|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
لبنانية مزارع شبعا لا تحتاج لقرار من الامم المتحدة | ||
| ||
خلص مؤتمر الحوار الوطني المنعقد منذ 2 آذار 2006 الى اتفاق حول مزارع شبعا في شقين الاول اجماع المتحلقين حول طاولتهم المستديرة على لبنانية مزارع شبعا، والثاني تكليف الحكومة اللبنانية باثبات ذلك لدى الامم المتحدة، واذا كنا نثني على ما جاء في الشق الاول لما فيه من نجاح بعض اللبنانيين في اقناع البعض الآخر في حق لبنان في ارضه، وهذا ما تطلب الحوارات والسجالات التي ملّها العالم قبل ان يملّها اللبنانيون انفسهم، فان الذي يثير اهتمامنا ويستوجب التوضيح هو ما جاء في الشق الثاني من التوافق ما يدعونا لابداء الملاحظات والمخاوف التالية:
1- ان لبنان سبق وان تقدم في العام 2000 بكل ما يلزم لاثبات هذه الهوية، وقد ايدته سوريا في مطالبه، واكد الامين العام للامم المتحدة هذه الوقائع في تقريره المرفوع الى مجلس الامن بتاريخ 22 ايار 2000، ثم برر الامين العام في نفس التقرير عدم الانسحاب من مزارع شبعا بتبعية هذه المزارع لمنطقة عمليات الاندوف بموجب اتفاق فصل القوات في الجولان في العام 1974، ولم يشر احد الى مسألة هوية الارض هذه فقد كان ما قدمناه حاسما في الامر اعتباراً من ايار 2000. وقد تم التأكيد دائما ومن أعلى سلطة في لبنان مخولة دستورياً وحدها بالتفاوض مع الدول تأكيد على هذه الوقائع بوضوح كلي من غير اي التباس (يمكن مراجعة مواقف وتصريحات رئيس الجمهورية العماد لحود في هذا الصدد منذ العام 2000 وحتى اليوم).
2- ان رسم الحدود بين الدول هو من صلاحية الدول ذاتها، وان لبنان وسوريا اتفقا بشكل نهائي وقاطع ومنذ العام 1946 (لجنة غزاوي وخطيب) على الخط الحدودي في المنطقة، ويضع هذا الخط مزارع شبعا في لبنان، وبالتالي لا يوجد نزاع بين لبنان وسوريا في هذا الشأن، كما لا يوجد اي صلاحية للامم المتحدة للنظر في هذا الموضوع لأن الأمم المتحدة هي جهة ايداع ومصادقة على ما يتفق الاطراف عليه في مسألة الحدود، ولا تكون قاضياً او حكماً الا اذا حصل خلاف بين الاطراف، وهذا امر غير قائم.
3- ان سوريا اكدت لبنانية المزارع وايدت لبنان في موقفه هذا، وسجل عليها ذلك رسمياً في اكثر من وثيقة او موقف في اروقة السياسة الدولية وبالتالي لا تستطيع سوريا بعد ذلك ان تطالب بلبنانية المزارع. وهنا تكمن الخطورة، اذ ان لبنان اذا توجه الى الامم المتحدة طالباً منها الموافقة له، او تثبيت مزارع شبعا له، ثم ربط الوضع النهائي للمزارع بموقف الامم المتحدة اي جعل موقف الامم المتحدة الموقف الفصل في القضية، ثم جاءت الامم المتحدة، على عادتها ومالأت اسرائيل، ورفضت الاقرار، او الاقتناع بما يقدمه لبنان في المسألة من أدلة ووثائق ثبوتية، فان هذا سيؤدي الى خسارة لبنان لأرضه خسارة يكون هو تسبب بها، عبر تفويض شأن من اختصاص لبنان وسوريا الى هيئة مشكوك الى درجة اليقين بعدم تجردها وعدم حيادها عندما تكون اسرائيل معنية في المسألة، يخسر لبنان ولا تربح سوريا وتعود الارض لاسرائيل كما تريد.
على هذا نلفت المعنيين في لبنان الذين نهنئهم على اجماعهم على هوية المزارع اللبنانية، الى خطر وضع المسألة بيد الامم المتحدة، وجعلها الحاكم والحكم في شأن ليس من صلاحياتها، وهنا نسأل حسني النية كما وغيرهم ماذا سيكون موقفهم اذا لم تقتنع تلك الهيئة الدولية بما سيقدمون من وثائق (وكل ما سيقدمونه قدم للامم المتحدة سابقاً) ثم قالت المزارع ليست لبنانية، هل سننصاع لقرار او موقف صادر عن جهة او هيئة غير ذات صفة او صلاحية؟ هل نسكت ونقول يجب ان نحترم الشرعية الدولية ونخسر ارضنا؟ ام نقول لا نحترم القرار لاننا نحمي ارضنا بالدم، ولا يمكن للعالم وان اجمع ان يحملنا على التنازل عن حقنا؟ وهنا نكون بمواجهة الشرعية الدولية التي ما كانت الا لتقييد الضعفاء من الدول؟
نقول لكل لبناني مسؤول حريص، ليس من الحكمة ان ندخل مدخلاً نعرف نتائجه، فالامم المتحدة، انشأت اسرائيل، وملتزمة حمايتها وتأمين كل احتياجاتها، ومزارع شبعا حاجة من حاجات اسرائيل فلن تقدم الامم المتحدة على انتزاعها منها، ولنا في تجربتنا في العام 2000 هناك خير دليل (رسموا الخط الازرق هناك، فذهبنا بعد التحفظ عليه لنرى واقعه على الارض، فأظهر الميدان وبحسب هذا الخط ذاته وجود 3 مراكز اسرائيلية غربي خطهم فطالبنا باخلائها، وجاءنا الجواب من نيويورك بعد ثمانية ايام بنقل الخط الى الغرب كي يجعل المراكز شرقي الخط ويبقيها بيد الاحتلال الاسرائيلي).
لذلك نقول اذا كان لا بد من ملف يرسل الى الامم المتحدة ارضاء لبعض «غلاة السيادة اللبنانية» فليتضمن الملف موقفاً واضحاً يذكر الامم المتحدة بأنها ليست هي التي ترسم الحدود، وان سوريا اكدت لبنانية المزارع منذ ان طرح الامر، وبأن موقف الامم المتحدة السلبي لا يكون من شأنه ان يؤثر على حق لبنان في المزارع، وان للبنان الحق المشروع التام للعمل لتحرير هذه الارض المحتلة من ارضه وبكل الوسائل. وحذار حذار اشعار الامم المتحدة بأنها هي مَن يقرر هوية الارض واننا سننصاع للقرار، فلبنانية المزارع نهائية ولا تتوقف على قرار جديد او موقف ينتظر من اي طرف في هذا العالم.
*رئيس لجنة التثبت من الانسحاب الاسرائيلي في العام 2000
|
||
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |