتونس لتُعمّم الأمر على بقية الدول العربية، وكان جُلّ اهتمامها أن ينتقل ذلك إلى سورية، مهد ثقافة المقاومة، والبلد الذي تمتع بالاستقرار والأمان لسنوات طوال، والبلد الذي يعتمد على ذاته، ولديه نوع من الاكتفاء الذاتي على الصعيد الاقتصادي، ولا يترتب على شعبه أي مديونية خارجية.

قامت الإدارة الأميركية بتحريك «امعاتها» و«عناصرها» داخل الساحة السورية، بعدما دمّرت العراق واليمن وليبيا، والدول الأخرى على الطريق، ولكن القيادة السورية كانت هادئة وحكيمة، وتعاملت مع المطالب التي رفعت بكلّ إيجابية، وقرّرت البدء بمسيرة إصلاح، لكن هذا لم يرضِ تلك الإدارة، وبالتالي بدأت بضخ إرهابيّين الى سورية بهدف تدميرها، وها هي سورية صامدة رغم مرور أكثر من 45 شهراً، أيّ ما يقارب الأربع سنوات، على هذه المؤامرة الكونية، وها هي سورية تسقط المؤامرة وتفشلها وتبقى صامدة رغم معاناة الشعب السوري، ونتيجة تصدّيه الباسل لهذه المؤامرة.

ورغم مرور أربع سنوات على هذا العدوان التآمري على سورية، إلا أنها لم تغيّر من مواقفها العروبية الأصيلة، ولم تتنازل عن ثقافة المقاومة، بل واصلت دعمها للمقاومة، ودافعت عنها، ورفضت كلّ الإغراءات مقابل هذا التنازل.

سورية ليست داعمة وحاضنة لثقافة المقاومة فقط، بل هي نبع للفكر المقاوم، هي الحصن المنيع للمقاومة، وهي مهد الثقافة المقاومة على مرّ القرون والتاريخ. وكانت عاصمتها دمشق صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في التصدّي لكلّ المؤامرات والغزوات في المنطقة، واجهت كلّ الغزوات وسقط أبطال كثيرون وهم يناضلون ويتصدّون للاحتلالات العثمانية والانتداب الفرنسي، وهي العقبة الكأداء أمام جرّ العالم العربي نحو التطبيع مع «إسرائيل»، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.

ولأن سورية صاحبة مبدأ ثابت وصلب، ولأنها لا تخشى من أحد، ولأنها حامية حمى ثقافة المقاومة والمساندة لها في كلّ المجالات، تدفع سورية ثمناً باهظاً ولكنها في النهاية هي المنتصرة، لأنّ الحق، ومهما طال الزمن ورغم كلّ التضحيات الكبيرة في الدفاع عنه، سينتصر.

لن تُحقّق الإدارة الأميركية أهدافها في إلغاء ثقافة المقاومة، لأنّ لهذه الثقافة القلعة السورية التي تحميها وتحافظ عليها، ولا بدّ أن تنهزم أميركا وحليفاتها في هذا المسعى كما هزمت في مساع ومؤامرات أخرى.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024