شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-02-27 |
عــطــاء آذار ... |
ينبلج صبح ، ليس ككل الصباحات ، تحمل نسمات الصبا تباشير دفء مفقود . تتحسس البراعم دفئها القادم ، فتهمس : يا لروعة ... الربيع . إنه يوم البشارة .. الأول من ربيع جديد .. هلموا نستقبل شمسه الرائعة . كثيرة هي البراعم التي تفتحت ، ومعها أزهارها ... وحده كان يحمل في تكوينه نسغاً مختلفاً ، أثمر الوعد لأمته مرتلاً قصيدة الخلاص ... راسماً لها الطريق إلى الحياة ، معبداً بالحب والخير والجمال .. قال : هي رسالتي لجمعكم، للبشرية ، للقادمين من بعدكم : نحن نحب الحياة ، ونحب الموت متى كان طريقاً للحياة ، تفتحت من حوله الأزهار والبراعم ، أقماراً مختلفة الأشكال والألوان ، وحده قالوا فيه : قمراً كنعانيا .. فسماء كنعان صافية ، وقمرها متوهج ..مضيء . قمر كنعان هذا ، حمل وعد الخلاص ...آه .. كنعان تستهدفه راحيل الباغية ، أبناؤها ، أحفادها غيلان ، نسيجهم من ظلمة الكهوف ..، الغدر من طباعهم ، والفساد في الأرض ... وقالت العرافة للأشرار : احذروا فالقمر الكنعاني سيحرق عيونكم .. عيونكم التي ما اعتادت رؤية النور ، ولو أن قمر كنعان نوره دافئ لطيف .. استحضر الأشرار كل السحرة في أنحائهم والمشعوذين ..، كل الأتباع والخدم والمتواطئين ... باعوه بعشرة من فضة ، فكان فادياً كما كان المسيح .. لكن ما قاله .. ما أوصى به ، ما زال راسخاً ، ينتقل من جيل إلى جيل ، فقد خاطب الذين بعد لم يولدوا .. يا أمتي لا تصمتي ، بل قاومي .. فإن في نفوسكم قوة فاعلة ، قادرة على تغيير وجه التاريخ إن فعلت ، وهي فاعلة .. لا تنتظري يا أمتي مخلصاً ، فقد يطول الانتظار .. ، لا يجود الزمان بقمر جديد ... كل عدة قرون أكثر من مرة .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |